محافظ الوادي الجديد: بحث الإجراءات التنفيذية لمشروع إنشاء أول مركز لإنتاج الحرير الطبيعي    زيادة رأسمال شركة «إيجوث» إلى 3 مليارات جنيه    الصليب الأحمر: 80% من المرافق الصحية بشرق الكونغو تعاني نقصا في الأدوية    القاهرة الإخبارية: أجواء إيجابية تسود لقاءات شرم الشيخ بشأن اتفاق غزة    النادي الأهلي يعلن التعاقد مع المدرب الدنماركي ياس سوروب    رئيس حي شرق الإسكندرية يستأنف على حكم سجنه غيابيا بالمؤبد في قضية رشوة    حزب النور يدفع ب حمادة سليمان مرشحًا لمجلس النواب عن دائرة سنورس وطامية بالفيوم    محافظ الجيزة يعتمد حركة تنقلات مديري ووكلاء الإدارات التعليمية    روسيا تحذر الولايات المتحدة من تزويد أوكرانيا بصواريخ توماهوك    التحالف الوطنى يقدم خدمات إنسانية لأكثر من 18 ألف مواطن فى قرية برنشت    صدام جديد بين زيزو والزمالك.. اتحاد الكرة يحدد موعد جلسة الاستماع    السوبر الإفريقي.. بيراميدز يبدأ استعداداته لمواجهة نهضة بركان الجمعة المقبل    خطة أوروبية بقيمة مليار يورو لزيادة استخدام الذكاء الاصطناعى فى الصناعات الرئيسية    ضبط كميات كبيرة من المواد الغذائية مجهولة المصدر بمدينة العاشر من رمضان    طقس غد.. انخفاض بالحرارة وفرص أمطار ببعض المناطق والعظمى بالقاهرة 29 درجة    تموين قنا: ضبط 295 مخالفة تموينية متنوعة خلال أسبوع    السيطرة على حريق نشب فى مخزن سيراميك على طريق مصر الإسماعيلية    خالد العناني مديرًا عامًا لليونسكو.. والريادة الثقافية والحضارية موطنها مصر    وزير الثقافة يفتتح قصر ثقافة حلوان بعد انتهاء أعمال تطويره    انطلاق برنامج مصر جميلة لاكتشاف المواهب الفنية والأدبية بالوادي الجديد    بالأسماء.. إصابة 9 مواطنين في حادث تصادم سيارتين على طريق شبرا بنها الحر    من الحديد إلى الهيروين.. المؤبد لحداد سقط في قبضة العدالة بقليوب    بلخي: إعادة بناء النظام الصحي في غزة ضرورة إنسانية عاجلة    أسعار الدواجن بأسواق الإسكندرية تصل إلى 80 جنيها للكيلو    طارق العوضي: البرلمان الحالي غير مؤهل للنظر في «الإجراءات الجنائية»    في ذكرى ميلاد فارس السينما.. «أحمد مظهر» العسكري المثقف الذي سكن قلوب الجمهور    عمر مونّس ياجي يحصد جائزة نوبل في الكيمياء 2025    نائب وزير الصحة يجري جولة ليلية مفاجئة لعدد من المستشفيات بالإسكندرية    علاج 1928 مواطنا مجانا ضمن قافلة طبية بقرية في الشرقية    «فصل الشتاء».. نصائح للوقاية من الأمراض الموسمية    نجاة رئيس الإكوادور من هجوم على موكبه    مشاركة دولية غير مسبوقة في بطولة مصر لهواة للجولف 2025    الأهلي يعود للتدريبات اليوم استعدادًا لضربة البداية بدوري الأبطال    رجال لا يكررون الخطأ مرتين.. 4 أبراج تتعلم بسرعة من التجارب    السيسي: الوضع الاقتصادي يتحسن يومًا بعد يوم.. ولسه الأفضل قادم    أشرف عبد الباقي ضيف برنامج فضفضت أوى مع معتز التونى اليوم    عزاء الدكتور أحمد عمر هاشم اليوم بمسجد الشرطة بالتجمع الخامس بعد صلاة المغرب    «فضل الشهادة والتضحية في سبيل الوطن» في ختام فعاليات الأسبوع الثقافي لوزارة الأوقاف    دعم ركائز الأمن والاستقرار    وفد لبنانى يزور هيئة الاعتماد والرقابة للاطلاع على تجربة مصر بالإصلاح الصحى    الصحة العالمية: