الكفراوي: "الغيطاني" رجل الأدب فؤاد: الموت لا يغيب المبدعين الكبار لم ينته المشهد بعد، فهناك من يرحلون، لكن تبقى أعمالهم خالدة في الوجدان.. نتذكرهم في كل آوان عبر إرث من الإبداع. هذا ما أكده رحيل الروائي الكبير جمال الغيطاني، وهو أن الكاتب المبدع له رصيد بين البشرية يكفي لأكثر من حياة. اقتربت "البوابة نيوز"، من عمق الصورة لتعكس قيمة ابداعية مصرية اسهمت في الكثير من بناء جزء من هيكل الثقافة المصرية، هو"الغيطاني" الراحل.. الباق في الذاكرة. في البداية قال الكاتب سعيد الكفراوي: إن الكاتب الراحل الكبير جمال الغيطاني واحد من أصحاب الارادات والقدرة على الإنجاز، حيث قضى عمره مرافقا للادب وكان الكاتب الوحيد الذي نستطيع أن تطلق عليه رجل الأدب. وأضاف: "الغيطاني" ثقف نفسه ودرس تاريخ مصر القديم والحديث واستطاع من تلك الدراسة، أن يبدع أدبا مستعينا بذلك التراث فكتب الزيني بركات والعديد من الأعمال التي تعد خالدة في الأدب العربي، ولم يكن الأدب فقط هو منجزه، مارس الصحافة وأثبت جدارته عندما كان مراسل حربيا في حرب أكتوبر 73، وخاض المعارك الصحفية برفقة الجنود، ويوم كان رئيس في جريدة أخبار الأدب، مهد الطريق للكثير من الشباب. وتابع: خاض "الغيطاني" الكثير من المعارك دفاعا عن مشروعه الأدبي، ودفاعا عن الثقافة والهوية المصرية، ولا ننسى وقوفه مدافع ومعرفا بالقاهرة الفاطمية بعهودها المختلفة وقدم برنامجه التليفزيوني الذي وصل رسالته للناس عبره. وتابع الكفراوي، ترجمت الكثير من أعمال "الغيطاني" للغات الأخرى وكان وجوده في الأفق العالمي الأدبي ولدوره واصراره وكثافة ابداعة قدر في مصر وخارجها. اودع هذا الصديق الذي عرفته منذ اواخر الستينيات في حلقة محفوظ التي كانت تقام بمقهى ريش، ويبقى الغيطاني أحد حلقات السلسلة الثقافية الذهبية لجيل الستينيات. وفي سياق متصل أكد الشاعر الكبير زين العابدين فؤاد، أن الموت لا يغيب المبدعين الكبار الذين تركوا بصماتهم في عالم الإبداع، وأن الأديب الكبير جمال الغيطاني سيبقى في ذاكرة الأجيال بأعماله التي تركها وثقافته الواسعة واهتمامه بشوارع ومباني القاهرة الأثرية. وأضاف أن الراحل جمال الغيطاني قدم درسا لأجيال عديدة من خلال ثقافته الواسعة في مختلف المجالات، وأن تأثيره فقط ليس فيما قدمه من أعمال إبداعية في القصة والرواية، ولكن اهتمامه أيضا بالأبنية والشوارع التاريخية في القاهرة القديمة. وقال الروائي ناصر عراق: برحيل جمال الغيطاني تفقد الحركة الروائية المصرية والعربية واحدا من مخلصيها الكبار، فجمال الغيطاني أخلص لفن القص بصورة مدهشة للغاية، واجتهد كثيرا ليحفر لنفسه اسما بارزا بجوار الكبار. وأضاف عراق: ونجح "الغيطاني" منذ مجموعته الأولى "أوراق شاب عاش من ألف عام"، ولما أصدر تحفته الخالدة "الزيني بركات" انتبه الكتاب والقراء إلى كنز التراث المملوكي، ومضوا يقرأون ويكتبون عن هذا التراث العامر بالوقائع والأحداث الغريبة.