كشف أحمد صالح باحث المصريات عن جود 5 أدلة تشير إلى تعمد قدماء المصريين لدخول أشعة الشمس إلى مكان محدد بالمعبد الكبير "رمسيس الثانى" بأبو سمبل في شهرى أكتوبر وفبراير من كل عام. وقال في تصريح لوكالة أنباء الشرق الأوسط بمناسبة ظاهرة تعامد الشمس على معبد رمسيس الثانى التي تحدث غدا لخميس، بدءا من الساعة الخامسة و52 دقيقة صباحا وتستمر لنحو 20 دقيقة: إن "أول هذه الأدلة هو ميل محور المعبد تجاه شروق الشمس وزاوية شروقها التي تكون -11، أما الدليل الثاني فهو إهداء المعبد إلى إلهين ارتبطا بالشمس وإله الشمس وهما الإله "رع حور اختي" واسمه يترجم ب "رع هو حورس الأفقين"، والإله الآخر هو "آمون" الذي اندمج مع إله الشمس وأصبح يدعي "امون-رع". وأضاف أن "الدليل الثالث هو القرود ال 22 التي تعلو واجهة المعبد والتي تمثل ساعات اليوم في عصر الرعامسة، فيما يكمن الدليل الرابع في وجود ازدواجية في المناظر بالمعبد الكبير وهى مقسمة بين الإله "رع حور اختي"، والإله "آمون رع" مما يعني أن هناك مناسبتين مفروضتين على كهنة المعبد، والدليل الخامس والأخير هو مقصورة الإله "رع حور اختي" والتي تقع على يمين الداخل إلى المعبد وكل ما فيها من رموز هى تخص الشمس مثل قرص الشمس المجنح والمسلة والقرود الأربعة والجعران (حاليا بمتحف النوبة) والقرد الذي يعلو رأسه قرص الشمس (حاليا بمتحف النوبة)". وأوضح صالح أنه من الشائعات التي تطلق على تفسير ظاهرة الشمس هى مولد وتتويج الملك رمسيس الثاني أو ذكرى مولد الإله وكلها بعيدة عن الحقيقة لأن رمسيس الثاني ذكر أن الهدف من قطع هذا المعبد في الجبل هو للاحتفال بذكري جلوسه على العرش وذكر ذلك في لوحة الإله بتاح تاتنن التي توجد بين العمودين الثالث والرابع الأيسر في صالة الأعمدة الأوزيرية وهذه الذكرى تسمى في علم المصريات باسم "الأعياد اليوبيلية "، ومن المعروف أن الملك رمسيس الثاني جلس على العرش في الثامن عشر من شهر يونيو. وأشار إلى أن ظاهرة تعامد الشمس على معبد رمسيس الثانى بأبوسمبل تحدث يومى 22 أكتوبر وفبراير من كل عام، موضحا أن يوم 22 أكتوبر هو اليوم رقم 96 من السنة المصرية القديمة ويوازي اليوم السادس من الشهر الرابع من فصل اخيت (فصل الفيضان) وفي هذا اليوم يبدأ المصريون في الاستعداد لزراعة الأرض، فيما يعد يوم 22 فبراير هو اليوم رقم 219 في السنة وهو يوازي اليوم التاسع من الشهر الرابع من فصل برت (الزراعة أو الشتاء) ومن هذا اليوم يبدأ المصريون في الاستعداد للحصاد. وذكر صالح أن أول من لفتت الأنظار لظاهرة تعامد الشمس هي الروائية البريطانية أميليا ادواردز والتي زارت المعبد الكبير ما بين 31 يناير إلى 18 فبراير عام 1870 وسجلت ذلك في كتابها الشهير "ألف ميل على النيل" والتي نشرته عام 1877. وطالب صالح، في هذه المناسبة، بإعادة أثرين مهمين أخذهما بلزوني من معبد رمسيس الثانى بأبو سمبل، الأول تمثال لحاكم النوبة "باسر" وكان مكسورا إلى جزئين أحدهما في صالة الأعمدة الأوزيرية والثاني في صالة الأعمدة الثانية وهو يمثل باسر راكعا ويحتضن مائدة قرابين وضع عليها رأس الكبش المقدس رمز الإله "آمون رع" وهو أحد إلهين كرس لهما المعبد الكبير، أما التمثال الثاني فهو من الحجر الجيري ويمثل أبو الهول ذا رأس الصقر، وكلا التمثالين معروض حاليا بالمتحف البريطاني بلندن. وأوضح أنه من المعروف أن بلزوني دخل المعبد الكبير بأبو سمبل مرتين الأولى في 16 سبتمبر عام 1816 وكانت ترافقه زوجته سارة، والثانية في 29 يونيو عام 1817 وكان يرافقه ضابطا البحرية البريطانية شارلز ليوناردو اربي وجيمس مانجلز ومعهما سكرتير القنصل البريطاني هنري سولت ويدعي ويليام بيكي، ومن المعروف أن بلزوني جاء إلى مصر عام 1815، وقدمه مكتشف معبد أبو سمبل "بورخاردت" إلى القنصل البريطاني في مصر هنري سولت. وأضاف أنه خلال خمس سنوات حدث أكبر نهب لآثار مصر شارك فيه بلزوني نيابة عن القنصل البريطاني، وعمل بالنيابة عنه في معبد الرامسيوم ونزع التمثال النصفي للملك رمسيس الثاني الذي يبلغ وزنه 7 أطنان، وشحنه إلى لندن وهو يعد أهم القطع المصرية التي يضمها المتحف البريطاني، وأخذ بلزوني آثارا من ادفو واليفانتين وفيلة وأبوسمبل، وأيضا مقبرة سيتي الأول بوادي الملوك والهرم الثاني والواحات البحرية ويناء برنيكي على البحر الأحمر، ونشر كل أعماله التخريبية والنهب الذي حدث على يديه في كتابه الشهير "سرد العمليات والاكتشافات الحديثة في أهرامات ومعابد ومقابر وحفائر مصر والنوبة" والذي نشر عام 1820.