أثارت سيطرة تحالف "في حب مصر" على قائمة "شرق الدلتا" بعد انسحاب حزب النور منها ودمجه لقوائمه الأربعة في قائمتي "غرب الدلتا والقاهرة" جدًلا واسعًا داخل الحزب نفسه حيث اعتبر أعضاؤه قيام الحزب بمساعدة الأحزاب التي وصفوها ب"العلمانية" للسيطرة على البرلمان. وكشفت مصادر داخل الحزب، عن اجتماع عقده المجلس الرئاسي للنور برئاسة الدكتور يونس مخيون، وحضور طلعت مرزوق، رئيس اللجنة القانونية، ومحمد إبراهيم منصور، مساعد أمين الحزب، ظهر أمس ناقش فيه وضع مرشحي الفردي وتحملهم للنفقات وبحث البرنامج الانتخابي لهم وحل جميع الأزمات التي يواجهوها. وقال المصدر، إن الحزب لجأ إلى المنافسة على أقل من 40% فقط من مقاعد الفردي في البرلمان وتراجعه عن تقديم ما يقرب من أوراق نصف المرشحين، لوجود خلاف على تحمل الدعاية الانتخابية بالكامل، ورسوم الترشح والكشف الطبي. كما يواجه الحزب أزمة كبيرة في محافظات الصعيد خاصة المنيا وأسيوط وسوهاج، وهو ما دفعه للتخلي عن قائمة الصعيد لضعف قواعده وشعبيته فيها وتيقنه من خسارة كبيرة في تلك المحافظات باعتبار مؤيديهم اصبحوا منشقين عنه أو رافضين لسياساته بجانب بعد حلفائه السابقين عنه من أعضاء حزب البناء والتنمية. وذكر المصدر، الذي طلب عدم ذكر اسمه، أن جماعة الإخوان كان لها دور كبير في تشويه صورة الحزب في الصعيد وترسخ في ذهن الجميع أنهم تخلوا عن التيار الإسلامي لتحقيق مصالحه فأضر بالحزب في القائمة والفردي بعكس ما كان يتمناه الحزب وتأكيده أنه سينافس بالقوائم الأربعة وبنسبة 80% على الفردي، مشيرًا إلى سعي المجلس الرئاسي لتنظيم صفوفهم بكل الطرق استعدادا للبرلمان. وقال محمود عباس، المنشق عن الحزب، إن ما فعله النور من انسحاب أوراق القائمة في اللحظات في اللحظات الأخيرة يفتح الباب أمام قائمة "في حب مصر"، ما هي إلا تمثيلية باهظة بعيدة عن المنافسة الانتخابية. واستند عباس إلى أن انسحاب قائمة الدلتا وتصدر "في حب مصر" المشهد يفتح الباب أمام أعضاء الوطني المنحل لدخول البرلمان، مشيرا إلى أن هذا الانسحاب أعطى "في حب مصر" الفوز بالتزكية بدون خوض غمار السباق الانتخابي، مما يدل على أن النور قد بدأ صفقاته الانتخابية مبكرا، خاصة بعد ضعف فرص المنافسة على المقاعد الفردية. ونوه عباس إلى أن النور يريد بذلك أن يشارك الجميع في البرلمان، وأن لا يستحوذ عليه كما فعل الإخوان، ولكنه في حقيقة الأمر بدأ في الصفقات بينه وبين المنافسين له في الانتخابات البرلمانية، مما يدل على عدم مصداقية الحزب، وتعد فضيحة له.