أعلنت وزارة الموارد المائية والرى، حالة الطوارئ، في جميع الأجهزة الفنية التابعة لها، والسد العالى وخزان أسوان، استعدادا لفيضان النيل الكبير، بعد ارتفاع مناسيب المياه في 5 مناطق بالسودان، وتعرض مناطق إقليم "بحر دار، ودير ماركوس وبيلاشا، وداكومى" في ولايتى نهر النيل والنيل الأزرق للغرق، وتدمير عشرات المنازل مع بدء موسم الفيضان. وأكد الدكتور حسام مغازى، وزير الموارد المائية والرى، أن السد العالى وخزان أسوان مستعدين لاستقبال مياه الفيضان الجديد، وكذلك مفيض توشكى الذي يستوعب أكثر من 100 مليار متر مكعب في حالة الفيضانات العالية التي قد تهدد السد العالى ومنشآته. وأوضح الوزير، أن الفيضان تبدأ تحديد ملامحه في مصر مع بداية شهر أغسطس من كل عام، ويستمر خلال شهرى سبتمبر وأكتوبر يأتى خلالها 75 % من حجم المياه الجديدة، ويتم رصدها عن طريق أجهزة الرى المصرى بالسودان وأوغندا لتحديد حجم الفيضان، ووضع قواعد تشغيل السد العالى، وحجم المنصرف يوميا من بحيرة ناصر، للوفاء باحتياجات البلاد وفقا لميزان مائى دقيق. في سياق متصل، أكد مصدر مسئول بوزارة الرى، أنه تقرر تأجيل اجتماع لجنة إيراد نهر النيل، إلى ديسمبر المقبل، لحين انتهاء ذروة موسم الفيضان، وذلك حتى تتمكن اللجنة من تحديد الملامح شبه النهائية لفيضان النيل، مشيرا إلى أن قواعد الملء والتفريغ للخزانات السودانية الجديد، وراء هذا التأجيل، لأنها تساعد في تحديد رحلة المياه الواردة منها إلى بحيرة السد العالى، والتي اختلفت توقيتاتها ومدتها عما كانت قبل إنشاء سد "مروى" وتعلية خزان "الروصيرص". وقال المصدر، أنه في حالة تخطى منسوب المياه في بحيرة ناصر 178 مترا، فإن اللجنة سوف تعقد اجتماعا طارئا لوضع سيناريوهات التعامل مع الفيضان، والذي يواكبه ارتفاع مخزون المياه بالبحيرة، مؤكدا أن النيل الأزرق يشهد حاليا أمطار غزيرة بمناطق إقليم بحر دار، ودير ماركوس وبيلاشا، وداكومى والتي يمكن التعامل معها باعتبارها بداية ذروة الفيضان للنيل الأزرق، الذي يمد مصر ب85% من حصتها المائية، البالغة 55.5 مليارات متر مكعب سنويا. وأوضح المصدر، أن ملامح الفيضان الجديد مبشرة، حيث تشير إلى احتمالات وصول كميات من مياه الأمطار إلى بحيرة ناصر مع الفترة القادمة، مشيرا إلى أن الخرطوم أعلنت عن إنشاء غرفة عمليات للدفاع المدنى بولاية نهر النيل، وأطلقت نداءات تحذيرية عاجلة لقاطنى الجزر وضفاف نهرى النيل وعطبرة، لاتخاذ أقصى تدابير السلامة للحيلولة دون وقوع المزيد من الخسائر في الممتلكات والأرواح جراء ازدياد المناسيب في نهر النيل، بسبب ارتفاع معدلات هطول الأمطار. وقال إن الفيضان أدى إلى وفاة 9 أشخاص، وإصابة 7 جراء انهيار مساكن على قاطنيها، مشيرًا إلى أن الأمطار التي ضربت ولاية نهر النيل الأسبوع الماضى، أحدثت أضرارًا وخسائر شملت دمار 45 منزلًا و35 مرفقًا حكوميًا، ونفوق نحو ألف رأس من الثروة الحيوانية.