تناول كتاب الصحف المصرية في مقالاتهم، اليوم الأحد، عددا من القضايا المهمة التي تفرض نفسها بشكل تام على واقع المجتمع المصري . من جانبه ، قال الكاتب مكرم محمد أحمد في عموده “,”نقطة نور“,” بصحيفة “,”الأهرام“,” ما يزيد من غرابة إصرار الرئيس أوباما علي قصف سوريا أنه تحدث عن ضربة محدودة الأهداف والمدي والمدة الزمنية، ثم تكشف أخيرا خلال لجان استماع الكونجرس، أن الضربة يمكن أن تكون أكثر ضراوة، وأنها لن تقتصر علي إطلاق200 صاروخ توما هوك من المدمرات الأمريكية الاربع التي تربض خارج المياه الإقليمية السورية، ولكنها يمكن أن تنطوي إضافة إلي ذلك علي عملية قصف جوي تقوم بها طائرات الشبح التي تحمل صواريخ كروز وقنابل ثقيلة يتم توجيهها بالأقمار الصناعية . وأوضح الكاتب أن الهدف الرئيسي لأوباما ليس فقط عقاب بشار الأسد ولكن تقويض القدرة العسكرية لما تبقي من الجيش السوري النظامي، وضرب مراكز اتصالاته وقياداته، وإضعاف الفرق الأربع التابعة للحرس الجمهوري التي تشكل خطوط دفاع أساسية عن العاصمة دمشق، وحائط صد أمام قوات المعارضة المسلحة، خاصة مجموعات النصرة التابعة لتنظيم القاعدة التي تسيطر علي منطقة الغوطة القريبة من دمشق . وأضاف أن مكمن الخطر هو الإخلال بالتوازن الراهن بين المعارضة المسلحة وقوات بشار الأسد، والذي من الممكن أن يفتح الطريق إلي دمشق أمام قوات جبهة النصرة وكتائب الإسلام السياسي التي تسيطر على منطقة الغوطة، وهي أشد كتائب المعارضة المسلحة تنظيما وتسليحا وعدوانا رغم أنها لا تشكل أغلبية المعارضة المسلحة، ولو أن ذلك حدث فسوف تتقوض دعائم الدولة السورية وتنتشر الفوضى والدمار في كل منطقة الشرق الأوسط، ويتهدد بالانقسام العراق والأردن ولبنان, الجيران الثلاثة الأكثر تأثرا بالأزمة السورية . وقال الكاتب جمال الغيطاني في مقاله “,”عبور“,” في صحيفة “,”الأخبار“,” كالعادة، لم يحدث شيء ، وزارة الآثار تبلغ عن اختفاء سبع قطع نادرة من المتحف الإسلامي، بلاغ إلى النيابة يعقبه تحقيق صوري ثم ينطوي كل شيء إلى أن ننتبه على سرقة أخرى. وأوضح الكاتب أنه جرت سرقات كبرى في مجال الأثار الاسلامية غير مسبوقة، تابعت اختفاء منبر مسجد المارداني الذي تم تفكيكه بالكامل، ويعتبر من أندر القطع الغنية، ليس في مصر فقط، إنما في العالم الإسلامي كله . وأضاف قائلا “,” كتبت منبها في (الأخبار) وناشدت المسئولين عبر برنامج التليفزيون وحددت القطع الأثرية التي يمكن أن تسرق وسلمتهم قائمة بما أتوقع سرقته بالقياس إلى ما تم اختفاؤه فعلا، وجري ما توقعته، اذ تم تفكيك كرسي المصحف لجامع قايتباي، وجزء من اللوحة الرخامية في الجامع الأزرق، توالت السرقات وارتفع معدلها في الأثار الإسلامية، وكنت أشير دائما إلى دولة عربية تبني أضخم متحف للفن الإسلامي، بالطبع كنت أعني دويلة قطر، وطالبت بالانتباه إلى محتويات هذا المتحف وما سيعرضه، من أين لقطر بقطع الفن الاسلامي النادرة وتاريخها يخلو حتي من لوح خشب خام، غير ان المال يوفر كل شيء . وأردف قائلا “,” للأسف تشير كل الدلائل إلي تواطؤ علي مستوي عميق، فمنبر المارداني مثلا وكرسي مصحف قايتباي يحتاج تفكيكهما إلي خبرة فنية متخصصة لا تتوافر إلا في المشرفين ذوي العلاقة وقد جري التحقيق مع بعضهم بالفعل، حتي الآن لم تقم وزارة الأثار بإبلاغ منظمة اليونسكو بقائمة الآثار الإسلامية التي تم الاستيلاء عليها من المساجد والمواقع الأثرية، لقد وصل الأمر إلى الاستيلاء علي بعض العناصر النادرة من المقابر الخاصة بالأهالي، هكذا اختفت مظلة خشبية نادرة من مقبرة الخفير كنت أمر بها يوميا، وأكد أنه توجد خطة دقيقة لتجريد مصر من ميراثها الحضاري والذي تعرض لعملية نهب منظم بعد ثورة يناير ومازال مستمرا، وكل الدلائل تشير قطر التي تصدر إلينا الخراب والإرهاب وفتاوي القرضاوي والاستيلاء علي أنفس ما نملك بالتعاون مع أصحاب الذمم الخربة، لذلك انبه إلي ضرورة تشديد الحراسة علي مواقع الأثار الاسلامية النادرة ومراقبة هذا المتحف الضخم الذي سينشأ للآثار في بلد