فى الأسبوع الماضى استحوذت شركة «كيللوج» الأمريكية على شركة «ماس فوود»، كبرى الشركات المُنتجة للكورن فليكس بالسوق المصرية، الصفقة التى أدارتها مجموعة «فاروس» للاستثمار بلغت قيمتها 51 مليون دولار، لكن آثارها امتدت إلى قطاع كبير فى سوق الصناعات الغذائية، خاصة أن أنباء تسربت عن اعتزام الشركة الأمريكية الاستحواذ على شركتين كبيرتين فى مجال الصناعات الغذائية. كانت مجموعة من المستثمرين قد أسست سنة 1996 شركة «ماس فوود» لإنتاج رقائق الحبوب المعروفة بالكورن فليكس، والتى صارت ضمن المنتجات الأكثر استهلاكًا من جانب كثير من الأسر بالطبقة الوسطى، بعد أن كان المنتج حكرًا على الطبقات العليا من المجتمع. مخاوف العاملين فى قطاع الصناعات الغذائية بدأت فى العام الماضى عندما استحوذت الشركة الأمريكية على شركة «بسكو مصر» والمملوكة لعدد من صناديق الاستثمار والشركات والبنوك العامة فى صفقة بلغت قيمتها نحو مليار جنيه. وشهدت الصفقة مفاوضات ساخنة امتدت عدة أسابيع بعد دخول منافسين إماراتيين وسعوديين لتحسم «كيللوج» الصفقة فى يناير 2015 بعد أن عرضت أعلى سعر للسهم. التوسع والامتداد لشركة «كيللوج» فى السوق المصرية أثار قلق الشركات المصرية المختلفة التى رصدت اتساع النصيب السوقى لشركة بسكو مصر فى قطاع البسكويت بعد استحواذ الشركة الأمريكية عليها على الرغم من زيادة أسعار المنتجات بنسب تجاوزت 300٪ خلال عيد الفطر الماضى. مصادر بسوق الغذاء كشفت وجود استراتيجية لدى الشركة الأمريكية العملاقة للدخول بقوة إلى أسواق الرقائق والبسكويت والمخبوزات بعد سيطرتها الكبرى على سوق البسكويت والحلويات. وتعتمد الاستراتيجية على الاستعانة بخبرات عالمية فى مجال التذوق وإضافة النكهات، فضلا عن برامج تسويق متميزة تستهدف ضم شرائح جديدة من المستهلكين من خلال منتجات مُستحدثة. وتخطط الشركة الأمريكية لإنشاء مركز تصديرى كبير لها فى مصر لتسويق منتجاتها فى أسواق الدول العربية والإفريقية والاستفادة من الاتفاقات التجارية التى وقعتها مصر مع تلك الدول والتى تمنح السلع المصدرة ميزات تنافسية. المصادر أكدت أن المحطة القادمة لشركة «كيللوج» فى مصر ستكون فى قطاع الشيكولاته حيث يتم التفاوض مع شركتين قائمتين للاستحواذ على واحدة منهما فى إطار سعى الشركة إلى شراء علامات تجارية من خلال الاستحواذ على كيانات قائمة بدلا من إنشاء مشروعات جديدة. كذلك تعتزم الشركة الدخول إلى قطاع المكرونة باعتباره قطاعا واعدا خاصة فى السوق المصرية والأسواق المجاورة، طبقًا لتأكيدات الشركة، وهو ما يُعزز من صحة شائعات التفاوض مع شركة «ريجينا» للاستحواذ عليها. إن المعلومات المتاحة عن شركة «كيللوج» تشير إلى أنها شركة عالمية تم تأسيسها عام 1906 على يد رجل أعمال أمريكى يدعى دبليو كيه كيللوج فى باتل كريك فى المنطقة الواقعة بين ديترويت وشيكاجو بالولاياتالمتحدة، واتسعت الشركة بعد الحرب العالمية الثانية وصار لها فروع عديدة فى مختلف الولايات قبل أن تفتتح فروعًا لها فى بريطانيا وكندا وأستراليا ودول أمريكا اللاتينية. ويعد مقرها فى مصر هو المقر الإقليمى لها فى الشرق الأوسط بعد الاستحواذ على بسكو مصر بما تمتلكه من أراض ومصانع. واختارت الشركة الأمريكية مسئولا مصريا لها بالقاهرة هو المهندس عمرو فرغل، نائب رئيس الشركة لشئون الشرق الأوسط وشمال إفريقيا، والذى ظهر لأول مرة خلال مؤتمر صحفى عقدته الشركة فى يناير الماضى لطمأنة المصريين بشأن استحواذها على «بسكو مصر» من خلال تأكيده على عدم تسريح العمالة، وتطوير الإنتاج والوصول بالمنتج إلى العالمية. واحد من رؤساء الشركات الغذائية الكبرى قال ل«البوابة»: إن «إقامة مشروع جديد فى مجال الصناعات الغذائية أمر بالغ الصعوبة لأى مستثمر جديد، خاصة فى ظل الموافقات والتراخيص العديدة المطلوبة والتى تستغرق أكثر من عام، فضلًا عن ارتفاع التكلفة المبدئية لإطلاق وتسويق علامة تجارية جديدة فى السوق المصرية». وأوضح أن مصر تُعد واحدة من أهم الأسواق الصاعدة فى العالم فى مجال الصناعات الغذائية نظرًا لاتساع حجم المستهلكين وتنوع النمط الاستهلاكى للشعب المصرى وسهولة التأثير فيه، وهو ما يُمثل عنصر إغراء للشركات العالمية الكبرى للدخول بقوة. وكشف المصدر أن الشهور الستة الأخيرة شهدت عروضًا عديدة لكثير من الشركات العالمية للدخول إلى قطاع الغذاء، كان أبرزها من مجموعة «أبراج» الإماراتية، وشركة «أرلا» الدنماركية، ومجموعة «صافولا» وذلك بغرض شراء حصص سوقية مُحددة من خلال شراء علامات تجارية بعينها. وذكر أن أبرز مَن تلقى عروضًا للشراء كان شركات «آراب ديرى»، «روجينا»، ومجموعة فرج الله، ومجموعة «ثرى شيفس».