رغم مرور أعوام طويلة على وفاتها، تبقى أجاثا ميري كلاريسا، الروائية الأكثر شُهرة في التاريخ، والتي صنعت مجدها باسم "أجاثا كريستي"، وتربعت رواياتها البوليسية على عرش مبيعات الرواية بأكثر من مليار نسخة حول العالم حتى الآن، بعد أن تُرجمت أعمالها من الإنجليزية إلى مائة وثلاث لُغات، وتحول بطليها الشهيرين "هيركول بوارو" و"مس ماربل" إلى أسطورتين نافسا عرش مواطنهما شيرلوك هولمز. ولدت أجاثا كريستي في الخامس عشر من سبتمبر عام 1890 من أب أمريكي وأم إنجليزية، وقضت طفولتها -التي وصفتها في كتاباتها بأنها كانت سعيدة جدًا- في بلدة ساوباولو، وتلقت تعليمها في المنزل تحت إشراف والدتها، وبدأت بقراءة قصص الأطفال التي تعلقت بها إلى درجة إيثارها القراءة على اللعب مع أقرانها. وفي سن الحادية عشرة تُوفيَ والدها، لتنتقل بعد عام من رحيله إلى جنوب أفريقيا للعيش مع زوج والدتها الجديد، ومكثت بها ثلاث سنوات قبل أن تنتقل إلى العاصمة الفرنسية التي التحقت فيها بمدرسة جمعت فيها بين الموسيقى وزيارة المتاحف. "قضيت طفولة مُشّردة إلى أقصى درجات السعادة، تكاد تكون خالية من أعباء الدروس الخصوصية، فكان لي متسع من الوقت لكي أتجول في حديقة الأزهارالواسعة، وأسبح مع الاسماك ما شاء لي الهوى.. وإلى والدتي يرجع الفضل في اتجاهي إلى التأليف". بدأت أجاثا الصغيرة محاولات الكتابة عندما عادت إلى بريطانيا عام 1910، حيث شاركت في تأليف بعض المسرحيات والقصائد الغنائية، كما شغفت حينها بقراءة مُغامرات المحُقق البريطاني الأشهر شيرلوك هولمز، وجربت كتابة أولى قصصها القصيرة بعنوان "بيت الجمال"، ثم كتبت روايتها الأولى بعنوان "الثلج في الصحراء"، والتي لم تُنشر بعد رفض دور النشر لها بسبب ضعفها الفني.