يخلو تماما من أي آثار . وفي صحيفة “,”الأهرام“,” وتحت عنوان “,”الباب العالي“,” قال الكاتب فاروق جويدة، اختلف المؤرخون والكتاب حول تاريخ الدولة العثمانية التي احتلت الدول العربية ونصف القارة الأوروبية مئات السنين. ولم يقتصر الخلاف بين الكتاب ولكن الشعوب أيضا لها آراء متناقضة لو سألت الشعب اليوناني عن الاحتلال العثماني فسوف يلعن اليوم الأسود الذي دخل فيه الأتراك اثينا.. وسوف تجد الإجابة نفسها حين تنظر إلي تاريخ الدولة العثمانية في مصر والشام فهي أطول فترات التاريخ ظلاما وتخلفا في هذه الدول وبرغم أن استاذنا د. احمد شلبي حاول في مجلده الضخم الدولة العثمانية المفتري عليها إنصاف الحكم العثماني، إلا ان هناك صفحات كثيرة سوداء لم يستطع إخفاءها.. ولكن الغريب في الأمر أن رئيس وزراء تركيا يحاول إحياء أسطورة الحكم العثماني ودولة الخلافة علي يد السلاطين ابتداء بالسلطان سليم الأول وانتهاء بالسلطان عبد الحميد مرورا على تقسيم الإمبراطورية العثمانية على يد القوي الكبري في بداية القرن الماضي . وتابع الكاتب “,” السلطان أردوغان يسعي لإحياء دولة الخلافة وعودة الاحتلال العثماني للدول العربية ولهذا شارك بقوة في الحرب ضد الأسد في سوريا، ومازال يتطلع إلى ضم أجزاء من سوريا إلى الإمبراطورية التركية ، وكانت عين أردوغان على القاهرة التي سقطت أخيرا في يد الإخوان المسلمين، لتحمل راية الجهاد مع حماس في فلسطين واليمن في الجنوب وسوريا في قلب الإمبراطورية . ورأى أن السلطان أردوغان يتصور أن التاريخ يعود للوراء، وأن والي مصر سوف يذهب إلى الأستانة ليقدم الجزية والخراج والهدايا والعطايا للباب العالي.. إن الرجل لا يعرف أن الباب العالي سقط منذ زمان بعيد، وأن آخر ما بقي للأتراك في مصر بقايا جمال شاحب توارثته بعض الأسر والعائلات وأن المسلسلات التركية، كانت مقدمة زكية لاستعادة ما بقي من تراث الأجداد في حياة المصريين.. أخطأ السلطان أردوغان حين تصور أن مسلسل حريم السلطان يمكن أن يعيد البيت العالي والعطايا والهدايا إلى الأتراك مرة أخرى.. هناك أشياء جميلة بقيت في ذاكرة المصريين حول الأتراك في مصر ولكن هذا لا يبرر عودة الباب العالي والطرابيش والخلافة العثمانية . وفي مقاله في صحيفة “,”الأخبار“,” أكد الكاتب جلال دويدار أن التجربة المريرة التي مر بها الوطن تحت ظل الحكم الإخواني الإرهابي، لابد أن تدفعنا إلى التصدي لكل محاولات المزايدة على إسلام مصر التاريخي الوسطي . لا مجال أبداً للنفعيين والمستغلين للتمسك الشعبي بالقيم الدينية ، هذا التحذير ضروري بعد معاناة المصريين من السقوط في كمين الحكم الإخواني الذي جعل من الإسلام سلعة لتحقيق أهدافه . وأضاف دويدار، لابد أن نستعيد حقيقة أن الشعب المصري ظل ولأكثر من ألف عام تحت رعاية وتوجهات الأزهر الشريف .. منارة الإسلام الوسطية الداعية والحامية للدين .. هذه المؤسسة العريقة كانت ومازالت سدا منيعا ضد الخروج على تعاليم الإسلام والانحراف برسالته لخدمة مصالح شخصية ودنيوية، علي ضوء هذا الواقع لم يكن غريباً أن يتعرض هذا الحصن الإسلامي وعلماؤه الذين يحتلون قمة التبحر في علوم الدين الصحيح للعدوان والسفالة من جانب جهال هذا الدين . وقال الكاتب، إن مشكلتهم وأعني قيادات جماعة الإرهاب الإخواني والمتشيعين لهم أنهم اتخذوا من الإسلام وسيلة للتربح الدنيوي والادعاء كذبا بالسعي إلي الحكم بشريعة الإسلام .. حاولوا بالخداع والتضليل تكريس هذا الضلال رغم أنهم كانوا يعلمون ويدركون أنه كان يجري تطبيق الشريعة بحذافيرها دستورياً وقانونيا، لم يكن من هدف لهم من وراء هذا الافتراء سوي إثارة الفتنة والتمكن من حكم مصر للقضاء علي هويتها الإسلامية والحضارية . من ناحية أخري ، لابد من التحذير من تلك العناصر الجاهلة بروح وجوهر الإسلام وحقيقة إسلامية أبناء مصر ، إن ما يقوم به هؤلاء ويدعون إليه هو محاولة للمتاجرة بالإسلام في مواد الدستور الجديد، مستغلين دعوة السماحة والمواطنة الشريفة التي نادت بها مبادئ ثورة 03 يونيو . أ ش أ