- أنت المكسب الوحيد الذي عادت به الحياة عليّ.. وقد قرأتك من جديد وأقسم لك أمام الله إنك الوحيد الذي يعرف ماذا أريد - ريتشارد فاجنر. - نيتشه هو فكر الجبل.. فالأفق هائج عاصف؛ والسحب تتصارع كالجبابرة؛ وأديم السماء ينشق عن مزق كبير.. فتترقرق حقائق بعيدة، تحرقها نار الشمس البازغة... إن لفلسفته، التي تصورها في الأوكسجين والأوزون، خصائص تنفسية حقًّا؛ فلها من الأجواء العليا نقاؤها، وبها تزيد القوة الحيوية - ريمي دي جورمون. - كان نيتشه يغار من المسيح، يغار إلى حد الجنون.. وكان يعود إلى نيتشه وحده أن يعيد اكتشاف مسيح حقيقي وأن يبعثه من جديد من كفنه.. ولكن بدلًا من أن ينضوي نيتشه تحت لواء من يتفوق تعليمه على تعليمه اعتقد بأنه يكبر إذا ما جابهه - أندريه جيد. - هذا هو نيتشه وإنسانه الأعلى، الذي هو قوة متكبرة يسوقها هذيانها المتعجرف إلى القول بعبودية الجنس البشري وهوانه.. لصالح من؟ لصالح الإنسان الأعلى، الذي هو.. مجنون بائس يصرخ ويستهل بين أيدي الممرضين - أندريه سواريس. - أرجح الظن أن نيتشه لم يعرف صفة مرضه، لكنه كان مدركًا تمامًا لما هو مدين له به.. فمن خاصة هذا المرض أن يستحدث ثملًا تنداح فيه أمواج من السعادة والقدرة وتنتشي فيه قوى الحياة ذاتيًّا.. وقبل أن يغرق ضحيته في الليل العقلي ويقتله يمحضه تجارب وهمية من القدرة واليسر والوحي والإشراق.. ويقتاده إلى اعتبار نفسه أداة الإله ووعاء النعمة.. بل إلهًا متجسدًا - توماس مان. - من الممكن أن نجد لدى نيتشه بصدد كل حكم نقيضه.. فلكأن له في الأشياء رأيان.. وقد أمكن لمعظم الأطراف أن تختبئ خلف سلطته: الملحدون والمؤمنون، المحافظون والثوريون، الاشتراكيون والفرديون، العلماء المنهجيون والحالمون، السياسيون واللاسياسيون، أحرار الفكر والمتعصبون - كارل ياسبرز. - مع نيتشه تغدو العدمية نبوية.. وفيه تصير لأول مرة واعية.. وقد تفحصها وكأنها واقعة سريرية.. وقد شخَّص في نفسه ولدى الآخرين عجزًا عن الاعتقاد وزوال الأساس الأول لكل إيمان، أي الاعتقاد بالحياة.. وبدلًا من الشك المنهجي، مارس النفي المنهجي والتدمير النظامي لكل ما يحجب العدمية عن نفسها.. ومن يشاء أن يكون خالقًا، سواء أفي الخير أم في الشر، فعليه أولًا أن يكون هدًّامًا وأن يحطم القيم - ألبير كامو. - اعترض نيتشه على المسيحية لأنها هي السبب لما اسماه "أخلاق العبيد".. وعنده أن المسيحية منحلة ومفعمة بالعناصر المفسدة العفنة.. ومنكرة لقيمة الكبرياء والاختلاف والمسئولية العظمى والنزعة الحيوانية الرائعة وغرائز الحرب وتأليه العاطفة والثأر والغضب والشهوانية والمغامرة والمعرفة، وكلها عناصر خير تقول عنها المسيحية إنها شر - برتراند راسل. - نيتشه مؤسس اللاعقلانية في المرحلة الأمبريالية.. وربما كان، في تحليله السيكولوجي للحضارة وأفكاره الجمالية والأخلاقية، الممثل الأكثر موهبة والأغنى بالتلاوين لوعي المشكلة المركزية والظاهرة الأساسية لتاريخ بورجوازية عصره: الانحطاط - جورج لوكاش.