للمرة الأولى منذ عام تقريبا يظهر أبو أسامة المصري، زعيم تنظيم أنصار بيت المقدس، في تسجيل صوتي، في ذكرى مبايعتهم لأبي بكر البغدادي، زعيم تنظيم داعش، ليعلن تبني التنظيم إسقاط الطائرة الروسية في منطقة وسط سيناء، وهو الأمر الذي استبعدته، الدولتين المصرية والروسية، كون الطائرة كانت تطير على مسافة 31 ألف قدم مما يعني استحالة اصابتها بعوامل خارجية خاصة أن التنظيم الإرهابي لا يملك أسلحة تمكنه من ذلك. أبو أسامة رفض الإفصاح عن كيفية وآلية إسقاط الطائرة مرجعًا الأسباب إلى ما أسماه "إرادة الله" التي لا تقاس بأسباب مادية دنيوية وهو التكتيك السياسي والإعلامي الأول من نوعه الذي تتبعه داعش وفروعها في العالم العربي والإسلامي حيث دأبت على إظهار أدلته في تنفيذ عملياتها والتي تأتي في شكل فيديوهات أو صور فوتوغرافية تظهر تنفيذهم للعملية. مصادر تكفيرية فسرت ل"البوابة نيوز" سياسة التنظيم المراوغة في الإعلان عن التبني دون تقديم الدليل بقولها: ليست المرة الأولى التي يتبع التنظيم مثل هذه الأساليب التي اتبعها قبل ذلك في محاولة نصب فخاخ للحكومة الأردنية في قصية الطيار معاذ الكساسبة الذي أخفى التنظيم إعدامه حرقًا والدخول مع النظام الأردني في عملية تفاوض وهمية يستطيع من خلالها إخراج ساجدة الريشاوي، المتهمة بمحاولة تفجير فندق أردني، مقابل الأسير الياباني وليس الطيار الأردني وهو ما كان سيوقع النظام الاردني في حرج بالغ أمام شعبه يتوقع التنظيم أن تؤدي إلى انتفاضة ضد الملك عبدالله أو حدوث فوضى عارمة داخل البلاد. وأوضحت المصادر أن التنظيم يلعب هذه المرة لعبة مشابهة فهو يريد أن يضع الدولتين المصرية والروسية أمام حرج بالغ إذا هي لم تستطع تقديم دليل يثبت أن الطائرة سقطت بسبب عطل فني وفي ذات الوقت التأكد من أنها سقطت بسبب خارجي سواء كان صاروخا أو قنبلة أو عمل انتحاري والضغط على أعصاب الدولتين في التسرع بإعلان نتيجة التحقيق سريعا ومبكرا دون أن يأخذ التحقيق وقته الكافي للوصول إلى نتيجة حقيقية. مصادر تكفيرية أخرى ادعت أن التنظيم بالفعل أسقط الطائرة الروسية المدنية بصاروخ حصلوا عليها من إحدى مخازن السلاح في الشيخ زويد واستطاعوا الحصول على إحداثيات الطائرة الروسية بعد عملية اختراق نجح بعدها التنظيم في برمجة الصاروخ مع نقطة مرور الطائرة لافتا إلى أن سوء الأحوال الجوية ساهم في نجاح العملية بعد أن اضطرت الطائرة للهبوط على مستوى منخفض عززت من فرص الرابض فوق الجبل من اصطيادها وخاصة أنها لم تكن قد وصلت للارتفاع المثالي. إلا أن مصادر تكفيرية أخرى ادعت بأن الطائرة سقطت بعد عملية انتحارية نفذها شخصان نجحا في الصعود على متن الطائرة واختراق الإجراءات الأمنية وقاموا بتفجير نفسيهما في توقيت زمني محدد سلفا مما أدى إلى السقوط السريع للطائرة.