قال أعضاء في الائتلاف العراقي الحاكم وفصائل شيعية تتمتع بنفوذ كبير لرويترز إنهم حثوا رئيس وزراء العراق حيدر العبادي على طلب شن ضربات جوية روسية ضد تنظيم الدولة الإسلامية الذي سيطر على مناطق واسعة من البلاد. وتنامي الضغط على العبادي حتى يطلب الدعم الروسي يضعه في موقف حرج وهو يحاول تهدئة الائتلاف الحاكم وقوات الحشد الشعبي الشيعية التي تعتبر حصنا ضد الدولة الإسلامية وفي الوقت نفسه الاحتفاظ بحليفه الإستراتيجي واشنطن. وكان رئيس هيئة الأركان الأمريكية المشتركة جوزيف دنفورد صرح خلال زيارة للعراق أمس الثلاثاء بأن الولاياتالمتحدة حصلت على تأكيدات من بغداد بأنها لن تطلب من روسيا شن ضربات جوية ضد الدولة الإسلامية. وتنفذ الولاياتالمتحدةوروسيا خصما الحرب الباردة السابقان حملتين جويتين منفصلتين في سوريا وتنامت التكهنات بأن ذلك قد يمتد إلى العراق عضو منظمة أوبك المنتجة للنفط. ويشعر العبادي وحكومته والفصائل الشيعية التي تدعمها إيران بالضيق من وتيرة ونطاق الحملة التي تشنها الولاياتالمتحدة ضد الدولة الإسلامية ولمحوا إلى عزمهم اللجوء إلى موسكو وهو ما أثار قلق واشنطن. وقال عضوان في البرلمان العراقي إن رئيس الوزراء يتعرض "لضغوط هائلة" من الائتلاف الوطني الحاكم لطلب التدخل الروسي. وحصل العراق على 20 مليار دولار مقابل تدريب من الجيش الأمريكي منذ إسقاط صدام حسين عام 2003 لكن الجيش العراقي انهار فعليا أمام اجتياح الدولة الإسلامية لشمال البلاد العام الماضي والتي حققت أيضا مكاسب في الغرب. وفشلت الضربات الجوية الأمريكية في تغيير دفة الحرب مع التنظيم السني المتشدد الذي أعلن قيام الخلافة الإسلامية ويريد أن يعيد رسم خريطة الشرق الأوسط. وقال أعضاء في البرلمان وفي الائتلاف الحاكم إن طلبا رسميا قدم للعبادي خلال اجتماع عقد الأسبوع الماضي وإنه لم يرد رسميا بعد. وقال سياسي شيعي بارز مقرب من العبادي إن رئيس الوزراء قال للأطراف المجتمعة "إن الوقت غير مناسب لإشراك روسيا في القتال لأن ذلك سيعقد الموقف فقط مع الامريكيين وقد تكون له عواقب غير مستحبة على العلاقات مع أمريكا على المدى الطويل." وأقامت روسياوإيرانوسورياوالعراق مركز مخابرات في بغداد لتعزيز جهود التصدي للدولة الإسلامية في المنطقة. وقدم المركز بالفعل معلومات لشن ضربات جوية في العراقوسوريا. وقال معين الكاظمي وهو مساعد كبير لزعيم فيلق بدر الشيعي إن روسيا أثبتت أنها تعمل بحسم أكبر من الامريكيين في حملتها الجوية في سوريا وإن من الطبيعي طلب مساعدة موسكو في العراق. وعبر عن ثقته في استجابة الحكومة العراقية للضغوط خاصة بعد التفويض الرسمي الذي أعطاه الائتلاف الوطني لرئيس الوزراء عبادي بطلب مشاركة روسيا.