أكدت الجامعة العربية أن حملة مقاطعة إسرائيل والتضامن مع الشعب الفلسطيني سجلت نجاحا قويا خاصة على المستوى الدولي في ظل تصاعد السخط الدولي على الاحتلال وممارساته العنصرية. وقالت الجامعة العربية في التقرير الذي عرضه " قطاع فلسطين والأراضي العربية المحتلة" أمام المشاركين في المؤتمر ال89 لضباط اتصال المكاتب الاقليمية لمقاطعة إسرائيل الذي بدأت أعماله الثلاثاء الماضي برئاسة الأمين العام المساعد لشئون فلسطين والأراضي العربية المحتلة السفير محمد صبيح في مقر الجامعة العربية، أن حملة المقاطعة تتصاعد وتتسع رسميا ويتواصل تأثيرها في شتى المجالات، حيث باتت تشكل أرقا لحكومة الاحتلال الإسرائيلي التي اعتبرت انتشار حملة المقاطعة تهديدا لوجودها. وبين التقرير، أن العالم يشهد تضامنا كبيرا مع حركة المقاطعة وفرض العقوبات على إسرائيل وعزل مؤسساتها وشركاتها المتواطئة في انتهاك القانون الدولي وهي مستمرة حتى أنهاء الاحتلال ونظام الفصل العنصري وتفكيك المستوطنات وجدار الفصل العنصري وعودة اللاجئين الفلسطينين إلى ديارهم. وأكد، أن إسرائيل تحارب بشتى الوسائل حركة المقاطعة من خلال اللجوء إلى الولايات المتحدة الأمريكة وتقديم مشروع " قانون يمنح إسرائيل مكانة اقتصادية خاصة وحمايتها من العقوبات"، وتارة أخرى مصادقة المحكمة العليا الإسرائيلية على قانون محاربة المقاطعة ورفضها الالتماسات المقدمة من قبل منظمات حقوق الإنسان والذي سنه الكنيسيت الاسرائيلي عام 2011 وهذا يدل على افلاس النظام الإسرائيلي بحكوماته المتعاقبة، واعتراف بالإنجازات التي تحققها حركة المقاطعة في معارك الرأي العام في العالم. وسجل التقرير أهم الإنجازات التي قامت بها حملات مقاطعة إسرائيل خلال الفترة الماضية منها: - اقتراحات أوربية لفرض عقوبات على البنوك الإسرائيلية بسبب نشاطاتها واستثماراتها في المستوطنات المقامة في الضفة الغربية مما أثار لهذه البنوك حالة ذعر أدت إلى هبوط أسهمها بنسبة 2.5 % تقريبا. وقال التقرير، أن البرازيل ألغت عقدا ضخما مع شركة إسرائيلية للألعاب الأولومبية لعام 2016، حيث استثنت الحكومة البرازيلية شركة " أمية" الإسرائيلية من العمل في اكتوبر 2014 في الاولومبياد في مدينة ريو دي جانبيرو البرازيلية، وذلك بعد حملة قام بها نشطاء متضامنين مع القضية الفلسطينية. وأوضح، أن الخارجية الأمريكية أبلغت إسرائيل أنها لن تحمي منتجات المستوطنات من حملة المقاطعة، وأنه سيكون صعب حماية المنتجات كون المستوطنات مقامة على أراضٍ محتلة وفق القانون الدولي، وذلك وفق صحيفة " هارتس العبرية". وأشار التقرير، أن شركة " اورنج الفرنسية" أعلنت سحب علامتها التجارية من اسرائيل وذلك بعد قيام شركة " بارتنر الإسرائيلية" في البناء على أراضي فلسطينية مصادرة وعلى ضوء ذلك أعلنت اورنج الفرنسية على أنهاء عقدها مع الشركة الإسرائيلية وعدم رغبتها في المساهمة بدعم