قال سفير جامعة الدول العربية لدى الصين غانم الشبلي إن معوقات إقامة السوق العربية المشتركة حتى الآن هي معوقات سياسية بالدرجة الأولى.. ولكن القادة العرب بدأوا يدركون أن أي دولة عربية مهما بلغت قوتها الاقتصادية لا تمتلك رفاهية الاستغناء عن الأشقاء العرب خاصة في ظل ما يحيق بالمنطقة من أخطار لذلك بدأت بعض الدول في الانفتاح والتعاون وبدأت مشروعات لبناء خطوط الكهرباء المشتركة والمواصلات. وتابع سفير جامعة الدول العربية، في تصريحات خاصة لمراسلة وكالة أنباء الشرق الأوسط بالصين، قائلا "وأنا أعتقد أن التجارة البينية هامة جدا لدينا رأس المال والتكنولوجيا والشباب ويجب أن يعمل الجميع لمنفعة الكل ويجب أن تطغى المصلحة العامة والاقتصاد على أي عوامل أو توجهات سياسية". وحول العلاقات بين الجانبين العربي والصيني قال الشبلي، إن العلاقات بين الجانبين تطورت خلال السنوات العشر الماضية بشكل ملحوظ على مختلف الأصعدة خاصة الاقتصادية منها حيث بلغ مجمل المعاملات بين الجانبين في هذا المجال ما يقارب الثلاثمائة مليار دولار. وأضاف الشبلي، أن أغلب التبادل التجاري يتركز في قطاعات الطاقة والنقل والغاز حيث تستورد الصين نصف المنتج من الطاقة العربية وهناك مستقبل واعد في صناعة البتروكيماويات التي بدأت تأخذ حيزا كبيرا من اهتمام الجانبين. وأشار إلى اهتمام القيادة الصينية بزيادة الميزان التجاري إلى ستمائة مليار دولار في المستقبل القريب والتعاون في مجال الطاقة المتجددة والطاقة النووية وتدريب ستة آلاف شاب عربي للتأهيل والعمل في مجالي التكنولوجيا الجديدة ونقل التكنولوجيا. وأوضح أن هناك زيادة ملحوظة في أقسام تعلم ودراسة اللغة العربية في الجامعات الصينية وأقسام تعلم اللغة الصينية في الجامعات العربية وخاصة في مصر. وأضاف أن كل هذا يجعل من التواصل أسهل للتعرف على الثقافات والحضارات.. مشيرًا في هذا الصدد إلى طريق الحرير الذي يمر من الصين ثم يمتد عبر آسيا إلى الدول العربية بالقارة الآسيوية ثم إلى مصر وشمال إفريقيا وشرق البحر المتوسط ثم إلى أوروبا وقال إن فكرة إحياء هذا الطريق جاءت بعد دراسة عميقة تأتت من حكمة الرئيس الصيني شى جين بينغ الذي رأى أن السوق العربية ذات مستقبل واعد لأنها سوق تضم 400 مليون نسمة غالبيتهم من الشباب وهي ميزة لا تملكها الدول المتقدمة. وأضاف الشبلي أننا نحتاج إلى شباب متمكن من العلم والتكنولوجيا والصين لديها هذا ولهذا بدأ الاتجاه العربي وبتحمس إلى الشرق وخاصة الصين.. وهناك بعض رؤس الأموال العربية تتدفق الآن إلى الصين وهناك مؤسسات تمويل صينية تساعد في تمويل المشروعات العربية.. ومؤخرا أقيم البنك الآسيوى لاستثمارات البنية التحتية، بمبادرة صينية، ليكون بديلا إلى حد ما عن صندوق النقد الدولي وليقدم المساعدة التي تحتاجها القارة الآسيوية في التنمية والإعمار والتي يحتاجها أيضا العالم العربي لبناء القدرات البشرية والبنية التحتية ونقل التكنولوجيا فنحن في الدول العربية يجب أن نواكب العالم المتحضر والصين كدولة صديقة لنا وكبلد يملك جميع