سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
بالفيديو.. "البوابة نيوز" في أقدم سوق للأغنام بمصر.. منذ 120 عاما.. بائعو المواشي يتوافدون من كل المحافظات من أجل "الموسم".. والتجار: ذبح الإناث سبب ارتفاع أسعار اللحوم
هنا أقدم سوق لتربية وبيع المواشي بالسيدة زينب، والذي يصل عمره إلى أكثر من 120 عاما، حيث تجد أمامك رعاة الأغنام والبائعين منتظرين الرزق الذي عادة ما يأتيهم شهريا من خلال الجزارين أو الفنادق، أو غيرهم من التجار الذين يأتون للشراء ولكن مع قدوم الموسم يصبح للسوق طابع آخر، حيث يتوافد التجار من مختلف المحافظات لبيع المواشي جنبا إلى جانب التجار الأصليين القابعين في المنطقة. "أعمل في تجارة المواشي منذ 40 عاما" هكذا يؤكد الحاج صابر شلبي، مستنكرا السياسات الخاطئة التي تتبع داخل الدولة والتي من شأنها الإضرار بالثروة الحيوانية وتفاقم أزمة غلاء أسعار المواشي والخرفان، لافتا إلى أنه على سبيل المثال ليست هناك رقابة على ذبح "النتايه" أو "العزبة" أو النتاية من الخراف أو البهائم أو البتلو أو الضاني، الأمر الذي يؤثر على تناقص كمية المواشي وهو ما يؤثر في النهاية على ارتفاع الأسعار بصورة فجة ولتدهور الثورة الحيوانية، لافتا إلى أن مديرية التحرير كانت مليئة بتلك الأنواع من المواشي للحفاظ على النسل وزيادة أعدادها ولكن خلال الوقت الراهن لم يعد الأمر كما كان في البداية، مؤكدا ضرورة إصدار قرار ملزم من وزارة الزراعة على كل الجزارين بمنع ذبح الاناث وجمعها للمساعدة على التناسل على مستوى المحافظات وهو ما سيعيد كيلو اللحمة إلى 30 جنيها مرة أخرى وإلا فسيستمر الوضع على ما هو عليه وسيكون ذلك على حساب الثروة الحيوانية. وأضاف خلال لقائه مع "البوابة نيوز" أنه على ضوء تلك الظروف والأوضاع لا يمكن لوم الجزار الذي لديه عمال وصنايعية ولديه خسائر في الفاقد من المواشي التي تموت ولديه إيجار المحل ولديه علف الحيوانات وهو ما يجعله معذور في الأمر برمته. قائلا "الجزار غصب عنه" فهو يتسلم كيلو اللحمة ب60 جنيها وحينما يتم حساب إزالة العظام والدهون وحساب الصنايعية وما إلى ذلك يصل إلى نحو 15 جنيها أي أن الجزار هنا يربح 5 جنيهات فقط حينما يباع الكيلو ب80 جنيها وهو السعر في السيدة زينب. وأكد أحمد أبو العلا، أنه يمتهن تربية المواشي وذبحها في المجزر وبيعها حية وقطاعي عن والده الذي عاش حياته بتلك المهنة فورثها عنه، مشيرا إلى أن المنطقة معروفة بأنها من أقدم المناطق لبيع المواشي في مصر، قائلا " لما ابويا مات انا حبيت المهنة دي الناس القديمة قليلة مش كتيرة لأن اغلبها مات واحنا عيال الناس الحلوة بتاعت زمان". ولفت إلى أنه في ظل موجة الغلاء التي يشهدها السوق من عدم بيع للمواشي وغير ذلك ليس بيده أو بيد أحد من البائعين بالسوق أو الجزارين القيام بشيء حيال ذلك سوي انتظار الفرج والرزق، مشيرا إلى أنه من الممكن أن يظل شهرا كاملا لا يبيع خلاله غنم ولكن يأتي آخر الشهر ليقوم ببيع خروف أو خروفين، ومن الممكن 6 إلى 5 قائلا "هوا دا سوق الغنم وهيفضل سوق الغنم، ولو بعد 100 سنه عمرنا مش هنتغير نروح نسرق يعني" حيث لا يوجد مهنة أخرى يعمل بها. وأكد أنه يتاجر في كم محدد لا يتجاوز 10 خرفان، وحينما ينتهي من تلك الكمية يذهب لشراء المزيد من داخل المحافظات مثل الفيوم والصعيد وغيرها من المحافظات للحصول على أكل العيش، لافتا إلى أن أكثر الفئات التي تأتي للحصول على المواشي بالسوق الجزار وبعض المواطنين ولكن شهد ذلك تناقص خلال الفترة الأخيرة قائلا: "تكسب كتير حالك هيقف تكسب قليل تبيع كتير" مشيرا إلى أن الكيلو يباع هنا ب35 جنيها بما يعادل 2000 جنيها للخروف الذي يصل لأربعين كيلو جرام. وأضاف حمدي رمضان، تاجر مواشي، أنه يأتي خصيصا من سوهاج آخر 15 يوم لبيع المواشي والخرفان داخل السوق لما له من شعبية كبيرة في مصر ولكنه لا يمكن إغفال أن العام الحالي مختلف بعض الشيء عن كل عام من حيث الإقبال المتناقص على الشراء ونسبة البيع داخل السوق، لافتا إلى أنه يبيع العجول والخرفان حيث يصل كيلو اللحم من العجول 35 جنيها ويبدأ سعر المتوسط من 10 آلاف إلى 18 ألف جنيها على حسب حجم كل نوع مشيرا إلى أنه لا يعرف حلا لموجة الغلاء التي تضرب السوق قائلا: "الحل يعرفه ربنا". وأوضح جعفر طه، أن الغلاء على الكل وليس المواطنين فقط قائلا "أحنا بنجيبه من هناك أغلي عشان نبيعه اغلي"، لافتا إلى أنه كان يتم تحميل 15 سيارة من سوهاج خلال الأعوام الماضية المليئة بالخراف والمواشي أما خلال العام الحالي لم يتم إحضار سوي سيارة واحدة قوامها 46 رأسا من الخرفان و11 عجلا من العجول بسيارة أخرى ولم يتم الانتهاء من بيع تلك الكمية إلى اليوم، مشددا على ضرورة مواجهة انتشار عدوى الحمى القلاعية بين البهائم والخراف والماعز، ولا سيما مع انتشار الكثير من العدوى وانتقالها إلى البهائم.