دائما ما يؤكد رؤساء الأحزاب ضرورة المشاركة السياسية وخوض منافسات الاستحقاقات الانتخابية، ويعترضون على القوانين المنظمة للعملية الانتخابية ويناشدون التدخل لتعديلها، لكنهم عند المواجهة يختبئون في مقار أحزابهم الرئيسية، معللين الانسحاب بإتاحة الفرصة لجيل جديد، هكذا هم رؤساء الأحزاب المدنية، حيث أعلن بعضهم العزوف عن المشاركة في انتخابات مجلس النواب، في الوقت الذي اختار بعضهم الاختباء في صفوف القوائم الانتخابية. يتربع على عرش قائمة المنسحبين، رؤساء أحزاب تحالف التيار الديمقراطى، حيث اختار أغلبهم الطريق الأكثر سلامة وهو الاعتراض والابتعاد عن المنافسة والتقييم في ميزان الناخب المصرى، ففى حزب الكرامة اختار محمد سامى رئيس الحزب عدم المشاركة في انتخابات مجلس النواب، عقب المشاورات مع الدكتور عبد الجليل مصطفى، مؤسس قائمة صحوة مصر الانتخابية، والتي انتهت بالخلافات وتبادل الاتهامات. وأكد سامى ل «البوابة» أن من أسباب عدم مشاركته في انتخابات مجلس النواب المقبلة، هو العوار الدستورى في القوانين المنظمة للعملية الانتخابية، وأن الكوادر الشبابية هي الأقدر على المنافسة في البرلمان لامتلاكهم الحيوية والقدرة عل العمل الشاق. أما عبد الغفار شكر رئيس حزب التحالف الشعبى الاشتراكى، فقد استقر على قرار العزوف عن المشاركة في انتخابات النواب، وذلك بالرغم من تأرجح قرار الحزب بين المشاركة والمقاطعة، ومطالبات قيادات وكوادر الحزب بترشحه لتمثيل الحزب تحت قبة البرلمان. وأكد شكر ل «البوابة» أن عدم ترشحه للبرلمان يعود إلى اهتماماته الفكرية والسياسية التي تحول دون خوضه المنافسة، إضافة إلى ضيق الوقت، وأنه يتوقع أن الجيل الجديد من الكوادر السياسية سيحصلون على نسبة مناسبة من التمثيل في البرلمان. كما أعلن عمرو حمزاوى رئيس حزب مصر الحرية السابق، انسحابه من الواقع السياسي، حيث تقدم باستقالته من الحزب رسميًا مؤخرًا، كما أعلن عدم ترشحه لانتخابات مجلس النواب المقبلة، وذلك بالرغم من خوضه التجربة البرلمانية من قبل في دائرة مصر الجديدة، وحصل على مقعد برلمان 2012. ورغم محاولات الدكتورة هالة شكر الله، رئيس حزب الدستور السابق، الترشح على قوائم صحوة مصر الانتخابية، والتي باءت بالفشل، إلا أنها لم تتجرأ على خوض انتخابات مجلس النواب على المقاعد الفردية، واختارت الحصول على مناصب قيادية داخل الأحزاب لضمان ظهورها إعلاميًا، حيث أجرت عدد من المشاورات مع قيادات حزب المصرى الديمقراطى الاجتماعى للحصول على منصب سياسي، عقب استقالتها من حزب الدستور. كما يقود مشهد العزوف عن المشاركة في انتخابات النواب، عدد من القيادات السياسية والحزبية، أبرزهم السيد البدوى، رئيس حزب الوفد، حيث لم يتخذ خلال تاريخه السياسي قرار خوض غمار التجربة الانتخابية سواء على مستوى انتخابات مجلس النواب أو انتخابات الشورى سابقا. واكتفى البدوى بمحاولات قيادة المشهد السياسي، وتبنى عدد من المبادرات لتوحيد صف القوى السياسية، إضافة إلى إجرائه مشاورات انتخابية مع القوى السياسية، ليستقر بين صفوف قائمة اللواء سامح سيف اليزل منسق قائمة في حب مصر. ويسانده في قرار مقاطعة المنافسة الدكتور محمد أبو الغار، رئيس حزب المصرى الديمقراطى الاجتماعى، حيث اكتفى أبو الغار أيضا بقيادة المشهد السياسي الانتخابى، ولم يشارك في الانتخابات خلال تاريخه السياسي، وصرح أبو الغار بأنه لم يخض ماراثون الانتخابات إيمانا منه أن التغيير يأتى من الشارع ولا يأتى من قبة البرلمان. كما انسحب الدكتور جمال زهران أستاذ الاقتصاد والعلوم السياسية بجامعة قناة السويس من المنافسة على كرسى البرلمان، معللا أن الانتخابات البرلمانية المقبلة مزيفة، ليعلن عن حرب شرسة ضد القوانين المنظمة للعملية الانتخابية، وقام برفع عدد من الطعون الانتخابية والقضايا لوقف إجراء الانتخابات البرلمانية، وذلك بالرغم من تدشينه تحالف العدالة الاجتماعية الانتخابى الذي تم رفض قوائمه لعدم اكتمال أوراق مرشحيه. فيما أعلن سيد عبد العال رئيس حزب التجمع، عدم خوضه انتخابات مجلس النواب المقبل، معللا أنه يسعى لقيادة الحزب لإتاحة الفرصة للكوادر الشبابية للمنافسة على كرسى البرلمان. ليختتم مسرحية الخوف من المنافسة، المهندس أكمل قرطام في مشهد سريالى، حيث أعلن انسحابه من ماراثون البرلمان ضمن صفوف قائمة في حب مصر الانتخابية، دون إبداء أي أسباب واضحة، وذلك على الرغم من مشاركته في قيادة المشهد الانتخابى بالقائمة.