الإمكانيات تستطيع أن تساعدنا في تحقيق مبتغانا. وحول مواقف الصين المؤيدة للحقوق العربية وإمكانية أن تستفيد الدول العربية من هذه المواقف والبناء عليها.. أوضح الشبلي أن العلاقات العربية الصينية قديمة جدا والزعماء دعموا وثبتوا هذه العلاقات خاصة وأنها لم تكن علاقات استعمارية بل علاقات صداقة حيث عملت الدول العربية في عام 1972 على إدخال الصين إلى مجلس الأمن والصين كانت مقدرة وشاكرة لهذا الموقف العربي المساند لها ومن هنا بدأت تتخذ مواقف طيبة من القضايا العربية وخاصة القضية الفلسطينية ولا تمر فرصة إلا وتعبر الصين عن موقفها وتعمل على دعم حقوق الشعب الفلسطيني في تحديد المصير والتخلص من المحتل وإقامة دولته بحرية وأمان. وتابع "وهنا يجب أن أذكر أن هناك طموحات عربية.. نحن لا نريد أن يكون هذا الموقف الصيني فقط على الورق أو بيانات وقد بدأ السفراء العرب هنا التأكيد على أصدقائنا الصينيين أن يلعبوا دورا مؤثرا على إسرائيل تلك الدولة التي تحتل الأراضي الفلسطينية". وقال إن كل دول العالم تتحرر عدا شعبنا الفلسطيني.. حتى اتفاقيات جنيف لا تلتزم بها إسرائيل وهذا احتلال متعسف وبدأت اسرائيل تغير الطبيعة السكانية والجغرافية في القدس والأراضي المحتلة وهذا شئ يجب أن يتنبه العالم له وأنا سعيد أن فلسطين أصبحت عضوا بمحكمة العدل الدولية والأمم المتحدة حيث أن هذا يعد عامل ضغط على إسرائيل.. ونحن دائما نطالب المسئولين الصينيين بأن يحذوا حذو الاتحاد الأوروبي بمقاطعة البضائع التي تأتي من الأراضي المحتلة ونحن نتحدث معهم في هذا الأمر وبدأت الجهود العربية تأتي بنتيجة إيجابية لدى الأصدقاء الصينيين. وحول دعوات إقامة علاقات شراكة اقتصادية مع الصين وسبل تحقيق هذا الهدف ومعوقات تحقيقه.. قال سفير جامعة الدول العربية لدى الصين إن هناك عدة طرق للتعامل التجاري والاقتصادي بين العالم العربي والصين وقنوات عدة أهمها المؤتمرات واللقاءات بين المستثمرين ورجال الأعمال والمنتدى الاقتصادي العربي الصيني.. والصين تستطيع أن تفتح المجال لرؤوس الأموال العربية وأن تزيد من الاستثمار الصيني المباشر في الدول العربية الذي مع الأسف لم يستطع أن ينمو بشكل مؤثر وواضح والدليل على هذا أن نسبة الاستثمار الصيني المباشر تصل إلى مائة مليار دولار في العالم كله ولكن عندما نأتي إلى الدول العربية فسنجد أن الاستثمارات الصينية المباشرة فيها قليلة. وأردف "ونحن نريد أن نزيد من هذه الاستثمارات ونشجعها من خلال مناطق التجارة الحرة في الدول العربية وقناة السويس الجديدة .. هذه الأشياء كلها أدوات ولكن الأهم هو تسهيل مرور البضائع والتعامل المصرفي والإنسيابية في التعامل التجاري سواء كانت بضائع أو رؤوس أموال". وأكد أن الصين تعول كثيرا على قناة السويس الجديدة في تقليل وقت نقل بضائعها إلى أوروبا، معربًا عن ثقته في أن تلك القناة ستؤثر كثيرا وبالإيجاب على التجارة العالمية. واستكمل "إننا نعمل الآن على شراكة بين شركات عربية وصينية وهم متميزون في مواضيع البناء والتشييد والبنية التحتية وبناء الطرق والجسور".