سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
"بلاها لحمة" وماذا بعد؟.. أزمة ارتفاع أسعار اللحوم تشتد وتوقعات باستمرارها في عيد الأضحى.. السيد: "الحل عدم ذبح البتلو".. الديب: العرض أقل من الطلب.. والأهالي: "مبنحبش الفراخ"
تشتد أزمة ارتفاع أسعار اللحوم، وسط توقعات باستمرارها مع اقتراب عيد الأضحى وهي المناسبة التي يكثر فيها عمل "الجزارين" وذبح الأضاحي، ووصل سعر كيلو اللحمة في بعض المناطق إلى 100 جنيه، وهو ما رفضه المواطنون الذين قرروا مقاطعة اللحوم خصوصا في الصعيد. ودشن عدد من مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي حملة "بلاها لحمة" على "فيس بوك" لتعميم تجربة المقاطعة على نطاق الجمهورية، لإجبار الجزارين على خفض الأسعار، وسط مطالب دائمة بتدخل الدولة لكبح جماح هذا الغلاء المجنون. "البوابة نيوز" استطلعت الموقف لتقصي أمر زيادة الأسعار، وكذا انطباع الأهالي في هذه الأزمة. قال عبد العزيز السيد، رئيس شعبة الثروة الداجنة بغرفة القاهرة التجارية، إن السبب الاساسى وراء الأزمة الحالية هو ارتفاع تكاليف الإنتاج لدى المستهلك، على حد قوله. وأضاف السيد: "هذه المشكله منذ عام 2010، كان الإنتاج يتجاوز 11 مليون، ولكن في الفترة الحالية أصبح نحو 9 مليون فيما أقل، فالفارق نحو 2 مليون برغم من الزيادة السكانية المستمرة". وتابع السيد أن الحل لهذه المشكله ليس المقاطعه قبل معرفه الجدوى منها، وانما عدم ذبح "البتلو" لفترة معينة حتى يحدث توازن في الثروة الحيوانية. وأشار السيد إلى أن حجم الإنتاج في السوق المحلى من الدواجن لا يكفى حاجة الاستهلاك مع مقاطعة اللحوم الحمراء، حيث يصل الإنتاج الحالى إلى نحو 1.7 مليون طائر يوميا، ويباع سعر الدواجن البيضاء ب 19 جنيها في المزرعة، والمعبأة ب 22 جنيها للكيلو. وفسرت سعاد الديب، رئيس جمعية حقوق المستهلك، زيادة أسعار اللحوم بأن المعروض قليل في مقابل حاجة المستهلك، بجانب قرب حلول عيد الاضحى المبارك، "فالتجار يحاولون زيادة أسعارهم تدريجيا حتى يصلوا في النهاية إلى السعر المطلوب"، حسبما تقول. وطالبت الديب بأن تتخذ الدولة موقف واضح بشأن هذا الغلاء، وذلك باستيراد أنواع جديدة من اللحوم للجمعيات حتى تنافس أسعار التجار فيتراجعوا عن موقفهم، وأضافت انها تؤيد حملة "بلاها لحمه" قائلة إن الغالبية العظمى يجب أن تقابل موقف الزيادة غير المبررة والعشوائية في سعر اللحوم بالرفض. من جانبه، أشار هيثم عبد الحميد، نائب رئيس شعبة القصابين، إن المشكلة تكمن في عدم وجود تنمية للثروة الحيوانية في مصر، قائلا انها في طريقها للانقراض، والدليل على ذلك أن الإنتاج المحلى يمثل نحو 40% والمستورد 60%، إضافة إلى التكاليف الباهظة لتغذية الحيوانات. وقدم عبد الحميد خطه قصيرة المدى عبارة عن "كتاب عام الأمن الغذائى"، تشارك فيه جميع الدول لاعادة الثورة الحيوانية من جديد، وخطة طويلة المدى بأن نتوقف عن ذبح العجول لمده 6 أشهر، حتى تستعيد الثورة الحيوانية قوتها، ويكون في المقابل هناك خطة واضحة باستيراد عجول من الخارج ليبعها إلى الجزارين في ذلك الوقت. وأضاف عبد الحميد أن الأمن الغذائى بأكلمه لا يتناسب مع الدخول الموجودة، فالمرتبات ضئيلة جدا والسبب يرجع إلى قله الإنتاج، مطالبا بضرورة وجود سوق عربى مشترك يجمع مابين مصر والسودان لاستثمار الثورة الزراعية والحيوانية بالسودان. وفي الشارع، قالت نادية عمر، 62 عاما، ربة منزل، من منطقة الطالبية هرم، إنها تمتنع عن شراء اللحوم لأن كيلو اللحمة ب 85 جنيه يستخدم في وجبة طعام واحدة لاسرة مكونة من 4 أفراد وهو نوع من التبذير والافتراء، على حد قولها. وأضافت "نادية" انها تشترى اللحم المفروم المستورد فقط لأنه أقل سعرا ولا يختلف عن البلدى، بجانب الاعتماد بشكل اساسى على شراء الاسماك والفراخ بسبب توسط سعرها مابين 30 إلى 35 جنيه، مشددة على أنه إذا كان الأمر بيدها فلن تشترى الفراخ كذلك قائلة: "ياريتها فراخ بلدى دى فراخ مليانة هرومونات مش حاجة صحية". ورفضت امانى الشربينى، ربة منزل، شراء اللحوم في هذه الفترة لأنها تعتبرها "جشع واستغلال" على حد قولها، وكذلك لا تشتري الدواجن لأن أفراد اسراتها لا يفضلونها، ولكن تعتمد في وجباتها على بعض اللحوم الحمراء الاخرى ك "اللحم المفروم والبوفتيك" فقط لحين رخص أسعارها مرة أخرى.