إدخال الرعاية التلطيفية فى النظم الصحية الوطنية    «الشكاوى الحكومية» تتلقى 13.5 ألف شكوى واستغاثة صحية    بن جفير يقتحم الأقصى مجددًا وسط توتر أمني في عيد العرش اليهودي    السيسي يوجه بإطلاق اسم أحمد عمر هاشم على مسجد وطريق ومحطة قطار    تعرف على مواقيت الصلاة اليوم الأربعاء 8-10-2025 في محافظة الأقصر    يد - بعثة الأهلي إلى المغرب للمشاركة في بطولة إفريقيا    رئيس هيئة الشراء الموحد يبحث مع مستشار الرئيس للصحة الموقف التنفيذي لمشروع «المخازن الاستراتيجية»    تزوجت بقصد الإنجاب عبر الحقن المجهرى دون جماع والطلاق بعده.. ما حكم الدين    زحام من المرشحين على أسبقية تقديم أوراق انتخابات مجلس النواب بالأقصر    أكسيوس: ويتكوف وكوشنر يصلان شرم الشيخ للانضمام لمفاوضات إنهاء حرب غزة    ترحيل عصام صاصا وآخرين لقسم شرطة دار السلام بعد إخلاء سبيلهم    اعرف اسعار الدولار اليوم الأربعاء 8-10-2025 في بني سويف    «كنت أسير خلفه».. كيف بشر نبي الله الراحل أحمد عمر هاشم بمستقبله    سعر سبيكة الذهب اليوم الأربعاء 8-10-2025 بعد الارتفاع الكبير.. بكام سبيكة ال10 جرام؟    ابنة أحمد راتب: أشهد الله أنك يا حبيبي تركت في الدنيا ابنة راضية عنك    نائب رئيس الزمالك: «مفيش فلوس نسفر الفرق.. ووصلنا لمرحلة الجمود»    مواقيت الصلاة اليوم الأربعاء 8-10-2025 في بني سويف    منتخب مصر المشارك في كأس العرب يواصل تدريباته استعدادًا لمواجهة المغرب وديًا    







شكرا على الإبلاغ!
سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.



كاتب بريطاني: تغيير الأنظمة لم يدفع الشرق الأوسط إلى الأفضل
نشر في البوابة يوم 11 - 10 - 2015

تساءل الكاتب والمؤرخ البريطاني أوين ماثيوس "كيف تفوق الرئيس الروسي فلاديمير بوتين على ساسة الغرب في الدهاء، بالتدخل في سوريا على نحو بدا معه كل من أوباما وكاميرون ضعيفين ومرتبكين؟"
واستهل مقالا نشرته مجلة "الاسبكتاتور" البريطانية بكلمات قالها وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف في الأمم المتحدة أول أكتوبر الجاري "صدام حسين أُعدم شنقا: هل العراق بات أفضل؟ أو أكثر أمانا؟ والقذافي قُتل على رؤوس الأشهاد: هل ليبيا باتت أفضل؟ وها نحن الآن نُشيطن الأسد: هل بالإمكان استخلاص العبر والدروس؟".
وقال ماثيوس إن روسيا كانت مُحقة بشأن العراق وليبيا، أما أمريكا وبريطانيا فكانتا على خطأ تام، وإن تغيير الأنظمة لا يبدو أنه قد غيّر الدول الشرق أوسطية إلى حال أفضل، كما ظل بوتين يحذر على مدى سنوات.. إن سياسة الأخير ليست دعْم أيّ من الجماعات المسلحة المعارضة معتدلة كانت أم غير ذلك.. يقول بوتين "إن الكرملين يحذر مما سيؤول إليه الوضع حال وصول دعم من الخارج لتلك الجماعات المسلحة التي تجأر بالحرية، ونحن قلقون من انزلاق المنطقة إلى الفوضى".
لكن بعد عِقد ونصف من كيل التوبيخ للغرب على التدخلات العسكرية من طريق غير الأمم المتحدة، يأتي بوتين ويرسل القوات المسلحة الروسية إلى ما وصفه المدير العام السابق لوكالة الاستخبارات الأمريكية "سي آي أيه" ديفيد بتريوس بأنه كارثة "تشرنوبل جيوسياسي في سوريا"، لتجد روسيا نفسها متحالفة مع سوريا والعراق وإيران في ائتلاف جديد على حدّ وصف الرئيس السوري بشار الأسد.