اقتصاد المستوطنات والتي فسرت إسرائيل هذا العمل أنه رضوخ وضغوط من حركة المقاطعة ضد إسرائيل. وأكد التقرير، أن متحف اللوفر الفرنسي رفض طلب زيارة طلاب إسرائيليين من جامعات إسرائيلية، وذلك لتبادل الأفكار بينهما. وقال، أن هناك أحزاب بلجيكية أوصت بقرار عزل الشركات التي تدعم الاستيطان، وضرورة منع الشركات الداعمة للاحتلال الإسرائيلي من الربح في الأسواق البلجيكية كونها تساعد في قمع الشعب الفلسطيني على الحواجز وفي السجون الإسرائيلية. وأضاف التقرير، أن المقاطعة الأوربية على المنتجات الزراعية الإسرائيلية الخاصة بالمستوطنات تكبد إسرائيل 6 مليار دولار في عامي 2013 و2014 وذلك وفق صحيفة هارتس الإسرائيلية. وأكد، أن شركة KLB النرويجية والتي تعمل في مجال التأمينات قد سحبت استثماراتها من شركتين المانيتين لمواد البناء وذلك بسبب عملهما في المستوطنات المقامة بالضفة الغربيةالمحتلة لتأكيد أحقية الشعب الفلسطيني في التخلص من الاحتلال وإقامة دولته المستقلة، حيث تقوم اللجنة النرويجية لمقاطعة إسرائيل بجهود كبيرة لمنع الدولة من تصدير أسلحة إلى إسرائيل ومنعها من تصدير بضائع نرويجية نوعية لإسرائيل. وبين التقرير الذي عرضته الجامعة العربية على مؤتمر ضباط الاتصال لمقاطعة إسرائيل، أن مجلس النواب الأمريكي صادق في يوم 12-6-2015 على مسار لتسريع التوقيع على مشروع قانون " اتفاق تجارة حرة" بين الولايات وأوروبا يتضمن بندا يلزم دول الاتحاد الاوروبي بالامتناع عن فرض أي نوع من المقاطعة على بضائع إسرائيل لأن نابعة من دوافع سياسية. وقال التقرير، أن الاتحاد الأوربي سيبدأ قريبا بالعمل على وضع علامات على منتجات المستوطنات حيث كان الاتحاد قد جمد قراره بوضع هذه العلامة بضغط من الولاياتالمتحدةالأمريكية عام 2013 ولكن سيعيدها ويجدد القرار الذي وافقت عليه 13 دولة أوروبية. وسجل التقرير أيضا، أن حركة " حداش" الاسرائيلية اليسارية المعارضة أعلنت تأييدها لفرض مقاطعة دولية على الشركات العاملة داخل المستوطنات لأنها نوعا منالمقاومة المدنية المشروعة. وأضاف، أن حملة المقاطعة نجحت بنقل شركة مستحضرات تجميل من مستوطنة متسبي شالوم" وهي تعمل في أدوات مستخرجة من البحر الميت " أهافا" في اعقاب استمرار الحملات الدولية لمقاطعتها واغلقت فرعها في لندن. وأكد التقرير، أن إسرائيل تقوم بأسلوب جديد من التزوير حيث تقوم شركات إنتاج زراعي في المستوطنات المقامة في الأغوار الفلسطينية بخداع المستهلك الأوربي عبر تغيير مكأن إنتاج منتجاتها بحيث تكتب على عبوات أنتاجها انها من الأراضي المقدسة أو فلسطين والتي تعتبرها أوربا مخالفة للقانون الدولي، وكذلك بالنسبة لتصدير التمور والخضروات حيث تعبأ باسم شركات فلسطينية وهمية لكي تصدر إلى أوربا. وأشار التقرير، أن هناك تراجع الشركات ألفرنسية عن تنفيذ مشروع التلفريك " قطار القدس الخفيف" في البلدة القديمة في