بقي مدة طويلة بلا ماء أو طعام.. والمتحدث باسم الكنيسة: «عريس السماء» والخطاب الديني المسيحي لا يدعو الشباب للرهبنة والدة مرقس ل«البوابة»: أحتسبه شهيدًا ولن نقاضي الكنيسة وابني اعتزل الحياة مبكرًا حصلت «البوابة» على معلومات تفصيلية حول وفاة راهب شاب بمحافظة المنيا (24 عامًا) يدعى «مرقس» فى اختبارات الرهبنة بدير الأنباء صموئيل. فى التفاصيل أن «مرقس» كان يجري «اختبار الجوع والعطش»، إذ قرر أن يختلى بنفسه فى صحراء الدير، حتى عثر رهبان دير الأنبا صموئيل على جثمانه بعد رحلة من البحث عنه، حيث كان يرتدى جلبابًا بنى اللون، وهو الزى الذى يرتديه الرهبان تحت الاختبار الذين يطلبون العيش فى الدير مدى الحياة، فيما أكدت الكنيسة على لسان المتحدث الرسمى باسمها، القس حليم، أن اختبارات الرهبنة لا تشمل السير فى الصحراء دون زاد ولا ماء، موضحًا أنها ثلاث مراحل، وهى الاختيار الطوعى للفقر، والبتولية، والسير على وصايا الكتاب المقدس. وقالت والدة «مرقس» ل«البوابة»، إنها تحتسب ابنها شهيدًا عند الله، مؤكدة أن الأسرة ليست لديها أية نية لمقاضاة الكنيسة. وأضافت أن ابنها اختار برضا كامل أن يسير فى الصحراء من أجل التقرب إلى الله ونيل شرف الرهبنة، واستشهد فى سبيل ذلك، وتابعت: «كنت أتمنى عودته للدير حيًا، وأن يعيش مع زملائه الرهبان فى حياة مقدسة لكن شاء الله أن يصطفيه شهيدًا». والدة «مرقس» قالت إن ابنها كان زاهدًا فى الدنيا، واعتزل أهله منذ فترة، وكان يتردد على الكنيسة ودير الأنبا مرقس بشكل مستمر، وعمل مؤخرا شماسًا بالكنيسة واختار طريقه، موضحة أن الأسرة رحبت بفكرة أن يكون راهبًا بالدير، ولم يمانعوا، بالعكس شجعوه، ولكن الأسرة قلقت عليه بعد أن خرج إلى الصحراء ولم يعد، حيث كان مقررًا أن يعود بعد أسبوع تقريبًا، لكنه مكث فى الصحراء لمدة أسبوعين وظنوا أنه بقي باختياره، لكن رهبان الدير بادروا بالبحث عنه فوجدوه جثة هامدة فى الصحراء. وفى الأوساط القبطية، دعا الناشط وحيد شنودة، إلى تنظيم وقفة احتجاجية داخل الكاتدرائية يوم 9 سبتمبر المقبل ضد اختبارات الرهبنة. من جانبه، قال القس بولس حليم، المتحدث باسم الكنيسة القبطية الأرثوذكسية، إن الشاب مرقس راهب عريس السماء، مضيفًا أن «الخطاب الدينى المسيحى لا يدعو الشباب للرهبنة فكل شخص حر فى اختياراته، وطالب الرهبنة لا أحد يجبره على ذلك فهو من يختار ذلك الطريق بمحض إرادته». وأشار «حليم»، إلى أن «كل راهب فى الدير يكون تحت إشراف مرشد روحى وأب اعتراف ومسئول من رئيس الدير»، لافتًا إلى أن «الشروط التى يجب توافرها فى طالب الرهبنة هى البتولية، أى عدم الزواج والفقر الاختيارى (الزهد)، وأن يكون حافظًا لوصايا الكتاب المقدس فضلًا عن شروط أخرى وهى أن يكون متزنًا نفسيًا ومثقفًا دينيًا وحاصلًا على مؤهل عال ولا يكون وحيد والديه».