يقود الرئيس عبدالفتاح السيسى حملة دبلوماسية قوية، تستهدف استعادة مصر دورها القيادى إقليميا وعالميا، بعد تراجع هذا الدور كثيرا خلال السنوات الأخيرة لحكم مبارك، وازداد ضعفا ووهنا خلال «سنوات الفوضي» التى أعقبت ثورة 25 يناير 2011، وذلك من خلال الزيارات المتعددة التى يقوم بها لدول العالم، سواء فى الشرق أو فى الغرب، وهذه الزيارات ليست ترفا وإنما هى استثمار حقيقى لمصالح مصر، وسوف تعود بالفائدة بكل تأكيد على حياة المواطن المصرى البسيط. واليوم يقوم الرئيس بزيارة جديدة مهمة لبريطانيا، اعتبرها البعض أول زيارة من نوعها لرئيس مصرى ل«عاصمة الضباب» منذ أكثر من 13 عاما. وهناك أسباب كثيرة تجعل هذه الزيارة فى غاية الأهمية لمصالح مصر الاستراتيجية، ودعم الاقتصاد المصرى الذى يحتاج إلى دفعة قوية من الاستثمارات الخارجية. أول هذه الأسباب، أن بريطانيا قوة عظمى ودورها العالمى لا يستطيع أحد أن يتجاهله أو ينكره، خاصة فى سياسات وتطورات الشرق الأوسط الذى تورطت فيه ورسمت خرائطه منذ أكثر من 200 عام، ومازالت لاعبا مهما فى تطورات تلك المنطقة، سواء فى العراق أو اليمن أو سوريا أو ليبيا أو غيرها. ثانيا: أن العلاقات المصرية البريطانية قديمة وعريقة بحلوها ومرها.. من الاحتلال الذى استمر أكثر من 70 عاما إلى الاستقلال، ثم التطاحن ثم التعاون، وحاليا تعد العلاقات المصرية البريطانية فى أفضل حالاتها، حيث التقى الرئيس السيسى ديفيد كاميرون رئيس وزراء بريطانيا أكثر من مرة، ووصل حجم التبادل التجارى فى عام 2014 إلى نحو مليارى دولار، كما أن الاستثمارات البريطانية فى مصر فى تصاعد مستمر ووصلت لأكثر من 5 مليارات دولار حاليا. ثالثا: أن بريطانيا تستضيف التنظيم الدولى للإخوان، ويعيش فى لندن أكبر عدد من قيادات التنظيم، ومن هنا فإن التنسيق والتعاون الأمنى مع بريطانيا يعد من الملفات المهمة المطروحة للنقاش على مائدة المحادثات بين الرئيس وكاميرون فى قمتهما اليوم فى لندن. لمزيد من مقالات رأى الاهرام