تدمير 19 نقطة قيادة و12 مستودع ذخيرة و71 مدرعة و6 معامل متفجرات واشنطن تمنع التعاون الاستخباراتى مع موسكو.. وتلوح بحظر جوى على سوريا.. و«بوتين»: ماضون قدما رحبت وزارة الخارجية السورية، بالموقف المصرى المعارض لانتقاد الغرب للتدخل العسكرى الروسى ضد تنظيم «داعش» الإرهابى فى الأراضى السورية، بالتزامن مع زيادة آليات هذا التدخل، بإرسال موسكو 4 سفن حربية لدعم ضرباتها الجوية هناك، ما أسفر عن خسائر فادحة للمتطرفين، فى وقت أثير فيه حديث عن اعتزام الولاياتالمتحدة فرض حظر جوى فوق منطقة القتال، مع إحجامها عن تبادل المعلومات الاستخباراتية فى هذا الصدد. وشدد نائب وزير الخارجية والمغتربين السوري، فيصل المقداد، على ضرورة استعادة حرارة علاقة بلاده مع مصر، نظرًا لوجود عدو مشترك يهددهما، وهو الإرهاب، مؤكدا أن بلاده على استعداد لقبول أى دور للأصدقاء، ولا سيما الصينيين، فى هذا المجال، حسبما ذكرت وكالة الأنباء الرسمية «سانا». وقال المقداد إن روسيا تدخلت لمحاربة الإرهاب، بعدما ثبت أن التحالف الذى تقوده الولاياتالمتحدةالأمريكية غير صادق فى ذلك، مضيفًا أن الضربات الجوية الروسية حققت خلال أيام قليلة، إنجازات كبيرة فاقت بأضعاف كثيرة ما قدمه هذا التحالف بعد أكثر من عام على تشكيله. وأكد وزير الدفاع الروسى سيرجى شويجو، أن 23 طائرة روسية مستمرة منذ صباح أمس الأول، فى توجيه ضرباتها ضد مواقع للإرهابيين فى الأراضى السورية. ونقلت وكالة أنباء «سبوتنيك» الروسية للأنباء عن شويجو، قوله إن الضربات الجوية التى بدأت الطائرات الروسية فى توجيهها فى 30 سبتمبر الماضي، أدت إلى تدمير 19 نقطة قيادة و12 مستودعا للذخيرة و71 آلية مدرعة و6 معامل للمتفجرات تابعة للإرهابيين فى سوريا. وأفاد «المرصد السورى لحقوق الإنسان» أمس بأن عدد الغارات التى استهدفت فيها الطائرات الحربية الروسية مناطق فى ريفى حماة وإدلب، ارتفع إلى 37 على الأقل، إذ ضربت بلدات وقرى اللطامنة وكفر نبودة وكفر زيتا والصياد بريف حماة الشمالى بأكثر من 23 غارة استهدفت خلالها هذه الطائرات المناطق السابقة فى كل غارة بصواريخ عدة. وأضاف المرصد أن الطائرات الروسية نفذت أكثر من 14 غارة على مناطق قرب بلدة البارة، وفى مدينة خان شيخون وبلدات معرة حرمة والهبيط وقرب سراقب ومعرة النعمان ومنطقة بابيلا، وقرب احسم وبلدة مرعيان بريف إدلب. وجاء ذلك بالتزامن مع استهداف قوات النظام فى شكل مكثف وعنيف، قرية الصياد ومناطق أخرى تسيطر عليها الفصائل المقاتلة والإسلامية، واستهداف مقاتلى الأخير آليات ودبابات ومدرعات قرب مورك وفى حواجز وتمركزات أخرى لقوات النظام بالريف الشمالى لحماة، ما أسفر عن تدمير وإعطاب 8 آليات وعربات ودبابات على الأقل. ونقلت وكالة «فرانس برس» عن مصدر عسكرى سورى فى ريف حماة أن «الجيش السورى يحاول فى عملياته الأخيرة فصل ريف إدلب الجنوبى (شمال غرب) عن ريف حماة الشمالي». وعلى الرغم من ذلك، فإن الولاياتالمتحدةالأمريكية، أكدت أنها لن تتعاون مع روسيا فى هجماتها ضرباتها الجوية فى سوريا، باستثناء التنسيق بشأن إجراءات السلامة الأساسية للطيارين، واصفة التدخل الروسى بأنه «خطأ جوهري»، وذلك على لسان وزير الدفاع الأمريكى آشتون كارتر. وبدوره قال المندوب الأمريكى لدى حلف شمال الأطلسى «ناتو» دوجلاس ليوت: «لدينا ربما مصلحة مشتركة تتمثل فى الانتصار على داعش، إلا أننا لا نتوحد فى دعم نظام الأسد. ومن الواضح أن القوات الروسية تعمل على دعم الأسد، بينما يرى أعضاء التحالف الدولى أن الأسد يجب عليه الرحيل. وما دامت أهدافنا لا تتوافق بهذا الشكل، لا أرى أى آفاق لتبادل المعلومات الاستخباراتية». وفضلا عن ذلك، نقلت شبكة تليفزيون «سي. إن. إن» عن مسؤولين كبار بالإدارة الأمريكية، قولهم إن وزير الخارجية جون كيرى أثار احتمالية إقامة منطقة حظر جوى فى سوريا، على امتداد الحدود الشمالية، مع حديث أولى عن إقامة منطقة أخرى قرب الحدود الجنوبية مع الأردن. وردا على ذلك، أعلن رئيس إدارة العمليات لهيئة الأركان العامة الروسية أندريه كارتابولوف، أن روسيا تختار الأهداف لضربها فى سوريا، معتمدة على معطيات الاستخبارات السورية والعراقية والإيرانية. وبدوره أكد العقيد إيجور كوناشينكوف، الممثل الرسمى لوزارة الدفاع الروسية، أن ضربات القوات الجوية الأمريكية وغيرها من الدول الغربية فى سوريا، لا توجه دائما إلى أهداف إرهابية، موضحا أن القوات الجوية الأمريكية والأخرى، تشن ضربات منذ عام لذا لدينا ما يدعو للاعتقاد أنه دائما، على الأصح فى أحيان كثيرة، لا تضرب أهدافا إرهابية». واتساقا مع الموقف الأمريكي، قال رئيس الوزراء البريطانى دايفد كاميرون إنه يجب على الأسد أن يرحل لإقرار السلام فى البلاد، وإنه ينبغى على بريطانيا أن تلعب الدور المنوط بها لهزيمة «داعش»، بينما حذر الرئيس الفرنسى فرنسوا هولاند من «حرب شاملة» فى حال لم تتحرك أوروبا فى مواجهة النزاع فى سوريا والوضع فى المنطقة. ونقلت صحيفة «الحياة» اللندنية عن مصدر فرنسي، نفيه أن يكون هولاند ونظيره الروسى بحثا «إمكان دمج قوات بشار الأسد بقوات الجيش الحر»، موضحا أنه «خلال المحادثات يوم الجمعة لم يكن هناك أى موقف مشترك مع روسيا حول سوريا، ولم يتم التطرق إلى هذا الأمر، والخلاف فى الموقف بين الرئيسين حول سوريا انتهى بقرار استمرار الحوار بين وزيرى خارجية روسيا سيرجى لافروف وفرنسا لوران فابيوس لمحاولة تجاوز الخلاف». ومع ذلك أعلنت الخارجية الروسية فى بيان، أن موسكو مستعدة «لإجراء اتصالات مع قادة الجيش الحر، بهدف بحث إمكان مشاركتها فى العمل، لوضع عملية تسوية سياسية للأزمة السورية، عبر محادثات بين الحكومة والمعارضة الوطنية». إلى ذلك، أكد السفير الروسى لدى الرياض أوليج أوزيروف، أن بلاده لا تخطط إطلاقا لتنفيذ أى عمليات برية فى سوريا، لافتاً إلى أن موسكو منفتحة على التشاور مع كل الأطراف وأن هناك «توافقا وتقاربا كبيرين فى المواقف مع السعودية». وقال أوزيروف فى حديث إلى «الحياة»، إن أولوية بلاده هى القضاء على «داعش»، مشيرا إلى أن الآخرين لديهم الهدف ذاته، «لكن روسيا تفعل ذلك بطريقة أكثر فاعلية. والضربات الروسية مؤثرة، وتؤدى إلى إضعاف قدرات التنظيم، وبالنسبة إلى سوريا نحن نصرُّ على أن قرار أى بلد يجب اتخاذه داخل هذا البلد، ويجب أن يكون قرار الشعب السورى بيده».