سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
بين «الجريد» و«المنجل» حياتها.. الحاجة «نعمات» شيخة القفاصين التي قهرت «العفريت».. رحلة كفاح.. رسمت ملامحها على مدى 36 عام من العمل.. ام ل6 ابناء.. وجدة ل12 حفيد
رحلة كفاح عمرها 36 عاما قضتها في جلب الجريد وحمله وتقطيعه وتقصيفه، قسمت يومها بين بيتها الذي بنته دون أعمدة أو طوابق وبين كوخها الصغير الذي صنعته من البوص كي يقيها حرارة الشمس صيفا والأمطار شتاء، واتخذته ورشة للعمل، انها شيخة القفاصين بالقليوبية، الحاجة نعمات، ذات العقد السادس من العمر، التي افنت شبابها في مهنة من أصعب المهن وأخطرها على الرجال لا سيما النساء، ومازالت تعكف على مهنتها دون خجل أو كلل، ولم لا؟ وهي المهنة التي ربت 6 من الأبناء من بينهم 2 معاقين، رحلة من العناء والمثابرة بدأتها وأصرت ألا تنهيها إلا بمفارقتها للحياة. 60 عاما هو عمر العجوز التي لم تظهر عليها أيا من مظاهر الشيخوخة حيث ظهر وجهها الصبوح متهللا بالبشاشة والابتسام، من فرط ما تكنه بداخلها من رضا وقناعة وسلام نفسي وهي أم ل 6 من الأبناء من بينهم فتاة وشاب معاقين وأنها الجدة الحنون لأكثر من 12 حفيدا لم تعنف صغيرا منهم أو كبير وهي السيدة التي لم تفارق شفاهها الدعابة والمرح حتى انتهى معها حوارنا. يبدأ يوم الحاجة مع انطلاق اذان الفجر لتلبي نداء ربها ثم تنطلق نحو كوخها الكائن في قرية امياي، تلقى التحية على عمالها وتعد لهم الشاي وتجلس في المكان المعتاد وسط الكثير من الجريد والعصي التي جلبتها لتبدأ بها صناعتها الصغيرة التي لطالما اكفتها ذل الآخرين وينتهي مع غروب الشمس ورحيل الضوء بحلول المساء.