وتساءل ماثيوس "كيف ولماذا فشل بوتين في العمل بنصيحته بشأن الأخطاء التي تركت الشرق الأوسط أشبه بالمستنقعات؟ والأهم من ذلك، كيف تمكن بوتين حتى الآن على الأقل أن يجعل التدخل الروسي في سوريا شيئا قريبا من الانتصار الدبلوماسي؟".
ونوه عن أن تدّخل روسيا الحاسم ترك باراك أوباما وديفيد كاميرون يبدوان على حال من الضعف والارتباك.. فبحسب استطلاع للرأي أُجري مؤخرا في نيويورك، رأت نسبة 96 بالمئة من عينة الاستطلاع أن بوتين أقوى حُجّة من أوباما، أما في بريطانيا، فحتى الصقور أمثال السير ماكس هاتينجز الذي هو ليس صديقا للكرملين بات يتحدث عن إمكانية مساعدة روسيا في إنزال الهزيمة بتنظيم داعش، الأهم من ذلك كله أن بوتين سرق الأضواء في الجمعية العامة للأمم المتحدة الشهر المنصرم بخطبة نارية أدان فيها بالكامل المشروع الذي تدعمه أمريكا بخصوص الديمقراطية في الشرق الأوسط.
قال بوتين لجموع من الوفود الأممية موجها كلامه إلى البيت الأبيض إن الربيع العربي تكشّف عن كارثة، وإن الدول الغربية التي شجعت القوى المتعطشة إلى الديمقراطية في العالم العربي على الثورة ضد أنظمة قديمة فاسدة إنما فتحت "صندوق باندورا"، فخرجت منه كافة الشرور، وبدلا من الفوز بالديمقراطية والتقدم، ظهر العنف والفقر وغيرها من الكوارث الاجتماعية، ولم يعد أحد يأبه بحقوق الإنسان، بما في ذلك حق الحياة، لا يسعني إلا أن أسأل هؤلاء الذين دفعوا إلى تفجر هذا الوضع: "هل تدركون حقيقة ما فعلتم؟".
ورأى ماثيوس في موقف بوتين بالأمم المتحدة مشهدا يُزايد فيه رئيسٌ روسي على رئيس أمريكي فيما يتعلق بمبادئ "الأرضية الأخلاقية العالية" بحسب أدبيات السياسة.
وقال ماثيوس إنها رسالة تبلور رؤية بوتين للعالم؛ حيث الاستقرار والقدرة على التنبؤ أهمّ وأفضل من ضبابية أجواء الديمقراطية والثورة.. ولطالما كانت هذه هي رؤية الكرملين منذ أطاحت عدة ثورات مُلونة بحلفاء بوتين عبر كتلة الاتحاد السوفياتي السابق.. وعندما أطاح الربيع العربي بحلفاء روسيين أمثال حسني مبارك ومعمر القذافي، تبنى الكرملين وجهة النظر ذاتها، وهكذا، فإن عائلة الأسد، الحليف الذي ورثه بوتين من عهد ليونيد بريجنيف، هي ببساطة تمثل آخر حلفاء موسكو الباقيين في السلطة في عالم انقلب رأسا على عقب عبر تحركات الشعوب صوب الحكم وتبعات تلك التحركات الشعبية التي يتعذر التنبؤ بها. وعبْر دعم الأسد، فإن بوتين لا يقاوم فقط الغرب ودعمه للديمقراطية، وإنما يقاوم الفكرة برمتها المتمثلة في ثورات الشعوب ضد السلطات الحاكمة.
وعزا ماثيوس الحزْم الذي بدا عليه بوتين إزاء سوريا، إلى معرفته على الأقل مَن هم حلفاؤه ومَن هم أعداؤه.. فيما تقف أمريكا وبريطانيا على الجانب الآخر ضد كافة الجماعات الرئيسية المقاتلة في سوريا، إن الغرب لا يعارض فقط الأسد وحلفاءه أيضا متمثلين في ميليشيا حزب الله والحرس الثوري الإيراني، وإنما يعارض تقريبا كافة خصوم الأسد المتمثلين في داعش وجبهة النصرة المنبثقة عن تنظيم القاعدة وحركة أحرار الشام.
