شارك وفد من دولة الإمارات العربية المتحدة برئاسة الدكتور ثاني أحمد الزيودي المندوب الدائم لدولة الإمارات لدى الوكالة الدولية للطاقة المتجدة "آيرينا" مدير إدارة شؤون الطاقة وتغير المناخ بوزارة الخارجية في أعمال المؤتمر الوزاري الأول حول الاقتصاد الأزرق والذي عقد بجمهورية موريشيوس يومي 2و3 سبتمبر الجاري برعاية ومشاركة "رابطة الدول المطلة على المحيط الهندي "IORA".. ولعبت الإنجازات الكبيرة التي حققتها دولة الإمارات في قطاع الطاقة المتجددة والأمن البحري والمحافظة على البيئة البحرية واستدامتها دورا بارزا في مناقشات المؤتمر التي ركزت على مجموعة من المواضيع والقضايا مثل سلامة واستدامة البيئة المتعلقة بالمحيطات والبحار بما في ذلك مصائد الأسماك والطاقة المتجددة واستغلال الموارد الطبيعية والسياحة والتجارة. وفي الوقت نفسه تم بحث الضغوط البيئية الكبيرة التي تعاني منها وتتعرض لها المحيطات والبحار خاصة بفعل تداعيات ظاهرة تغير المناخ والمتمثلة بارتفاع نسبة حموضة المحيطات نتيجة لزيادة امتصاص هذه المحيطات لانبعاثات ثاني أكسيد الكربون من الغلاف الجوي الناتجة عن الأنشطة البشرية وارتفاع مستوى سطح البحر وزيادة الظواهر الجوية وأحوال الطقس القاسية. وانصب اهتمام المشاركين في المناقشات والمداولات في اليوم الأول للاجتماعات على أربعة قطاعات احتلت الأولوية حيث تم التركيز على مصائد الأسماك والزراعة والطاقة المتجددة في المحيطات والموانيء البحرية والشحن إضافة إلى عمليات استكشاف قاع البحر والثروات المعدنية المتوفرة. وقد تمت بلورة مناقشات الخبراء إلى مسودة الإعلان الوزاري الذي تم إقراره واعتماده خلال أعمال المؤتمر الوزاري. وقال الدكتور الزيودي خلال العرض الذي قدمه إن المحيطات تزخر بالموارد والثروات الطبيعية التي تستفيد منها جميع الدول ولا يمكن الحفاظ على هذه الموارد والثروات ما لم نعمل ونتعاون معا يدا بيد لحمايتها والاستفادة منها. وأضاف أن دولة الإمارات تحرص دائما على المشاركة والتفاعل في المحافل والمؤتمرات والمبادرات والقمم الدولية إيمانا منها بأهمية بناء وتعزيز الشراكات الوثيقة وترسيخ التعاون المشترك للوصول إلى حلول ناجحة لضمان مستقبل مستدام. يأتي انعقاد هذا المؤتمر قبيل انعقاد مؤتمرين رئيسيين هذا العام من المنتظر يكون لهما تأثيرات كبيرة وانعكاسات هامة على المسائل المتعلقة بحماية وسلامة المحيطات والبحار وهما قمة الأممالمتحدة للأهداف ما يعد عام 2015 والتي تعقد خلال الدورة السبعين لأعمال الجمعية العامة للأمم المتحدة في وقت لاحق من هذا الشهر في نيويورك ومن المتوقع أن يعتمد قادة العالم خلالها عددا من أهداف التنمية المستدامة بما في ذلك الهدف المخصص تحديدا لحماية المحيطات والبحار. أما الحدث الثاني الأبرز فيتمثل في انعقاد مؤتمر الأطراف الحادي والعشرين لاتفاقية الأممالمتحدة الإطارية بشأن تغير المناخ " COP21 " و المزمع عقده في ديسمبر المقبل في العاصمة الفرنسية باريس ومن المتوقع أن يتم خلاله التوصل إلى اتفاق دولي جديد حول خفض انبعاثات غازات الدفيئة. وتشارك دولة الإمارات مشاركة فعالة وتضطلع بدور رئيسي في الاجتماعات والحوارات والمباحثات والمبادرات الدولية ذات الصلة كافة . واستعرض الدكتور الزيودي خلال المؤتمر بعض المبادرات والأنشطة والفعاليات التي تقوم بها دولة الإمارات بشكل فاعل ومؤثر لتحقيق ونشر مفهوم الاقتصاد الأزرق منها الدور المحوري الذي تلعبه دولة الإمارات في مجال تعزيز الاستدامة ونشر التقنيات النظيفة خاصة في الاستثمار في قطاع الطاقة المتجددة على الصعيدين المحلي والخارجي بما في ذلك برنامج المساعدات الخارجية التي تقدمها دولة الإمارات للدول المطلة على المحيط الهادئ لدعم مشاريع الطاقة المتجددة فيها.