أعلنت الصين الثلاثاء 27 أكتوبر أنها لاحقت سفينة حربية أمريكية دخلت "بطريقة غير مشروعة" إلى مياه قرب جزر متنازع عليها في بحر الصين الجنوبي. وقالت وزارة الخارجية الصينية إن السلطات الصينية راقبت ولاحقت وحذرت السفينة الحربية الأمريكية (يو إس إس لاسن) أثناء دخولها الثلاثاء إلى مياه تعتبرها بكين إقليمية لها باعتبار أنها تمتد مسافة 12 ميلًا بحريًا من الشريط الساحلي الصيني. وأضافت الوزارة في بيان نشر في موقعها الإلكتروني: "تحث الصين بقوة الجانب الأمريكي، على أن يصحح على الفور خطأه وألا يتخذ أي إجراءات خطيرة أو استفزازية تهدد سيادة الصين ومصالحها الأمنية". وأعلنت الوزارة أنها قدمت احتجاجا شديد اللهجة لواشنطن، باعتبار أن تصرفات السفينة الحربية الأمريكية تهدد سيادة الصين وأمنها، إضافة إلى الخطر الذي ينطوي عليه مرور المدمرة الأمريكية بالنسبة لأمن سكان جزر سبراتلي. وشددت الوزارة على أن المدمرة الأمريكية مرت بالمنطقة على الرغم من إنذارات عديدة من جانب بكين، مؤكدة على السيادة الصينية المطلقة على الجزر. وكان مرور المدمرة الأمريكية بالقرب من الجزر المتنازع عليها خطوة متعمدة، إذ سبق لمسؤولين في البنتاغون أن تحدثوا عن نية واشنطن إرسال سفينة حربية إلى محيط الجزر الاصطناعية التي شيدتها الصين قرب جزر سبارتلي من أجل التأكيد سيادتها على المنطقة، وكشف المسئولون أن طائرات استطلاع من طراز "إر-8 آ" سترافق السفينة. يذكر أن الصين بدأت بتشييد جزر اصطناعية شكلت امتدادا لجزر سبارتلي في يونيو عام 2014، علما بأن تلك المنطقة تعد متنازع عليها بين الصين واليابان وتيوانوماليزيا والفلبين وبروناي وفيتنام. ويعتقد أن جزر سبارتلي غنية بالنفط والغاز، إضافة إلى الأهمية الإستراتيجية التي تكتسبها، خاصة في ظل الجهود الصينية لبناء مطارات في تلك الجزر. كما أعلنت بكين عن نيتها نشر منظومة للدفاع الجوي في تلك المنطقة، إذ ستمثل مثل هذه الخطوة ترسيخا نهائيا للسيطرة الصينية على المنطقة. أما واشنطن، فتصر على أن الموقف الصيني من قضية المناطق المتنازع عليها، يزيد من خطر نشوب نزاع مسلح ويهدد الأمن في منطقة آسيا والمحيط الهادئ برمته. وكانت مقاتلات صينية قد قامت باعتراض طائرات استطلاع أمريكية في بحر الصين الجنوبي أكثر من مرة، ما دفع بواشنطن إلى وصف مثل هذه الحوادث بأنها "استفزازات". بدورها ذكرت الصحيفة الرسمية للجيش الصيني الثلاثاء أن قوى معادية في الغرب تحاول تزوير تاريخ "الحزب الشيوعي" الحاكم الجيش الصيني، وفرض "ثورة ملونة" على الجنود الأكثر عرضة للتأثيرات الخارجية. وأوضحت الصحيفة أن "القوى الغربية المعادية لا تألو جهدًا للتقليل من شأن تقاليدنا النبيلة وتشويه سمعة أبطالنا وتزوير تاريخ حزبنا وجيشنا"، مضيفة "تحاول تلك الدول من دون جدوى، دفع ثورة ملونة لحملنا على تغيير مساراتنا". وتابعت الصحيفة أن الصين تواصل تحديث قدرات جنودها الذين ولد معظمهم في عقدي الثمانينات والتسعينات، إذ يتعرضون بشكل متزايد لقيم وآراء متعددة ومختلفة". وأضافت "جنودنا أمام تحد ضخم لقدرتهم على التمييز بين الصواب والخطأ، وإدراكهم لتقاليدنا النبيلة ليس عميقًا ومعرفتهم غير كافية".