رغم أعماله القليلة نسبة إلى من حازوا جائزة نوبل، ترك الشاعر والكاتب والمترجم الإيطالي أوجينيو مونتالي، أثرًا بالغًا في الثقافة الإنسانية عن طريق أعماله، ورغم بدايته المتواضعة التي لم ينل منها حظ وافر من التعليم، لكنه استطاع تعليم نفسه، حتى حاز على أرفع جائزة عالمية في الأدب. وُلد مونتالي في 12 أكتوبر 1896 في مدينة جنوة الإيطالية لعائلة تعمل في تجارة المواد الكيميائية، وكان أصغر أفراد أسرته المكونة من ستة أبناء، وكان أخيه يعمل، وحصلت أخته الوحيدة على التعليم الجامعي، أما هو فلم يمتلك تلك الفرص؛وعمل كمحاسب عام 1915، لكنه ترك المهنة ليلاحق عشقه الأدبي عبر التعليم الذاتي، وكان يتردد على مكتبات المدينة، ويحرص على حضور دروس أخته ماريانا الفلسفية الخاصة، كما أنه درس غناء الأوبرا. تم استدعاء مونتالي للجبهة أثناء الحرب العالمية الأولى بصفته عضوًا في الأكاديمية العسكرية في بارما، لكن تجربته كملازم مشاة لم تدم طويلًا إذ عاد إلى بلاده في عام 1920، وهناك عاد إليه حلمه القديم في الأدب والشعر، فكتب عددًا يسيرًا من الأعمال، منها أربع مقتطفات أدبية من القصائد الغنائية القصيرة، بعض الترجمات الشعرية، عددًا من الترجمات للكتب النثرية، كتابين في النقد الأدبي وواحدًا في النثر الخيالي؛ إضافًة لأعماله الإبداعية التي ساهم بها في أهم الصحف الإيطالية، ما جذب الجمهور إليه وبدأت أعماله في الانتشار. عاش مونتالي في مدينة ميلان منذ عام 1948 حتّى وفاته، وقد كانت محررًا موسيقيًا ومراسلًا، وذهب إلى فلسطين ليتابع تحركات البابا بولس السادس، وقد تم جمع أعماله الصحفية في مجلد "بعيدًا عن الوطن" عام 1969، وقد كان ديوان "العاصفة وأشياء أخرى" عام 1956 آخر أعماله الشعرية المحتفى بها، وكانت بداية نجاحه منحه شهادات فخرية من ميلان عام 1961، كامبريدج عام 1967، روما عام 1974. وتم إعطاءه مقعدًا مدى الحياة في مجلس الشيوخ الإيطالي؛ وفي عام 1975 استلم مونتالي جائزة نوبل في الأدب؛ وبقى وحيدًا ومنعزلًا حتى وفاته في 12 سبتمبر 1981 في مدينة ميلانو.