كالعادة فاجأت الأكاديمية الملكية السويدية العالم، واختارت الكاتبة البيلاروسية سفيتلانا ألكسيفيتش لتمنحها جائزة نوبل في الآداب لهذا العام، وهي الأقرب إلى الصحفية منها إلى عالم الأدب، حيث تدور أغلب أعمالها عن تسجيل اللحظات الإنسانية في فترات ما بعد الحرب العالمية الثانية وانهيار الاتحاد السوفيتي. ولدت سفيتلانا ألكسيفيتش في بلدة ستانيسلاف بأوكرانيا - والتي تحولت عام 1962 إلى إيفانو فرانكوفسك- لأب من بيلاروسيا وأم أوكرانية، ونشأت سفيتلانا في روسيا البيضاء، وما إن انتهت من دراستها حتى عملت كمراسلة في العديد من الصحف المحلية، ثم مراسلا لمجلة أدبية في مينسك؛ وحققت في الصحافة نجاحًا كبيرًا بنته على المقابلات التي أجرتها مع شهود عيان ومعاصرين على الأحداث الأكثر إثارة في البلاد، مثل الحرب العالمية الثانية، والحرب السوفيتية الأفغانية، وسقوط الاتحاد السوفيتي، وكارثة "تشيرنوبيل"، وبعد اضطهادها من قبل النظام غادرت روسيا البيضاء في عام 2000، وتنقلت بين باريس، وبرلين؛ حتى عادت في عام 2011 اإلى مينسك. كانت أولى روايات ألكسيفيتش المنشورة في عام 1985 طبعت مرارًا وبيعت في أكثر من مليوني نسخة، ورصدت فيها أحاديث النساء في الحرب، وتناولت جوانب الحرب العالمية الثانية؛ وألحقته بآخر يصف ذكريات شخصية من الأطفال في زمن الحرب، وكشفت عن الحرب وجه يتضح من خلال المرأة وعيون الأطفال عالمًا جديدًا من المشاعر، وفي عام 1993 نشرت كتابًا حول حالات الانتحار، ومحاولات حقيقية بسبب سقوط الاتحاد السوفيتي، حيث كثير من الناس كانوا يشعرون بأنهم جزء لا يتجزأ من أيديولوجية الشيوعية وغير قادرين على قبول النظام الجديد وتاريخ تفسيره حديثًا؛ كما تميزت أعمالها بالمزج بين الواقع الأدبي وتاريخ عاطفي لمواطن شهد انهيار الاتحاد السوفيتي، وبرزت ترجمة أعمالها الإنجليزية عن الحرب في أفغانستان وهي رواية "أولاد زنكي"، وكارثة تشيرنوبيل النووية "أصوات من تشيرنوبيل". حصدت ألكسيفيتش العديد من الجوائز في المجال الصحفي والأدبي منها جائزة ليبزيجر 1998، فريدريش إيبرت بريس، جائزة هيردر 1999، جائزة نقاد الكتاب الوطني عن "أصوات من تشيرنوبيل" 2005، جائزة أوكسفام نوفيب 2007،؛ كما أنها عضو في اللجنة الاستشارية لجائزة أوليسيس بمجلة ليتر.