يكثف تنظيم داعش الإرهابي من دعايته باللغة الروسية في إشارة جديدة إلى رغبة التنظيم في التوسع بأنشطة تجنيد عملاء جدد له في الدول الناطقة بالروسية، حيث تقدم داعش دعايتها عبر موقع "الفرات" الإخبارى الناطق بالروسية و الذي يبث من العراق. وقال الباحث آرون زيلين من معهد واشنطن لدراسات الشرق الأدنى، أن النشاط الإعلامي الجديد لداعش باللغة الروسية يكشف عن سعي التنظيم للتوسع و بناء شبكة متعاونين، وأن خدمة الفرات الإخبارية هي خدمة إخبارية موجهة للتنظيم - الذي يتخذ من مدينة الموصل العراقية معقلا لقياداته - لها صفحات على موقعي التواصل الاجتماعي فيس بوك و تويتر، وتعمل جنبًا إلى جنب مع الخدمات الإعلامية و الدعائية التي تقدمها الجماعات المسلحة المتحالفة مع داعش - لا سيما الروسية الأصل منها من الجهاديين- وهم اللذين ظهرت دعاياتهم عبر وسائل التواصل الاجتماعي في سوريا للمرة الأولى أواخر العام 2012 وتم رصدها من جانب أجهزة الاستخبارات الدولية. ويبث موقع الفرات بالعديد من اللغات مثل العربية و الإنجليزية و الكردية و الفرنسية و حديثا باللغة الروسية ، ويحتوى الموقع على مواد مقروءة و مسموعة و مرئية بهذه اللغات. ويتولى إدارة خدمة الفرات الإخبارية الناطقة باللغة الروسية " أبو عمر الشيشاني" وهو قيادى داعشي فى سوريا و ضابط تم تسريحه من جيش جمهورية جوريا – إحدى جمهوريات الاتحاد السوفيتي السابق – و كانت تلك الخدمة فى السابق الصفحة الرسمية له و بعد أن أعطى ابو عمر الشيشانى بيعة الولاء لزعيم داعش أبوبكر البغدادى عام 2013 ، قام بتحول موقعه إلى موقع دعائي لداعش باللغة الروسية ، وبمرور الوقت سيطرت خدمة " الفرات " الإخبارية على خدمة " الشام اليوم " و التي كانت تقدم في السابق خدمات إخبارية للتكفيريين و تستهدف الشعوب الناطقة باللغة الروسية ، وكانت تدير هذه الخدمة منظمة تكفيرية في شمال القوقاز. وينشر هذا الموقع الإخبارى دروسا في التكفير و الحض على القتال للعنصر الطاجيكيستانى المتطرف برويز سيدراكوموف المعروف كوديا في عالم الإرهاب الداعشي باسم ابو داوود و للعنصر الداغستانى المتطرف احمد ميدينيسكى وكذلك العنصر الداغستانى المتطرف نادر ابو خالد وكلاهما من تلامذة القيادى التكفيرى القرقيزى الأصل المعروف بالاسم الكودى أبو الجهاد . وتستهدف هذه الخدمات الإخبارية و الدعائية في المقام الأول تجنيد أعوان للتنظيم من داخل الاتحاد الروسي وشمال القوقاز و من جمهوريات الاتحاد السوفيتي المنهار ، خاصة دول وسط آسيا ، وهو النشاط الذي تتابعه بكل دقة أجهزة الأمن و المخابرات الروسية الوطنية ، حيث رصدت الاستخبارات الروسية في الأول من يوليو 2015 اجتذاب موقع " الفرات " على شبكة الفيس بوك حوالي 87 صديقا و متابعا بعد نشر الموقع "هاشتاج " بعنوان " توحدوا أيها المجاهدين " ، وبفضل التعاون الاستخباراتي بين روسيا و جمهوريات الاتحاد السوفيتي السابق تم إغلاق عشرات المواقع الموجهة و الناطقة بالروسية على شبكات التواصل الاجتماعي في كل من روسيا الاتحادية و كازاخستان و طاجيكستان . كما كشف وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف عن انضمام 2000 روسي إلى صفوف مقاتلي داعش في سوريا و العراق ، وقال إن بلاده واعيه لتهديدات داعش و ستقاومها بكل الطرق الممكنة ، وفي يونيو 2015 شدد نيكولاى باتريشيف مندوب روسيا و رئيس مجلس الأمن الروسي على أهمية تعاون أجهزة الاستخبارات في مواجهة داعش ، و لجم أنشطتها الدعائية عبر شبكات التواصل الاجتماعي ، مشيرا إلى أن روسيا تقود جهدا استخباراتيا مشتركا مع جمهوريات الاتحاد السوفيتي السابقة لمكافحة أنشطة داعش التجنيدية من خلال الخدمات الإخبارية الدعائية في منطقة القوقاز . وفي نهاية عام 2014 نبهت دراسة خاصة صادرة عن معهد "بروكينجز" للدراسات الاستراتيجية في الولاياتالمتحدة - وبصورة مبكرة - إلى مخاطر استغلال داعش لشبكات التواصل الاجتماعي في بث دعايتها و ممارسة أنشطة التجنيد ، وقدرت الدراسة عدد المستخدمين الموالين لداعش على تلك الشبكات بنحو 46 ألف مستخدم.