قال سفير جامعة الدول العربية لدى الصين غانم الشبلى، إن على الدول العربية والصين تعزيز تطوير العلاقات التقليدية وتوسيع مجالات التعاون بينهما، بناء على النجاحات التى حققها الجانبان. جاءت هذه التصريحات خلال مقابلة خاصة أجرتها معه وكالة أنباء الصين الجديدة (شينخوا) قبيل زيارة الرئيس الصينى شى جين بينج لمنطقة الشرق الأوسط، حيث أشار إلى أن زيارة الرئيس شى ستعزز وتدفع العلاقات الصينية العربية بصورة عامة وتحقق نتائج مثمرة فى شتى المجالات . وقال السفير إن العلاقات الصينية العربية علاقات استراتيجية صحية بنيت على أساس الصداقة والشراكة إذ يرجع تاريخها إلى أكثر من ألف سنة، لافتاً إلى ما تشهده هذه العلاقات من تطور مستمر ولا سيما خلال السنوات الأخيرة، خاصة خلال ال10 السنوات الماضية. وأشار الشبلى إلى زيارة الرئيس الصينى السابق هو جين تاو إلى مصر فى عام 2004، حيث زار مقر جامعة الدول العربية بالقاهرة، كما أطلق مع الجانب العربى آلية المنتدى الصينى والعربي، التى تعتبر منصة يعمل من خلالها المجتمع العربى والصين على تعزيز التعاونات والتبادلات على المدى الطويل. وعلى المستوى التجارى والاقتصادي، قال السفير إن حجم التجارة بين الصين والدول العربية يتجاوز أكثر من 250 مليار دولار أمريكي، بزيادة ضخمة عما كان عليه الوضع قبل عشر سنوات. أما على المستوى الثقافى والتعليمي، فإن عدد الجامعات التى تدرس اللغة العربية يزداد فى أنحاء الصين. وفى المقابل، تظهر فى العالم العربى المزيد من معاهد كونفوشيوس وأقسام تدريس اللغة الصينية. ولفت السفير إلى ما حققته الصين من طفرات كبيرة فى جوانب مختلفة تتنوع بين قوة الإنتاج إلى أسلوب حياة الشعب، قائلا إنه عندما زار الصين فى عام 1980، لم يجد سيارات فى الشارع وكان الناس كلهم يركبون الدراجات. لكن وبعد 35 سنة فقط، تغير كل شيء . وأصبحت الصين تحت قيادة الحزب الشيوعى الصينى جزء مهما من المجتمع الدولى والحضارة العالمية عن طريق الإصلاح والانفتاح. وقال السفير: "أشجع جميع الدول العربية على أن تتخذ من الصين كمثل وأن تتعلم من خبرتها الخاصة، اذ تتمتع هذه الخبرة بمرونة تتماشى مع الوقت وظروف التطور بصفة عامة"، مشيراً إلى أن تجربة دولة ما للتطور قد لا تناسب دولة أخرى نظراً لاختلاف الأوضاع والظروف الخاصة التى تميز كل بلد عن الآخر، فالعرب لهم تقاليدهم وثقافاتهم، إلا أن عليهم فى ذات الوقت أن يعززوا من تواصلهم مع الإخوة والأصدقاء فى العالم لتحقيق المزيد من التطور فى مجتمعاتهم. وحول مبادرة الرئيس الصينى لبناء حزام طريق الحرير الاقتصادي، وطريق الحرير البحرى للقرن ال21، وصف السفير المبادرة بالفكرة الممتازة والحكيمة، التى تسعى إلى إحياء طريق الحرير القديم الذى كان شاهداً ونموذجا رائعاً وناجحا للتبادلات التجارية والثقافية بين الصين والعالم فى التاريخ. وأكد أن مبادرة الحزام والطريق ليست مجرد فكرة فحسب، بل إنها خطة واسعة تعود بفوائد مادية ومعنوية على الدول المعنية، وخاصة الدول الأقل نموا بما فيها الدول العربية، مشيرا إلى أن انشاء بنك استثمار البنية التحتية الآسيوى يقدم دعما ماليا فى تنفيذ هذه المبادرة من خلال دفع بناء البنية التحتية مثل الطرق والقطارات والجسور بين دول الحزام والطريق. وحول زيارة الرئيس الصينى إلى الشرق الأوسط، ذكر السفير أن هذه الزيارة تعد أول زيارة رسمية للشرق الأوسط بعد تولى شى منصبه كرئيس الصين، ولذلك فإن الزيارة ستتسم بمغزى مهم وصدى كبير بين العالم العربى والمجتمع الدولي، وأعرب عن أمله بأن تحقق الزيارة ثمارا كثيرة من خلال تبادل وجهات النظر بين القادة وتوقيع الاتفاقيات العديدة فى مختلف المجالات. وشدد السفير على أن مصر كأكبر دولة عربية سكانيا ودخلت إلى مرحلة جديدة بعد سنوات من عدم الاستقرار، وهى مستعدة الآن للتعامل مع الصين. كما أنها مجتمع شاب متحمس للتواصل والتعاون مع دول العالم سعيا لتحقيق المنفعة المشتركة. وشدد الشبلى على أهمية شريحة الشباب التى توجد فى المجتمع العربى ومن ضمنه المجتمع المصرى الذى يحتل الشباب فيه حوالى سبعين بالمائة من حجم سكانه، حيث يتحلى بإمكانيات هائلة فى التطور الاجتماعى والاقتصادي. وفى الوقت نفسه، أشار السفير الشبلى إلى ما يمتلكه العالم العربى من سوق واسع من المواد الأولية، حيث يمكنه أن يستوعب بسرعة فائقة التكنولوجيا والصناعات بالتعاون مع الصين. وتتمتع الدول العربية بقرابة أربعمائة مليون مستهلك من حيث سكانها، فى حين يوجد فى دول الخليج رأسمال كبير يمكن العمل به مع الصين فى مجال الاستثمارات. وفى الختام، أعرب السفير عن شكره للصين على مواقفها النبيلة إزاء قضايا الدول العربية آملا فى أن تلعب الصين دورا هاما فى الملفات والقضايا الدولية وأن يكون لها صوت أعلى فى الساحة الدولية. وقال "إن على الدول العربية والصين تعزيز تنسيق مواقفها فى المستقبل بما فيها القضية الفلسطينية ومسألة العراق وسورية وغيرها من المقضايا."