يعيش عشاق الكرة المصرية في السابعة مساء اليوم الإثنين، متعة متابعة "الكلاسيكو" المثير بين الأهلي والزمالك، بمذاق خاص هذه المرة في نهائي بطولة كأس مصر، حيث ينتظر الجميع ما ستسفر عنه هذه الموقعة في ظل شحن إعلامي وجماهيري كبير، عادة ما يصاحب مواجهة القطبين، لا سيما حينما يكون اللقاء حاسما لتحديد حامل اللقب البطولة الثانية محليا. جمهور الزمالك يمني نفسه بالجميع بين الثنائية بعد أسابيع من استعادة لقب الدوري لأول مرة منذ 11 عاما، ويرى الفرصة مهيأة في ظل قيادة فنية حكيمة للبرتغالي فيريرا وبوجود كوكبة من اللاعبين المتألقين الذين نجحوا في فرض أنفسهم على الجميع خلال الموسم الماضي، كما أن الفوز على الأهلي له مذاق آخر حيث يعتبر بطولة في حد ذاته. أما أنصار الأهلي فيبدون واثقون من قدرة فريقهم على تحقيق فوز معتاد على الغريم التقليدي في السنوات الماضية بعد أسابيع من الفوز بآخر لقاء جمع بينهما في الدوري ومن ثم تعويض خسارة البطولة المفضلة للمارد الأحمر بالفوز بالكأس على حساب القطب الآخر، وهو ما يتمناه عشاق القلعة الحمراء. واذا كان حكم اللقاء لم يطلق بعد صافرته معلنا عن بدايتها فإن المواجهة اشتعلت مبكرا على مواقع التواصل الاجتماعي على مدى الأيام الماضية منذ أن تخطى الأهلي والزمالك بتروجيت وسموحة على الترتيب في الدور قبل النهائي للبطولة، حيث بدأ تحيز كل جمهور لفريقه بشكل كبير وهو ما يثير حالة من القلق في ظل ارتفاع نبرة التعصب الجماهيري في الفترة الأخيرة. المواجهة هي الثانية بين البرتغالي فيرير المدير الفني للزمالك وفتحي مبروك نظيره في الأهلي بعد أن سبق للأخير أن حقق الفوز في المباراة الأولى وبتفوق فني وخططي لافت للنظر، حين قاد الأحمر للتغلب بهدفين نظيفين سجلهما مؤمن زكريا وهو الانتصار الذي أجل إعلان الزمالك بطلا للدوري، الأمر الذي لم ينساه العجوز البرتغالي بعد، حيث يدرك جيدا أن الفوز في "الكلاسيكو" بمثابة بطولة خاصة لجمهور الناديين الأمر الذي يشعل المواجهة بينهما، في وقت توترت فيه العلاقة بين فيريرا وإدارة النادي بعد مباراة سموحة، حين طالب مرتضى منصور رئيس النادي بإجراء تغيير بنزول مهاجم ثان أرض الملعب الأمر الذي اعتبره فيريرا تدخلا في عمله وأشعل التوتر في المعسكر الأبيض قبل مواجهة الأهلي. وعلى النقيض فالفوز لمبروك هام جدا لتثبيت نفسه على مقعد المدير الفني بعد أن جددت إدارة النادي عقده لنهاية الموسم المقبل ويريد الرجل توجيه رسالة مفادها أنه جدير بهذه الثقة وأنه لا يقل تحت أي ظرف عن أي "برنيطة" أوربية نظرا للخبرات التي يتمتع بها، والفوز على الزمالك وحصد الكأس من شأنه أن يمنحه ثقة هائلة أمام الإدارة وكذلك أمام بعض جمهور النادي الذي يشكك في قدراته ويتحفظ على استمراره بحثا عن مدرب أجنبي يمتلك شخصية قوية لفرضها على اللاعبين بعد التعاقد مع أكثر من