اهتم كتاب الصحف المصرية في مقالاتهم بالصحف الصادرة صباح اليوم الخميس، بعدد من القضايا التي تهم الرأي العام المصري. ففي مقاله بصحيفة "الأهرام" قال الكاتب مكرم محمد أحمد، ما الذى ينتظره الإسرائيليون من الشعب الفلسطينى بعد هذه السنوات الطويلة من الإهانة والإحباط وذل الاحتلال، وهدم المنازل ومصادرة الأراضى، وإطلاق الرصاص على الأطفال فى الشوارع، وهجمات المستوطنين التى لا تنقطع عن القرى الفلسطينية وإحراقهم حقول الزيتون، واقتحامهم المسجد الأقصى تحت حماية الأمن الإسرائيلى، وغلقهم القدس القديمة فى وجه شعبها. ما الذى ينتظره الإسرائيليون من الشعب الفلسطينى بعد كل هذه الجرائم سوى التعجيل بانتفاضة ثالثة، تشعل الضفة والقدس تحت أقدام الإسرائيليين، وتطارد بالقتل طعنا بالسكين المستوطنين الذين استباحوا أبسط حقوق الشعب الفلسطينى فى شوارع المدينة العتيقة، أو فى أحياء مدينة نابلس الشعبية، وتقذف بالحجارة مصفحات الجيش الإسرائيلى ومجنزراته، وتقدم كل يوم المزيد من الشهداء والضحايا، شباب فى عمر الزهور فى مسلسل لا ينقطع من العنف والعنف المضاد، يسد الأفق أمام أى جهد حقيقى لتسوية سياسية عادلة تحترم آدمية الشعب الفلسطينى!، وتكفل له حق تقرير المصير. مطلوب من كل فلسطينى، ابتداء من أصغر شاب الى رئيس السلطة الفلسطينية أبومازن الذى أراق ماء وجهه بحثا عن السلام، أن يرضخ لأوامر بنيامين نيتانياهو رئيس الوزراء الإسرائيلى ويقبل بمشيئته، ويجلس صاغرا الى مائدة التفاوض ينتظر إملاءات إسرائيل، بينما يبتلع الاستيطان الإسرائيلى أراضى الضفة قضمة وراء قضمة، وإلا أصبح الفلسطينى سفاحا يتهمونه بتحريض الشعب على الثورة، ومن حق أى إسرائيلى أن يطلق عليه الرصاص!، بل لقد بلغ الكذب حد الفجر عندما أعلن وزير الأمن الداخلى، أن عمليات الانتقام الفلسطينى لا علاقة لها باقتحام المستوطنين المسجد الأقصى، ولا شأن لها بامتهان الفلسطينيين ساعات طوالا عند الحواجز والمعابر، لأنها نتاج ثقافة كراهية يبثها أبومازن فى صفوف شعبه! وما لايفهمه الاسرائيليون أنهم أغلقوا بجبروتهم كل السبل للحفاظ على بعض إنسانية المواطن الفلسطينى، إلا أن يكون غير آدمى يقبل الإهانة والتدنى، ولا يحس ولا يغضب!، أو يلتزم خيارا آخر، يخبئ السكين فى طيات ملابسه ويتربص مستوطنا يمر الى جواره فى الشارع أو الزقاق أو على الرصيف كى يطعنه ويقتله، ويسترد بهذا الانتقام بعضا من إنسانيته المهدرة! ولأن الموقف فى الأرض المحتلة وصل الى هذا الحد فلا منجاة لأى إسرائيلى من العقاب الذى يرد للفلسطينى إنسانيته، لأنه لن يكون فى وسع إسرائيل أن تسجن كل الشعب الفلسطينى. وفي مقاله بصحيفة "الأخبار" قال الكاتب محمد بركات، رغم توالي الأيام وتعاقب السنين وتغير الأحداث والوقائع علي مصر والمنطقة، سيظل للرئيس الراحل محمد أنور السادات مكان بارز ومكانة متميزة في تاريخ مصر، لن يزاحمه فيها أحد ولن يزحزحه عنها أحد، باعتباره صانع النصر وقائد العبور في السادس من أكتوبر 1973، الذي كان وسيبقي لسنوات كثيرة قادمة حدثا فريدا في التاريخ العسكري، بما أحدثه من متغيرات جسام في مصر والمنطقة والعالم، لم