لا تزال دوافع وانتماءات مرتكبي حوادث باريس التي خلفت أكثر من 120 قتيلا ومئات المصابين، أمر غير معلوم، وليس من السهل التنبؤ بذلك، خاصة أنه لم يخرج تنظيم إرهابي حتى الآن ليعلن مسئوليته عن الحادث، بعكس ما هو معتاد من التنظيمات الإرهابية. ونشرت إذاعة "RTL" الفرنسية تقريرا عن المعلومات التي حصلت عنها عن المسلحين الذين ارتكبوا سلسلة الهجمات التي هزت باريس أمس، مشيرة إلى أنه رغم أنه لم يعلن تنظيم مسئوليته عن الحادث، إلا أن شهود أكدوا أن الهجوم كان ردا على التدخل العسكري في سوريا. وقالت مصادر من جهات التحقيق: إن قوات الأمن تمكنت من قتل 8 مسلحين، أغلبهم راحوا ضحية تفجيرات انتحارية، حيث قام ثلاثة بتفجير أنفسهم حول ستاد فرنسا، في حين قام ثلاثة أخرون بتفجير أنفسهم داخل قاعة باتاكلان، وقتل الإثنين الآخرين برصاص قوات الأمن. وبينت الإذاعة أن المسلحين وضعوا خطة محكمة لتنفيذ هذه الاعتداءات، كما كانوا يحملون أسلحة ثقيلة ورشاشات ألية والكثير من المؤن. وبحسب إحدى الناجيات من قاعة باتاكلان:" اعتقد أنها أسلحة كلاشينكوف، لدى انطباع بأنهم كانوا يملكون الكثير من المؤن، حيث أنهم لم يتوقفوا عن إطلاق النار، حيث أظلقوا بشكل واسع دون توقف". وخرج تنظيم داعش منذ بضعة أيام خلال فيديو له ليؤكد أنه سيملأ شوارع باريس بالجثث إذا لم تمتنع هذه الدولة وتوقف تدخلها العسكري في سوريا، حيث تشن فرنسا غارات جوية تستهدف الجهاديين، وقد تمكنت نهاية الشهر الماضي من قتل العشرات من أعضاء التنظيم خلال تلقيهم تدريبات بالقرب من مدينة الرقة. وعلى الرغم من وقوع الحادث إلا أن تنظيم داعش لم يخرج حتى الآن ليعلن مسئوليته، خاصة وأن أصابع الاتهام والدلائل تشير إلى التنظيم، فهو الحركة الإرهابية الوحيدة تقريبا التي تستخدم التفجيرات الانتحارية في عملياتها، إضافة إلى أن أحد المسلحين قد صرخ "الله أكبر" خلال قتل الرهائن، موضحا أن هذا انتقام للتدخل في سورياوقال أحد مقدمي الإذاعة الذي حضر احتجاز الرهائن، أنه خلال محاولة تفاوض المسلحين مع الشرطة، توجهوا إلى الرهائن وقالوا:" أنه خطأ هولاند، أنه خطأ رئيسكم، لم يكن عليه التدخل في سوريا". وبحسب صحفيين مختصين في الشئون الإرهابية، فإن داعش قد نشر فيديوهين خلال الأيام الأخيرة وأشار فيها إلى فرنسا، أحدهما تحدث عن استهداف قاعة حفلات.