ولفت ماثيوس إلى أن واشنطن لا تزال تشهد حديثا عن أوهام تتعلق بجيش سوري معارض جديد متكامل وغير طائفي ولا يمارس السياسة يتم دفعه لمواجهة كل من الأسد والجهاديين على السواء صوب تشكيل حكومة ائتلافية تضم جميع الأطياف. أما في لندن فقد أعلن ديفيد كاميرون هذا الأسبوع عن رغبته في خروج الأسد من المشهد السوري لأنه لم يعد مقبولا من كافة السوريين.. يتحدث كاميرون كما لو كانت إمكانية تداول السلطة سلميا في سوريا أمرا ممكنا.
وأكد ماثيوس أن حديث الغرب عن الاستراتيجيات كان أمرا ممكنا عام 2001، لكن بات من الصعب الآن قبول مثل هذا الحديث بعد الانهيار الكامل للقوات المحلية التي دربتها أمريكا في كل من أفغانستان والعراق وليبيا.
وأضاف أن القوات الأكثر فعالية التي دربتها أمريكا في مواجهة داعش في سوريا على الأرض هي "وحدات حماية الشعب" الكردية، لكن أمريكا باتت غير مستطيعة إيقاف تركيا التابعة لحلف شمال الأطلسي ناتو عن قصف تلك الوحدات الكردية ردا على أنشطة عسكريا تقوم بها الأخيرة في الداخل التركي.. كذلك لم تستطع أمريكا حماية اثنتين من الجماعات السُنية المعارضة التي تدعمها من غارات موسكو الجوية.
وبعد أيام من الغارات الروسية، بات مؤكدا للجميع أن الروس يعرفون أهدافهم جيدا، أما احتجاجات لندن وواشنطن فقد تجاهلها بدبلوماسية وزير الخارجية الروسي لافروف عندما تحدث عن "التعاون في محاربة الإرهاب".
وأكد ماثيوس أنه لمّا كان بوتين على صواب في حديثه عن مخاطر التدخل، فإن مغامرته تلك في سوريا مرشحة لنتائج سيئة: أولا، لأنه من قبيل الخرافة القول إن الأسد هو حائط الصدّ الرئيسي في مواجهة داعش في سوريا، إذ تشير الأرقام إلى أن نسبة 6 بالمئة فقط من عمليات الجيش النظامي السوري العام الماضي البالغ تعدادها 982 عملية هي التي كانت موجهة ضد داعش، أما معظم هجمات الأسد فتستهدف جماعات قتالية تعارض داعش، وبالتالي فقد مهدت تلك الهجمات الطريق أمام داعش للسيطرة على الرّقة وحقول النفط في الشمال السوري.
وكما اكتشف الناتو في ليبيا، فإن الحملات الجوية لا يمكن التنبؤ بنتائجها بدقة، حتى في ظل وجود مئات الآلاف من القوات البرية على الأرض، كما كان حال الائتلاف في العراق، فضلا عن أن العملية الروسية في سوريا تبدو صغيرة إذا ما قورنت بنظيرتها الأمريكية في العراق، ولكن رغم هذا الصِغَر النسبي، فإن بوتين استطاع إحراز نفوذ دبلوماسي كبير، على نحو تعطلت معه كافة المحاولات الغربية للإطاحة بالأسد، ولكن حتى الكرملين لا يمكنه الاعتقاد أن القوة الجوية الروسية وحدها قادرة على إحراز النصر للأسد.
ورأى ماثيوس أن تدخل بوتين في سوريا هو بالتأكيد طوق نجاة للأسد، غير أن هذا التدخل قد يطيل أمد الحرب حيث سيحاول الأسد بلا شك أن يفعل المستحيل لاستعادة نسبة ال 80 بالمئة من سوريا التي فقدها منذ اندلاع الحرب التي راح ضحيتها نحو 220 ألف إنسان حتى الآن.
وعليه، فمن المفارقات أن هذا التدخل الروسي في سوريا قد ينتهي إلى تقوية جانب داعش وغيره من التنظيمات السُنية المتطرفة التي تعتبر طائفة الأسد العلوية كافرة ولم تعد هذه الأخيرة مدعومة فقط من جانب شيعة إيران وإنما أيضا من كفار روسيا.
لكن بوتين في أساس الأمر مُهتّم باستعراض القوة الروسية أكثر من اهتمامه بإصلاح الوضع في سوريا، إنه يهدف إلى إظهار بريطانيا وأمريكا ك "بطلين من ورق" تسبب تقاعسهما عن اتخاذ القرار في حدوث فراغ استراتيجي في سوريا وأنه الآن يعمل على ملء هذا الفراغ.


انقر هنا لقراءة الخبر من مصدره.