العجوز "العتيقة" على حد وصفها، الصبية البشوش التي استوقفتنا لتحكي قصتها ومشوار كفاحها مع 6 من الأبناء، وسط الجريد والمنجلة، الزوجة الاصيلة التي بدأت رحلتها منذ عمر ال13 عاما منطلقة بجوار زوجها يدًا بيد في موكب الشقيانين بعد مرور عام فقط على زواجها، 36 عامًا من التعرض للخطر، تطلب توفير فرصة عمل لابنتها الصماء لتؤمنها من مجهول الغد. الحاجة "نعمات"، شيخة القفاصين بقرية "امياي" محافظة القليوبية 54 عامًا، الأم التي ربت وكبرت وعلمت 6 أبناء من بينهم ولد وبنت معاقان، اقتصرت أحلامها على طلب وظيفة لابنتها الصماء. بدأت رحلتها منذ37 عامًا، منذ أن تزوجت من شاب قفاص في عمر ال13 سنة، تقول: القرية كلها قفاصين ودي مهنتنا الوحيدة، ربنا كرمنى بأول عيل والعيشة كانت على أد الحال قولت لزوجي هخرج معاك وايد على ايد تساعد، وعام بعد عام ربنا كرمنا من وسع، معلقة بضحكة، بس مكرمناش بفلوس كرمنا بنص دستة عيال، منهم 2 صُم. وأضافت: علمت أولادي وشقيت على تعليمهم، كان كل حلمي حد فيهم يتوظف ويشيل نفسه؛ لكن كل اللي كان يخلص علامه يجي يركن جنبي في العشة ويشتغل في القفاصة. "مهنتنا دي قهرت العفريت، لما حب يتحدى القفاص قدر على كل حاجة إلا أنه يعرف يعمل قفص". وعن مساوئ المهنة قالت الحاجة نعمات: لقمة عيشنا مربوطة بالصحة، لو تعبنا يوم ما ناكلش ولو ريحنا نجوع وأنا بشتغل بالعرق، بالاجرة يعني، راضية والحمد لله بس ليّا طلب -وطلبت نعمات أن نغلق الكاميرات حياءً منها- ثم طالبتنا بتوفير وظيفة للبنت المعاقة التي لم تتزوج رغم كبر سنها. وقالت: خايفة إخواتها ينسوها وتتبهدل من بعدي.. نفسي توظفوها ينوبكم ثواب في أمكم نعمات.