يتوقعها أحد ولم يحسب حسابها أحد قبل أن تحدث. والموضوعية والأمانة التاريخية تدعوان كل راصد منصف لأحداث هذه الحقيقة بالغة الدقة والحساسية من تاريخ مصر والمنطقة، للإقرار والتأكيد علي شجاعة وجسارة الزعيم المصري أنور السادات، في اتخاذه لقرار الحرب وخوض معركة الكرامة والشرف وغسل عار الهزيمة، في ظل الظروف التي كانت سائدة في ذلك الحين، والتي رآها البعض صعبة في حين رأتها الكثرة الغالية مستحيلة، خاصة ما كان واضحا بل ومؤكدا من اختلال ميزان القوي العسكرية لصالح إسرائيل بصورة كبيرة في تلك الآونة. وإذا كنا نقول اليوم ان نصر أكتوبر كان في أساسه وجوهره بمثابة الزلزال الذي هز إسرائيل، وأطاح بأحلامها التوسعية وأسقط ما كانت تروج له من ادعاءات ومعتقدات عن الجيش الذي لا يقهر، فإن تلك حقيقة مؤكدة اثبتتها الأيام التالية لمعركة المصير وملحمة العبور التي قادها الزعيم السادات لتحرير الأرض واسترداد الكرامة لمصر وجيشها. ومن المسلمات التي اعترف بها العالم كله شرقا وغربا بعد زلزال أكتوبر، أن ما تم وما جري علي الجبهة المصرية، من تدمير لخط بارليف، وعبور للقناة، واجتياح لنقط العدو الحصينة علي الجانب الشرقي من القناة خلال الساعات الأولي للعبور، هو اعجاز عسكري بكل المقاييس، توقف العالم أمامه بالانبهار والذهول، وأصبح منذ ذلك التاريخ موضعا للدراسة والفحص في كل الأكاديميات العسكرية. ومن الحقائق الثابتة في التاريخ العسكري الآن، أن الرئيس السادات ومعه قادة جيش مصر بكل ضباطه وجنوده، ومن ورائهم وبجوارهم شعب مصر العظيم قد استطاعوا تحقيق النصر وصناعة التاريخ بحروف من نار ونور. وفي مقاله صحيفة "الجمهورية" قال الكاتب فهمى عنبه، ظل العديد من دول العالم لا تتفهم ما حدث في مصر بعد 30 يونيه.. حتي جاءت زيارة الرئيس عبدالفتاح السيسي الأولى لنيويورك في سبتمبر من العام الماضي خلال اجتماعات الجمعية العامة في دورتها رقم 69 حيث كسر خطابه الحاجز النفسي وأوضح العديد من الحقائق فبدأت مواقف الدول تتبدل بعد أن تأكدت أن ما حدث كان تعبيراً عن إرادة الشعب المصري. منذ اليوم الذي وقف فيه السيسي علي منبر المنظمة الدولية هاتفاً "تحيا مصر" ثم القاء مع الرئيس الأمريكي أوباما بعدها..تكتسب الدبلوماسية المصرية أرضاً جديدة.. وتتوالي دعوات الدول الشقيقة والصديقة التي أيدت اختيار الشعب وتسعي للتعاون مع مصر. قام الرئيس بجولات في أنحاء العالم شرقاً وغرباً.. شمالاً وجنوباً.. ذهب إلي الصين وروسيا أكثر من مرة وإلي السودان وإثيوبيا وفي أوروبا اتجه إلي باريس ومدريد ودافوس وبرلين.. وآسيوياً تباحث مع قيادات سنغافورة وإندونيسيا.. بخلاف الأردن ودول الخليج.. وأخيراً عاد ليكرر نداء "تحيا مصر" في نيويورك في الدورة السبعين للجمعية العامة. رغم كل تلك الجولات ظل الكثيرون ينتظرون زيارة بريطانيا باعتبارها أهم معاقل احتضان المعارضين ليس للنظام المصري فقط ولكنها "هايد بارك" العالم.. وعندما حمل "كيم داروك" مستشار رئيس الوزراء البريطاني لشئون الأمن القومي دعوة للرئيس من "ديفيد كاميرون" لزيارة لندن في 17 يونيه الماضي لم يكن الوقت مناسباً. وظل