أعلن تنظيم الدولة في العراق والشام المعروف ب"داعش"، مقتل فاضل أحمد عبد الله الحيالي، "أبو معتز القرشي" أو "أبو مسلم التركماني" الرجل الثاني في التنظيم، نائب زعيمه أبو بكر البغدادي، ورئيس المجلس العسكري لعصابته في ضربة أمريكية قرب مدينة الموصل بمحافظة "نينوي" العراقية. "التركماني" الذي أعلن البيت الأبيض، مقتله 5 مرات كان آخرها في 21 أغسطس الماضي في غارة جوية أميركية في شمال العراق، وقبلها في 26 فبراير 2015، و18 أغسطس 2015، و19 ديسمبر2014، ولد في منطقة "قضاء تلعفر" الواقعة غرب الموصل التابعة لمحافظة "نينوي" العراقية. كان التركماني، ضابطًا برتبة مقدم في الجيش العراقي، وعمل بوحدة الاستخبارات في الجيش، كما عمل كضابط من القوات الخاصة في الحرس الجمهوري الخاص، كان وشك حصوله على رتبة عقيد، لكن بعد الاحتلال الأمريكي للعراقي في 2003 حالت دون ذلك، ويعتبر من أكثر الضباط ولاءً للرئيس العراقي السابق صدام حسين، وله ثقافة عسكرية واسعة، إلا أن فكر التركماني بدأ بالتغير في السنوات الأخيرة ما قبل الاحتلال الأمريكي للعراق، حيث بدأ يميل إلى الفكر السلفي، ولكن دون الإفصاح عن ذلك بشكل علني، وشارك في حرب الخليج الثانية "غزو الكويت" (1990-1991)، وحرب مواجهة الجيش العراقي لولايات المتحدةالأمريكية. اعتقل التركماني من قبل الأمريكيين وأودع سجن بوكا الشهير، واستمر اعتقاله لفترة طويلة، إلا أنه خرج من السجن خلال فترة ولاية نوري المالكي، حيث يذكر من كانوا معه في السجن أنه كان كثير المشاكل وعدائيا لا يقبل الحوار ويستخدم الضرب من أجل فرض رأيه، حسب قولهم. انضم إلى تنظيم "الدولة" في أبريل 2013، عقب خروجه من سجن بوكا، حيث تزامن خروجه مع مقتل زعيم تنظيم "الدولة الإسلامية" آنذاك أبو عمر البغدادي ونائبه أبو حمزة المهاجر، حيث حدثت مشكلة في البنية القيادية في ذلك الوقت، ما دعا الشخصية المثيرة للجدل "حجي بكر"، ومن خلال علاقته بالبيلاوي والتركماني، إلى ترتيب الصف القيادي مرة أخرى، وعلى إثر ذلك عُيّن أبو مسلم التركماني نائبا لأبي بكر لبغدادي، عمل على إدخال التركمان وخصوصا المتواجدين في تلعفر، إلى تنظيم الدولة الإسلامية، وإعطائهم مناصب قيادية. وكان التركماني عنصر جذب لاستقطاب المقاتلين من القومية التركمانية، من خلال علاقاته بأشخاص من داخل تركيا، استطاع تجنيد 800 مقاتل تركي دخلوا العراق عن طريق سوريا، وتعتبر "تلعفر" مسقط رأس التركماني، مركز "لوجستي"، كما إنها قاعدة خلفية محتملة للتنظيم، وقد جهز التركماني الكثير من العمليات الانتحارية في "تلعَفَر"، معتمدًا على امتلاك "داعش" للعديد من معسكرات التدريب فيها، وخصوصًا معسكرات تدريب الأجانب. شغل مناصب رفيع في "داعش" الرجل الثاني بعد البغدادي، قائد المجلس العسكري في سورياوالعراق، مسئول الولايات في الدولة الإسلامية، ويتولى منصب أمين سر البغدادي، كان التركماني، مكلفًا بالإشراف على إدارة المناطق العراقية الخاضعة ل"الدولة الإسلامية"، وقد تقاسمَ مع "أبو على الأنباري"، وهو ضابط سابق في الجيش العراقي، منصب "الرقم 2" في تنظيم الدولة".