قالت مصادر لرويترز إن شركة آبار للاستثمار - الذراع الاستثماري لحكومة أبوظبي - قد ترفض الاستثمار في إصدار حقوق بقيمة 2.5 مليار رنجيت (565 مليون دولار) لبنك آر.إتش.بي كابيتال في إشارة على شعور مستثمري الخليج بالإحباط من حالة عدم الاستقرار الاقتصادي والسياسي في ماليزيا. وأعلن بنك آر.إتش.بي كابيتال - رابع أكبر بنك في ماليزيا من حيث الأصول - في ابريل نيسان عن إصدار الحقوق لدعم نموه والوفاء بالمتطلبات التنظيمية لرأس المال. وتمتلك آبار نحو 21 بالمئة من البنك. لكن ثلاثة مصادر على دراية بالموضوع قالت لرويترز خلال الأيام القليلة الماضية إن من المستبعد أن تشتري آبار في هذا الإصدار وإن جزءا على الأقل من السبب في هذا يرجع إلى أن الشركة تشعر بخيبة أمل من أداء استثمارها في آر.إتش.بي كابيتال إذ تتجه أسواق المال والعملة الماليزية نحو الهبوط. وقال مصرفي ماليزي متخصص في الاستثمار على صلة بالبنك طلب عدم ذكر اسمه بسبب حساسيات تجارية "آبار ليست سعيدة للغاية باستثماراتها في آر.إتش.بي ولن تكتتب (في الإصدار)." وامتنع المتحدثون باسم آبار وآر.إتش.بي التعليق. وتضررت الأسواق الماليزية هذا العام جراء تراجع وضعها التجاري بسبب انخفاض أسعار صادرات الغاز الطبيعي المسال واتهامات بسوء الإدارة والكسب غير المشروع في صندوق تنمية ماليزيا (وان إم.دي.بي) الذي يرأس مجلسه الاستشاري رئيس الوزراء نجيب عبد الرزاق. وهبطت أسهم آر.إتش.بي 21 بالمئة منذ نهاية 2014 و44 بالمئة دون السعر الذي اشترت به آر.إتش.بي حصتها في البنك من بنك أبوظبي التجاري في يونيو حزيران 2011. وتبلغ قيمة الحصة الآن نحو 740 مليون دولار. وقال آر.إتش.بي الأسبوع الماضي إنه سيمدد فترة الاشتراك في إصدار الحقوق لنحو شهرين بعدما أمر البنك المركزي الماليزي بالسماح لآبار بشراء ما لا يزيد عن 15 بالمئة من الحقوق - وهو شرط وضع في اتفاق عام 2011 الذي اشترت آبار بموجبه حصتها الأصلية. وتم تأخير إغلاق العرض إلى 23 نوفمبر تشرين الأول "لإعطاء وقت لمجلس الإدارة للتعاون مع الجهات التنظيمية المعنية ولبحث وتنفيذ إصدار الحقوق على النحو الأمثل بعد دراسة الأمر" بحسب ما ذكره البنك الأسبوع الماضي. لكن مصادر قالت لرويترز إنه بغض النظر عن شرط الخمسة عشر بالمئة فإن آبار غير راغبة في شراء أية حقوق إصدار. وقال مصرفي آخر متخصص في الاستثمار في ماليزيا إن مسؤولين تنفيذيين في آبار أخبروه بأن الشركة لن تشترك على الإطلاق مضيفا أنه ليست هناك تقريبا أية اتصالات بين آبار وآر.إتش.بي. وقال مصدر مقرب من الإدارة العليا في شركة الاستثمارات البترولية الدولية (آيبيك) المملوكة لحكومة أبوظبي - الشركة الأم لآبار - إن آبار من غير المرجح أن تكتتب في هذا الإصدار. وأضاف أنه من غير المرجح أن تقوم آبار بأي استثمار في المستقبل المنظور حتى تكتمل تغييرات الإدارة بها. وعينت آبار محمد المهيري رئيسا تنفيذيا جديدا الشهر الماضي كما استقال رئيس الشركة في وقت سابق هذا العام. ولدى أبوظبيوماليزيا علاقات استثمارية ودبلوماسية وثيقة تعززت بعد الأزمة المالية العالمية في عامي 2008 و2009 وسمحت هذه العلاقة لأبوظبي باستثمار بعض من ثروتها النفطية الكبيرة في ماليزيا ذات الأغلبية المسلمة المعتدلة التي ينمو اقتصادها بوتيرة سريعة. لكن زخم العلاقة ربما يكون قد تغير مؤقتا على الأقل حيث يواجه الاقتصاد الماليزي موجة تراجع كما أدى هبوط أسعار النفط إلى تراجع الفائض المالي المتاح لدى أبوظبي للاستثمار في الخارج. وفي مايو أيار وافقت آيبيك على تقديم إنقاذ مالي لصندوق وان.ام.دي.بي الحكومي الماليزي الخاسر حيث تعهدت بدفع مليار دولار نقدا وتحمل 3.5 مليار دولار من ديون الصندوق وإعفائه من مبلغ غير معلن كان مدينا به للشركة. في المقابل كان من المقرر أن تحصل آيبيك على أصول من الصندوق لكن هذه الأصول لم يتم الإعلان عنها حتى الآن وربما تكون قيمتها تراجعت خلال الأشهر الأخيرة حيث هبط الرنجيت وزاد الجدل بشأن عمليات الصندوق مما فرض ضغوطا على حكومة نجيب.