نجحت قوات الأمن السعودية في إلقاء القبض على أحمد المغسل قائد ما يسمى "حزب الله الحجاز"، والمتهم الرئيسي في تفجير سكن البعثة الأمريكية في الخبر (شرقي السعودية) عام 1996، بعد أكثر من 19 عامًا، من الهروب والتخفي في دول عدّة من بينها إيران والعراق. وكشفت مصادر أمنية، أن عملية القبض تمت في بيروت، بالتنسيق مع الأمن اللبناني بعد معلومات تفيد أن المغسل وصل إلى بيروت قادمًا من طهران. ولم تعلن وزارة الداخلية، رسميًا خبر القبض على المغسل البالغ من العمر (48 عامًا)، ولكن يتوقع أن تصدر بيانًا مُفصلًا خلال الأيام المقبلة، غير أن المصادر الأمنية، أكّدت أنه تم نقل المغسل بطائرة خاصة من بيروت إلى سجن الحائر في الرياض. وبقيَ المغسل، الذي تلقى تدريبه في طهران، مُتخفيًا منذ الإعلان عنه في قائمة المطلوبين أمنيًا، ويُعتقد أنه كان مُتواجدًا في إيران طيلة الفترة الماضية، وهو مطلوب أيضًا في الولاياتالمتحدة الأميركية. وكان "حزب الله الحجاز" أو "حزب الله السعودي"، الذي يقوده المغسل، يُخطط لكي يكون الذراع العسكرية لمنظمة الثورة الإسلامية في الخليج، وهي منظمة سياسية معارضة للنظام السعودي أسسها معارضون سعوديون، بدعم من إيران وسورية و"حزب الله" اللبناني. وانضم المغسل إلى الحزب مع مجموعة من رفاقه في حركة "طلائع الرساليين الشيرازية"، وبات قائد النشاطات العسكرية داخل الحزب، وسرعان ما نفذ الحزب عمليات عسكرية، مُستهدفًا المنشآت النفطية. وكانت أولى عملياته في عام 1978، ولكن السعودية لم تعترف، وقتها، بأنه عمل "إرهابي"، وتكرر الأمر بتفجير منشآت شركة "صدف البتروكيماوية" في مدينة الجبيل، وعلى عكس التفجير الأول تبنى الحزب التفجير الثاني، مؤكدًا قيام 4 من عناصره بالعملية. كما يعتقد أن الحزب كان مسؤولًا عن بعض الحوادث التي وقعت لدبلوماسيين سعوديين في بانكوك، وأنقرة، عام 1989. وبعد سنوات من التهدئة، قام الحزب بقيادة المغسل بأكبر عملياته العسكرية، في يونيو/حزيران عام 1996، بتفجير خزان كبير يحتوي على أطنان من مادة "تي أن تي" المتفجرة، بجوار مركز سكني كان فيه عسكريون أميركيون، ما أسفر عن مقتل 19 أميركيًا وإصابة المئات، وعرفت العملية فيما بعد باسم (تفجير أبراج الخبر). وكشفت التحقيقات التي قام بها الأمن السعودي عن تورط المغسل مع هاني الصايغ، وعبدالكريم الناصر (المسئول السياسي في الحزب)، وجعفر الشويخات. ورغم أن الأربعة هربوا إلى إيران، فسرعان ما عاد الشويخات إلى دمشق لُيقبض عليه، ولكنه مات في زنزانته قبل أن يُسلم للسعودية، أما الصايغ فهاجر إلى كندا التي قُبض عليه فيها وسلمته إلى السعودية. كما نجح الأمن السعودي، في تفكيك العديد من خلايا الحزب واعتقال الكثير من أفراده، إلى جانب تنفيذ حكم الإعدام بحق المسؤولين الأربعة عن تفجير شركة "صدف". وباعتقال المغسل، أخيرًا، باتت السعودية على أعتاب إغلاق ملف "حزب الله الحجاز"، ولم يتبقَ هاربًا سوى عبد الكريم الناصر، الذي تم رُصد مكافأة 5 ملايين دولار، لمن يدلي بمعلومات تؤدي إلى القبض عليه، ويعتقد أنه لا يزال مختبئًا في إيران.