فازت الكاتبة البيلاروسية ¢سفيتلانا ألكسيفيتش¢ بجائزة نوبل للآداب لعام 2015م. وجاء في تقرير الجائزة أن ¢ألكسيفيتش¢ ¢فازت بالجائزة لكتابتها المتعددة الأصوات. ولأن أعمالها تُعتبر نُصباً للمعاناة والألم والشجاعة في عصرنا¢. ولدت ألكسيفيتش في 31 مايو 1948في "ايفانو- فرانكيفيتش" في أوكرانيا - وتقيم الآن في بيلاروسيا. وهي كاتبة وصحفية تحقيقات. كتبت في التاريخ الحديث مثل: الحرب السوفييتية في أفغانستان. وسقوط الإمبراطورية السوفييتية. وكارثة تشيرنوبيل. تتصف كتبها باستخدام الأصوات المتعددة التي تسجل التجربة العاطفية. تقول عن كتابها ¢أصوات من تيشرنوبيل¢ "1979": ¢لا أعرف عن ماذا أتكلم - عن الموت أم عن الحب؟ أو عن كلاهما سواء؟ وعن أيهما ينبغي ألا أتحدث!¢ بدأت ألكسيفيتش الكتابة منذ أن كانت طالبة في المدرسة. وبعد أن عملت كمعلمة في إحدي المدارس الريفية انتسبت إلي جامعة منسك. وعملت لفترة من الزمن كمراسلة لمجلة ¢نيمان¢. ثم صارت رئيسة للقسم في الصحيفة. كتابها الأول ¢لقد غادرت قريتي¢ صُنّف ككتاب معادي للشيوعية وتمّ إتلاف الكتاب!. ومن عام 1983 كتبت كتابها ¢وجه الحرب غير الأنثوي¢ الذي أعتبر توثيقا لتجربة مئات النساء المحاربات في الحرب العالمية الثانية. وقد صدر الكتاب بعد سنتين وبعد أن قصت الرقابة الكثير منه. ثم أعيد نشره بعد إضافات واستعادة ما حذفته الرقابة بعد عشرين عاماً! ¢ أولاد زنكيون¢ كتابها الثالث نشر عام 1989. وكان عن الحرب السوفييتية - الأفغانية التي ساهمت في انهيار الاتحاد السوفييتي. وفيه أجرت مقابلات مع ضباط وجنود وزوجات وأرامل! وصفة ¢زنكيون¢ تشير إلي التوابيت التي كانت تصنع من معدن الزنك والتي كانت تحمل القتلي السوفييت من أفغانستان! وبعد نشر الكتاب. قامت المخابرات الروسية "كي جي بي" والسلطات العسكرية بتنظيم حملة متعسفة من الاضطهاد ضد ألكسيفيتش. وفي عام 1993 رفعت اثنتان من أمهات المحاربين دعوي قضائية عليها» ¢لافترائها¢ علي #الجيش السوفييتي! فصادرت المحكمة كل أشرطة التسجيل والملفات لديها واستخدمتها كأدلة ضدها. وتصنف ألكسيفيتش ككاتبة ريبورتاج أدبي. يتصف عملها بعملية البحث الدقيق. فلكل كتاب من كتبها أجرت مئات المقابلات مع مئات من الناس. وتبني عملها بشذرات من الذكريات والصور والمخاوف والآمال التي تتحد مع بعضها» لتبوح بنوع من التاريخ العاطفي. ويأخذ الكتاب ليكتمل لديها ثلاث إلي أربع سنوات. ومع كتابها ¢ أصوات من تشيرنوبيل¢ نقرأ تاريخاً شفوياً لأضخم كارثة تكنولوجية في القرن العشرين. وقد أمضت ألكسيفيتش عشر سنوات لتكمله! وفي طبعته الأخيرة. ضمنت الكتاب 107 مقابلات من أصل 500 مقابلة! وفي منولوج لها في الكتاب تقول: ¢غالبا ما كنت أفكر أن الحقيقة البسيطة. الحقيقة الميكانيكية تقول: ليس أكثر قرباً من الحقيقة من الشعور والإشاعة والرؤية الغامضين!¢ تركت ألكسيفيتش بلدها عام 2000. ولم تنشر كتبها في بيلاروسيا. وعاشت في باريس وغوتنبيرغ. وفي عام 2011. عادت إلي منسك. وتكتب ألكسيفيتش باللغة الروسية ولكنها لا تعتبر نفسها كاتبة روسية أو بيلاروسية! تقول: ¢أود أن أقول إنني كاتبة من تلك الحقبة. الطوباوية السوفييتية. أكتب تاريخ تلك الطوباوية في كل كتاب من كتبي¢. بالإضافة إلي جائزة نوبل. حصلت الكاتبة علي جوائز كثيرة منها ¢جائزة هيردر¢ 1999. وجائزة دائرة نقاد الكتاب الوطني 2005. وذلك تقديراً لكتابها ¢أصوات من تشيرنوبيل¢. وجائزة السلام للكتّاب الألمان 2013. وجائزة ميديسي لباكورة كتبها 2013.