لست منعزلًا عمّن حولى.. منتجو الموسيقى «أبطال».. وإعجاب أسامة القوصى ب«ما بلاش» إنسانى استطاع ألبوم «عمره ما يغيب» للمطرب محمد حماقى، تحقيق نجاح كبير، على المستوى الجماهيرى والنقدى، وتقديم شكل مختلف عما قدمه حماقى من قبل، حيث وصف حماقى نفسه فى تلك المرحلة من عمره، بأنها خطوة جديدة فى مشواره الفنى خاصة بعد احتفاله بمرور 10 سنوات على دخوله الوسط الغنائى. والتقت «البوابة» بالفنان محمد حماقى داخل مكتبه، للحديث عن أسباب تأخر صدور الألبوم، ونجاح حفله الأخير فى بورتو، وخوضه تجربة التمثيل مع الفنانة دنيا سمير غانم خلال رمضان الماضى فى مسلسل «لهفة»، واستعانته بالالتراس خلال تسجيل إحدى أغانى الألبوم، ومروره بظروف عائلية صعبة بعد وفاة والده، وانفصاله عن زوجته. ■ ماذا عن انتقاد البعض فكرة سفرك إلى أمريكا لتصوير أغنية «أجمل يوم»؟ - الحقيقة أنا لم أقصد السفر إلى امريكا بالتحديد، ولكن كل ما فى الامر انى أعجبت بشغل المخرج مارك كلاسفيلد، وأردت أن يقوم بإخراج الأغنية، ووجدنا أن تكلفة سفرى إلى هناك سوف تكون أرخص من مجيئه إلى مصر، بجانب أنى فضلت السفر إليه لأن هناك فريق عمله، الذى يتعاون معه والاستوديو الذى يقوم بالتصوير فيه، اى أنه لكى يخرج العمل بالشكل الذى أريده، كان لابد من توفير المناخ الخاص به لكى أستطيع محاسبته. ■ هل تقوم بذلك أيضا فى الغناء أم تصوير الكليبات فقط؟ - بالطبع هذه قاعدة عندى لا أغيرها، فعندما أتعامل مع الموزع أترك له حرية العازفين الذين يرتاح معهم، وعندما أتعامل مع أكثر من موزع لا أعارض عندما يكون لكل واحد منهم عازف خاص به، لأنى لو فرضت شخصا عليهم وخرجت الاغنية بشكل غير جيد فسوف يقول إنى السبب. ■ ولماذا تأخر صدور الألبوم ؟ - أود أن أوضح فى البداية أنى أقوم بطرح ألبوم كل عامين، وهذه المرة تأخرت قليلا بسبب الظروف التى مررت بها، سواء وفاة والدى أو انفصالى عن زوجتى، وربما يجد البعض أن إنتاج ألبوم كل عامين وقت كبير، ولكنى لا أرى أنه يمكن تقديم الألبوم قبل ذلك، لأن بعد صدور الألبوم أستغرق حوالى 6 شهور حفلات وردود أفعال، ومن بعدها نبدأ فى التفكير فى الألبوم الجديد وماذا سنقدم فيه، لذلك بدلا من طرح الألبوم فى 2014 أصبح 2015، خاصة أنى يجب أن أعمل بحالة مزاجية جيدة، والظروف لم تكن تساعد على العمل. ■ من الذى يضع التصور الموسيقى الكامل للألبوم؟ - أنا من يفعل ذلك حيث أضع الشكل الذى أشعر أنه يشبهنى، وبعد ذلك أقوم بالاستعانة والتحدث مع فريق العمل الذى سيشاركنى الأغانى. ■ فى رأيك.. ما الذى يميز حماقى عن غيره من المطربين؟ - لقد خلقنا الله جميعا متشابهين فى الهيئة، وأجد دائما أن التميز يكون فى التفاصيل، فأنا أركز فى التفاصيل بشكل كبير بحيث إنى من الممكن أن أقوم بمكساج أغنية لمدة شهر، على أشياء صغيرة، ربما غيرى لا يهتم بها ولكنى لا أسمح بتفويت ذلك، ومثلما قال مهندس الصوت الشهير بروس ويلن الذى كان يعمل مع مايكل جاكسون: «إن أول 90٪ من حجم العمل تأخذ 10 ٪ من الوقت وآخر 10٪ من العمل تأخذ 90٪ من الوقت». ■ ما الأغنية التى لمستك خلال ذلك الألبوم وعبرت عن حالتك ؟ - الحقيقة يوجد أكثر من أغنية ليس واحدة بعينها، وليس معنى ذلك أن الاغانى الأخرى لم تلمسنى، فأنا لا أستطيع غناء أغنية لا أشعر بها. ■ وهل يمكن أن تغنى «شعبى»؟ - أنا أغنى شعبى، ولكن الشعبى الذى يشبهنى مثل أغنية «ماينى» و«واحدة واحدة» و«السجل المدنى» و«انا جايلك وناويها» فكل هذه الاغانى شعبى، بس ما يشبهنى مثلما فعل عبدالحليم حافظ وقدم أغانى شعبى، ولكن التى تشبهه هو. ■ متى تقرر الإنتاج لنفسك؟ - إذا لم أجد أحدا ينتج لى سأبدأ أنتج لنفسى، يوجد غيرى من المطربين يفضل الإنتاج لنفسه، وهذا ليس عيبا وأنا لا أستطيع الحكم على تجاربهم، لأنه ربما يوجد مطربون يحبون أن يكسبوا أكثر، أو يريدون أن يضمنوا خروج الألبوم الخاص بهم بالشكل الذى يريدونه، ولكن طالما الشركة المنتجة تحقق لى ذلك، لا أفكر فى هذا الأمر، وربما أبدأ أفكر عندما يتم القضاء على القرصنة. ■ ما رأيك فى شركات الانتاج التى تنتج فى ظل وجود أزمة القرصنة؟ - أنا لدىّ رأى دائما أقوله، وهو أن منتجى مصر أبطال، لانهم مازالوا مستمرين فى الإنتاج وسط هذا التطور لقراصنة الألبومات، حيث يتم القرصنة على الألبوم بمجرد طرحه، فالألبوم أصبح يعتبر ميتا بسبب ما يحدث، وفى النهاية المنتج تاجر يجب ألا يخسر من صدور الألبوم على أقل تقدير، فالفن فى مصر صناعة، ومع احترامى لكل المجالات، فهو أهم وأنجح الصناعات فى منطقة الشرق الاوسط. ■ كيف يمكن التخلص من هذا الأمر؟ - هى مسئولية الدولة فى البداية، ومع ذلك فهى فى آخر اهتمامات الدولة، فأنا ليس لدى سلطة حماية الألبوم من القرصنة، وحاولنا خلال السنوات الماضية فعل بعض الأشياء لمنع ذلك، مثل وضع كروت مع الألبوم الأصلى به رقم سرى يسمح لصاحبه أن يحضر حفلى مجانا، وبالفعل حقق بعض النجاح ولكن ليس بالشكل المطلوب. ■ أغانيك دائما ما تنتمى إلى موسيقى «الهاوس».. لماذا ابتعدت عن ذلك النوع خلال هذا الألبوم ؟ - أنا لم أتخل عنه، ولكن قللت موسيقى الهاوس فى الألبوم على قدر المستطاع، واقتربت من الموسيقى الشرقية، مثل «بعدنا ليه» و«صابر على حالى» و«أنا سرها»، نوع من الغناء لم أكن أقدمه من قبل، وفتحت الباب لنوع جديد من المزيكا مثل «أجمل يوم» و«ما بلاش». ■ هل هذا كان سبب طرحك 15 أغنية؟ - بالطبع لا، الأمر لم يكن كذلك فأنا قمت بتسجيل 21 أغنية اخترت منها 4 سوف أبنى بها الألبوم الجديد، وال 15 الموجودة لم أستطع التخلى عن إحداها، فقمت بالاستعانة بأصدقائى وأسمعتهم الألبوم، وبرغم أنهم كانوا مستغربين وجود 15 أغنية الا أنى عندما طلبت منهم استبعاد أغان لم يستطيعوا، لأن العدد لم يضرهم بل استمتعوا، فأنا كنت دائما أقول إن سقف الألبوم 12 أغنية، ولكنى وقفت أمام نفسى فى المرايا بعد مرور العشر سنوات الأولى، وقررت أن تكون بداية جديدة. ■ وماذا عن الجمهور هل تقبل ذلك؟ - ردود الفعل التى جاءتنى كانت جيدة جدًا، ويمكن القول إن نجاحه كان أكثر من نجاح الألبومات السابقة وأنا كما قلت من قبل أعتبره خطوة جديدة فى مشوارى الفنى، مثلما قدمنا ألبومات مختلفة خلال العشر سنوات الماضية، أعمل على استكمال المشوار خلال العشر سنوات القادمة وبدأت بألبوم «عمره ما يغيب». ■ كيف جاءت مشاركة الالتراس فى أغنية «أجمل يوم»؟ - كل ما فى الأمر أن تميم الموزع، طلب منى أن نضع أصوات كورال داخل الاغنية، فقمت بسؤاله هل تريد صوت كورال أم جمهور فقال لى جمهور، فطلبت من المسئول عن الالتراس أن يمدنى بأشخاص لتسجيل الاغنية كنوع من أنواع التكريم لهم، بجانب أنهم سوف يكونون أمينين على الاغنية، وبالفعل نظرتى كانت فى محلها، فجاء 50 شخصا من مختلف المحافظات قاموا بتسجيل الأغنية ولم تسرب كلمة واحدة حتى صدور الألبوم، وكانوا فى منتهى السعادة. ■ متى يتوقف المطرب عن إحياء الأفراح ؟ - عندما يصبح غير مطلوب، فأنا أعتبر الفرح هو البيت الذى تدعو اليه من تحبه وتثق فيه، فهو حاجة عظيمة، وأنا أشعر بسعادة كبيرة فى مشاركة الجمهور فرحته داخل بيته، واختيارهم ليك شيء عظيم. ■ ما رأيك فى كلام الشيخ القوصى عن أغنية «ما بلاش» ؟ - أنا أرى الموضوع بمنتهى البساطة بعيدا عن الدين، وكل ما فى الامر أن الرجل تأثر بالأغنية لأنه عنده مشكلة خاصة، وكانت الأغنية بمثابة رسالة من ابنه له، فالأمر إنسانى ولا يحتاج إلى تكبير الأمر أو تحميله أكثر من حجمه. ■ لماذا لم تتخذ خطوة التمثيل حتى الآن؟ - هذه الخطوة أريد أن أخطوها بحساب، فأنا سبق أن قمت بالتوقيع مع الفنانة إسعاد يونس على بطولة مسلسل ولكن الامر توقف، فأنا أريد أن أدخل هذا المجال بالسينما وليس الدراما، ولا أريد اتخاذ الخطوة ك«مرور الكرام»، وتجربتى مع دنيا سمير غانم فى «لهفة» جاءت عن طريق أمير طعيمة الذى كتب الحلقة، وطلب منى الظهور بشخصيتى الحقيقية، فأعجبت بالأمر خاصة أنه لن يحتاج إلى تمثيل، بجانب إعجابى بدنيا وخطواتها فى التمثيل أو الغناء، ولن أنكر أنى أردت تجربة نفسى امام الكاميرا ورد فعل الجمهور. ■ ألم تشعر بالغيرة من أبناء جيلك الذين نجحوا فى ذلك؟ - إطلاقا، أنا لا أغار من أحد ولا أنظر إلى من حولى، بل أعتبر نفسى فى سباق، ولا أنظر حولى لأن ذلك سوف يعطلنى، وليس معنى ذلك أنى أعمل منعزلا عمن حولى بل أستمع لكل الألبومات، ولكنى لا أشغل بالى بمن قام بالغناء وماذا غنى ومن قام بالتمثيل، فيجب ألا أكون منعزلا عما يحدث حولى، ولكن لا أنشغل بهم، وجزء من عملى أن أشاهد وأسمع كل ما يحدث. ■ هل قررت موعد تقدمك لتلك الخطوة؟ - أعمل حاليا على عمل سينمائى سيكون أولى تجاربى، ولكنه مازال فى طور الكتابة، وعندما ننتهى من وضع كافة التفاصيل سوف أعلن عنه.