نجم خلال فترة الانتقالات الصيفية الأخيرة. الأمر داخل الملعب ليس أقل سخونة بالنسبة للاعبين فكل منهم يبحث عن مكان في عالم النجومية وأي هدف يتم تسجيله في لقاءات القمة يحجز لصاحبه مكانة خاصة لدة جمهور ناديه فمؤمن زكريا لم يتحول إلى نجم خاص داخل النادي إلا بعد هدفيه في شباك الزمالك، وهو ما يبحث عنه الليلة أكثر من لاعب في صفوف الفريق وفي مقدمتهم رمضان صبحي وعمرو جمال وجون أنطوي من جانب الأهلي، وباسم مرسي ومحمود كهربا وأحمد حمودي ومصطفى فتحي من البيت الأبيض، وغيرهم من لاعبي الفريقين. آخر فوز للزمالك في القمة يعود إلى يوم 21 مايو 2007 حين لعب الأحمر بمجموعة من البدلاء بعد حسم لقب الدوري ومنذ ذلك التاريخ تحول الأهلي إلى ما يشبه "عقدة" للأبيض وجمهوره حتى ولو كان الأهلي في أسوأ حالاته لا يخسر أمام بطل الدوري الحالي ومن ثم سيكون هذا التحدي مهما جدا لجمهور الفريق الذين يريدون الاحتفال باللقب الثالث على التوالي في الكأس بالفوز على الأهلي، وفي المقابل يسعى المارد الأحمر لتأكيد تفوقه وأنه لا يخسر أمام الزمالك وهو ما يشعل المواجهة بينهما ويمنحها بعدا جديدا من الاثارة. آخر نهائي كأس جمع الفريقين كان يوم 2 يوليو 2007 حين فاز الأهلي 4-3 في المباراة الأشهر بينهما في العقد الأخير حين قدم الفريقان وجبة كروية دسمة لعشاق الساحرة المستديرة، أما آخر لقاء بين الفريقين في كأس مصر فكان في موسم 2010-2011 حين فاز الأهلي بثلاثة أهداف لهدف في دور ال16 للبطولة. الأهلي وصل لنهائي الكأس بعد مشوار سهل نسبيا تخطي طهطا بستة أهداف لهدف في دور ال32 وفاز على الجونة 13 – 0 في دور ال16 وعلى الشرطة بخمسة أهداف نظيفة في ربع النهائي، وفي دور الأربعة فاز على بتروجت بثلاثة أهداف لهدف. أما الزمالك فبدأ حملة الدفاع عن لقبه الذي فاز به في آخر نسختين بالتغلب على نجوم المستقبل بهدفين لهدف في الدور الأول، ومن ثم كان الفوز على حرس الحدود بثلاثة أهداف لهدف في ثمن النهائي قبل أن يطيح بالاتحاد السكندري بركلات الترجيح في دور الثمانية وبنفس الطريقة اجتاز عقبة سموحة في المربع الذهبي ليضرب القطبان موعدا جديدا في نهائي البطولة الأقدم بالكرة المصرية. وإذا كانت الإثارة موجودة بين الأهلي والزمالك داخل الملعب وعلى مواقع التواصل الاجتماعي بين الجمهور فإن الموقف مشتعل بين رئيس الناديين في ظل توتر العلاقة الذي وصل إلى درجة القطيعة بين مرتضى منصور ومحمود طاهر وفشل جميع المحاولات التي جرت لرأب الصدع والصلح بينهما والتي كان أبرزها تدخل المهندس إبراهيم محلب رئيس الوزراء قبل أن تتقدم الحكومة باستقالتها ليبقى الوضع على ما هو عليه ولو مؤقتا، وهو ما تسبب في غياب طاهر عن مباريات القمة في الشهور الماضية لتجنب مواجهة مرتضى بعد أن كان رئيس القطبين يتصدرات المشهد في المقصورة على مدى تاريخ مباريات "الكلاسيكو".