أكدت فصائل وقيادات فلسطينية رفضها للقاءات مبعوث اللجنة الرباعية الدولية السابق توني بلير وحركة حماس، للتوقيع على اتفاق تهدئة طويلة الأمد مع الاحتلال الإسرائيلي في قطاع غزة. ووصفت الفصائل في تصريحات وبيانات منفصلة اتفاق حماس وبلير على التهدئة ب"التآمري".. محذرة من أنه يؤسس لعملية فصل الضفة الغربية عن قطاع غزة، وبمثابة ضربة للمشروع الوطني الفلسطيني ولوحدانية منظمة التحرير، وينسجم مع أهداف حكومة الاحتلال بمنع قيام دولة فلسطينية بحدود أراضي الرابع من يونيو عام1967. وقال المتحدث باسم حركة فتح أحمد عساف، في تصريحات صحفية اليوم الإثنين، إن اتفاق "حماس-بلير" هو خروج عن الإجماع الوطني والشرعية الفلسطينية، وهو تكريس للانقسام وفصل قطاع غزة عن بقية أراضي الدولة الفلسطينية، مشيرا إلى أن ما تريده حماس هو نيل الاعتراف الإسرائيلي بها على حساب المشروع الوطني الفلسطيني. وأضاف أن حماس غير مخولة ولا تمتلك الحق بالتحدث أو التفاوض باسم الشعب الفلسطيني، وبالتالي فإن نتائج مفاوضاتها مع دولة الاحتلال لن تلزم أحدا خصوصا أنها تضرب عرض الحائط بالثوابت الوطنية والحقوق الفلسطينية المعترف بها دوليا غير القابلة للتصرف وفي مقدمتها حق العودة وتقرير المصير وإقامة الدولة الفلسطينية وعاصمتها القدس. في السياق ذاته، كشف عضو المكتب السياسي للجبهة الشعبية لتحرير فلسطين كايد الغول عن رفض الجبهة لشكل التهدئة المطروحة مع الاحتلال، معتبرا أن التهدئة على طريقة حماس أمر سياسي خاطئ وضار بالقضية الوطنية الفلسطينية. وحذر الغول، في حديث لإذاعة موطني المحلية اليوم، من المخاطر السياسية الكامنة وراء مشروع (حماس- بلير) للتهدئة مع الاحتلال، مقابل ممر مائي لغزة تحت رقابة وسيطرة إسرائيلية، مشددا على توفير هذا المشروع، المناخ الملائم لإسرائيل لاستكمال فصل قطاع غزة عن الضفة الفلسطينية، واستكمال مشاريع الاستيطان في الضفة. وعلى الصعيد نفسه، حذر عضو المكتب السياسي لحزب الشعب وليد العوض من اتفاق "حماس- بلير"، قائلا إنه سيجعل قطاع غزة كيانا "غير معرف"، وينتزعه كجزء هام من أراضي دولة فلسطين، ويمكن له أن يمكن دولة الاحتلال من الطعن بقرار الجمعية العامة للأمم المتحدة الاعتراف بدولة فلسطين عام 2012، باعتبار أن جزءا مهما من الدولة الفلسطينية وهو (قطاع غزة) بات جزءا من حل إقليمي مختلف تماما عن حل القضية الفلسطينية. وأكد رفض حزب الشعب والفصائل الفلسطينية التي اجتمعت مع حماس الأسبوع الماضي لهذا المشروع، مشددا على ضرورة تصدي الشعب الفلسطيني بفصائله الوطنية والإسلامية، ومؤكدا أن حماس بحثت خلال لقاءاتها مع بعض الفصائل في غزة عن "شكل تجميلي" لهذا الاتفاق. وحذر العوض من مخاطر الاتفاق، قائلا: "هذا الاتفاق وفتح حماس لقناة تفاوضية منفردة بعيدا عن الكل الوطني الفلسطيني، هو ضربة لوحدانية التمثيل الفلسطيني، والتفاف على الدور المصري في القضية الفلسطينية، كما أنه يعالج أزمة قطاع غزة من خلال مفهوم التنمية وهذه رغبة إسرائيلية يسوقها نتنياهو منذ زمن عبر الحل الاقتصادي". الأمر نفسه مع عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير واصل أبو يوسف، الذي اعتبر اتفاق "حماس - بلير" ضربة للمشروع الوطني الفلسطيني ويصيب وحدانية تمثيل منظمة التحرير الفلسطينية بمقتل. وقال أبو يوسف في حديث إذاعي اليوم "هذا الاتفاق ينسجم مع أهداف حكومة الاحتلال بمنع قيام دولة فلسطينية بحدود أراضي الرابع من يونيو عام1967، ويكرس الانقسام، ويفصل قطاع غزة عن الضفة الفلسطينية". وأكد رفض الشعب الفلسطيني لأي اتفاق جزئي حسب أجندة فصيل معين، قائلا "هذا يفتح شهية حكومة دولة الاحتلال على التوسع وضرب المشروع الوطني الفلسطيني وتصفية القضية الفلسطينية". فيما وصف الأمين العام لجبهة النضال الشعبي عضو اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الفلسطينية، أحمد مجدلاني، مشروع "حماس- بلير" بالتآمري المتلاقي مع المشروع الإسرائيلي عند نقطة الدولة المؤقتة. واعتبر مجدلاني الاتفاق تجسيدا لمساعي إنشاء كيان سياسي ينهي القضية الفلسطينية والمشروع الوطني الفلسطيني، متهما حركة حماس بأنها تريد خلق شرعية أخرى موازية للشرعية الوطنية الفلسطينية التي كرسها الشعب الفلسطيني، الذي يرفض أي بديل عن منظمة التحرير الفلسطينية الممثل الشرعي والوحيد. وحذر من انعكاسات الاتفاق على إمكانية قيام دولة فلسطينية مستقلة في الضفة الفلسطينية والقطاع وعاصمتها القدس، مشيرا إلى خطورة فصل قطاع غزة عن الضفة الفلسطينية وإقامة كيان سياسي جديد للإخوان المسلمين في المنطقة. ونبه مجدلاني إلى تولية مجلس شورى حماس كبديل عن المؤسسات الدستورية الفلسطيني كالمجلس الوطني والتشريعي لإقرار اتفاق يجري من خلف ظهر الشرعية الفلسطينية ومؤسساتها الوطنية، ومن خلف ظهر الشعب الفلسطيني.