السؤال متي سيلبي السيسي دعوة كاميرون.. وهل ستؤدي الزيارة إلي انقشاع الضباب الذي يلقي بظلاله علي علاقات القاهرةولندن مدينة الضباب؟! أخيراً.. بدأ إعداد الترتيبات النهائية للزيارة المرتقبة محلياً ودولياً.. وتحدد الموعد في الأسبوع الأول من الشهر القادم وعلي الأرجح يومي 5 و6 نوفمبر .2015 يجري الرئيس السيسي مباحثات مكثفة في لندن خلال زيارة العمل السريعة التي تستغرق يومين يلتقي خلالهما كبار المسئولين وعلي رأسهم ديفيد كاميرون رئيس الوزراء و"فيليب هاموند" وزير الخارجية. حيث تتناول المناقشات في مقر الحكومة "10 دواوننج ستريت" القضايا الدولية والاقليمية وتعزيز العلاقات الثنائية في مختلف المجالات وزيادة التنسيق في قضايا الشرق الأوسط خاصة بالنسبة لأزمات سوريا وليبيا واليمن وبحث قضيتي المهاجرين والإرهاب وكيفية مكافحته. من المقرر أن يجتمع السيسي في لندن مع مجموعة من مجلس اللوردات البريطاني لاستكمال ما تم بحثه في القاهرة يوم الخميس الماضي حيث استقبل الرئيس عدداً من أعضاء المجلس أشادوا بكلمته أمام الجمعية العامة للأمم المتحدة في دورتها السبعين التي عكست رؤية ثاقبة تجاه تطورات الأحداث في المنطقة والعالم وسبل مواجهة الإرهاب.. وأوضح لهم الرئيس تطورات الأوضاع الداخلية مع قرب انتهاء الاستحقاق الثالث والأخير من خارطة المستقبل التي أقرتها القوي الوطنية والمتمثل في إجراء الانتخابات البرلمانية التي ستكون في المرحلة الأولي منها قد انتهت قبل بدء الزيارة حيث تجري عملية التصويت يومي 20 و21 أكتوبر الجاري. كما سيعيد الرئيس تأكيد ما قاله لوفد مجلس اللوردات في القاهرة الأسبوع الماضي عن تطلعه لأن تشهد زيارته إلي لندن نقلة نوعية في العلاقات الثنائية وتعزيزاً للتشاور بين الجانبين حول تطورات الأوضاع في مصر التي تنبع من إرادة شعبها وتمسكه بهويته ورفضه الخضوع للعنف والتطرف. وعلمت "الجمهورية" ان الرئيس سيستهل زيارته بلقاء مع ممثلي كبري الشركات والبنوك ومؤسسات المال والاستثمار البريطانية. حيث يعتبر الملف الاقتصادي من أهم الملفات التي يهتم بها الرئيس في جولاته الخارجية. وسيقوم الوفد المصري المرافق بعرض المجالات المتاحة للاستثمار خاصة في محور قناة السويس وفي قطاع البترول والطاقة إلي جانب شرح التيسيرات التي تقدمها الدولة وتضمنها قانون الاستثمار الجديد. اعتادت الدبلوماسية المصرية بالحوار الهادئ والوضوح والصراحة وبتقديم الحجج والبراهين أن تقنع الآخرين وتكتسب احترامهم وتأييدهم لخطوات الإصلاح السياسي والاقتصادي، ومساندتهم للحرب التي تخوضها ضد الإرهاب.. هذا ما حدث مع ألمانيا وفرنسا وإيطاليا وإسبانيا وسنغافورة.. وزاد ذلك من متانة العلاقات التاريخية مع الصين وروسيا وإندونيسيا والمجر.. وسنرى تأثير ذلك خلال أيام عندما يتم انتخاب مصر عضواً غير دائم بمجلس الأمن لعامي 2016 و.2017 بالتأكيد.. ستترك زيارة السيسي إلي لندن بصمتها ليس علي العلاقات المصرية البريطانية وتزيدها عمقا فحسب.. ولكن صداها سيتخطي أوروبا إلي كل دول العالم.. وسيزول معها آخر سحب الضباب الذي حجب رؤية الآخرين عن تفهم إرادة وتطلعات الشعب المصري.