مدينة القدس حيث قدمت اعتذار عن العمل به، حيث أن بلدية القدس أقرت في وقت سابق أن يمر التلفريك من منطقة سلوان ومقبرة الرحمة وسيلامس سور المسجد الأقصى المبارك، مما يمس بارث الحضارة لمدينة القدس والمسجلة على قائمة التراث العالمي منذ العام 1982. وأكد التقرير، أن هناك أكاديميون وسياسيون وكتاب يهود مناهضين للاحتلال الإسرائيلي دعمهم لمقاطعة إسرائيل ويعتبرونها قانونية وشرعية وليست معادية للسامية داعين من خلال مشاركتهم في مؤتمر عقد في جامعة سيدني، إلى ضرورة تفعيل حملة المقاطعة ومضاعفة الجهود من كل الأطراف للضغط على إسرائيل لإنهاء احتلالها للأراض الفلسطينية ولفضح ممارسات إسرائيل العنصرية تجاه الشعب الفلسطيني الرازح تحت الاحتلال. وبين، أن نواب من الكونجرس الأمريكي قدموا مشروع قانون لحظر مقاطعة الاحتلال الاسرائيلي وفق صحيفة يدعوت أحرنوت، حيث أن الكونجرس يعد هجمة مضادة ل " تسونامي المقاطعة" من خلال تقديم مشروع قانون يمنح اسرائيل مكانة اقتصادية خاصة للولايات المتحدة ويحميها من العقوبات، مؤكدا أن هذا التحرك جاء بعد تنامي المستوطنات وسحب الاستثمارات وفرض العقوبات في كل انحاء العالم. وقال التقرير أنه مع تصاعد واتساع حملات المقاطعة، فقد أوقف محتجون غاضبون المباراة الدولية لكرة " الهوكي" على الجليد بين فريقي إسرائيل ونظيره الجنوب افريقي والتي استضافتها مدينة كيب تاون خلال بطولة العام للهوكي على الجليد حيث هتف عشرات المتظاهرين ضد تواجد الفريق الإسرائيلي في جنوب أفريقيا مطالبين بإنهاء المبارة فورا. وأضاف، أنه تم مقاطعة شركة G4s الإسرائيلية من قبل 20 شركة في جنوب افريقيا بسبب تقديم الأخيرة خدماتها الأمنية للمعتقلات والسجون الإسرائيلية بعقود بلغت 200 مليون دولار أمريكي. وأكد التقرير، أن هناك أكثر من 120 بريفسور يدرسون في جامعة نيويورك وهي كبرى المعاهد البحثية في الولاياتالمتحدة بيانا دعوا فيه إدارة جامعتهم لقطع أي شكل من أشكال العلاقات البحثية اوالاستثمارية من شركات تتربح من الاحتلال الإسرائيلي للأراضي الفلسطينية وطالبوا إدارة الجامعة بكشف عن محفظة استثماراتها ومقاطعة شركات تساهم في انتهاكات حقوق الإنسان في فلسطين. وأوضح التقرير، أن 700 فنان بريطاني أعلنوا مقاطعة الاحتلال الإسرائيلي حتى إنهاء الاضطهاد الاستعماري للفلسطينيين وفق صحيفة الغارديان، ومن بين الموقعين عليها الموسيقيان " برايان اينو، وريتشارد اشكروفت، والمخرج كين لوتش، والممثلة اليهودية مريام مارغوليس" رافضين أي دعوة مهنية من سلطات الاحتلال وأي تمويل من مؤسسات إسرائيلية . وأضاف، أن مؤتمر اتحاد العمال الايرلندي يطالب بإنهاء الاحتلال الإسرائيلي ومقاطعة المستوطنات من خلال انطلاق أعمال مؤتمر اتحاد عمال ايرلندا والذي يضم 750 ألف عامل ينتمون لأكثر من 58 اتحاد عمالي والذي يعقد كل عامين وبمشاركة سفارة دولة فلسطين في أعماله.