أكد وزير الدولة لشئون الإعلام الناطق الرسمي باسم الحكومة الأردنية الدكتور محمد المومني، اليوم الثلاثاء، أن دعم برنامج الأغذية العالمي هو استثمار في أمن واستقرار منطقة الشرق الأوسط. ودعا المومني، خلال لقائه اليوم الثلاثاء - نيابة عن رئيس الوزراء الأردني الدكتور عبدالله النسور - مع المديرة التنفيذية لبرنامج الأغذية آرثرين كازين والوفد المرافق لها الذي يزور عمان حاليا، (دعا) البرنامج إلى وضع خطة عمل لدفع الدول المانحة من أجل توفير دعم وتمويل له. وأعرب عن قلق الأردن الكبير من تراجع التمويل للبرنامج، مؤكدا أنه لا يجوز ترك اللاجئين دون مدهم بحاجاتهم الغذائية ومتطلباتهم الأساسية، وأن على العالم أن يلتزم بواجباته الإنسانية والدولية وألا يترك الدول المضيفة لهم دون إسناد. وأبدى المومني استعداد الحكومة لمساندة الجهود التي يبذلها البرنامج تجاه القضايا الإنسانية في المحافل الدولية بهدف حث المانحين على دعم البرنامج، مجددا استغراب الحكومة من دعوة المجتمع الدولي للأردن باستضافة المزيد من اللاجئين السوريين، في الوقت الذي يتراجع فيه دعم الدول المانحة، وموجها الشكر للدول التي قدمت الدعم للأردن من أجل تحمل أعباء استضافتهم. ولفت المومني إلى التكلفة المباشرة وغير المباشرة التي يتحملها الأردن جراء استضافة اللاجئين، وتأثير ذلك على البنية التحتية وموارد المياه والطاقة والتعليم والصحة والاحتياجات الأمنية، مؤكدا على البعد الأمني والإنساني للبرنامج. وبدورها، قالت كازين، "إن البرنامج يبحث فرص الحصول على تمويل يمكنه من توفير المساعدات الغذائية لبعض اللاجئين السوريين بالأردن"، مشيرة إلى أن البرنامج سيستمر بتقديم القسائم الغذائية المعتادة للاجئين المتواجدين في مخيمات الزعتري والأزرق وحديقة الملك عبد الله وسايبر سيتي، والبالغة قيمتها 20 دينارا شهريا للفرد حتى نوفمبر القادم إضافة إلى توزيع الخبز اليومي. وأفادت بأن البرنامج سيقدم قسائم غذائية مخفضة بقيمة 10 دنانير (ما يزيد على 14 دولار أمريكيا) للشخص الواحد من الفئات الأكثر تضررا التي تقيم في المجتمعات المحلية، والبالغ عددهم 211 ألف شخصا.. كما سيوفر قسائم غذائية مخفضة بقيمة 5 دنانير (7 دولارات) للشخص الواحد للفئات الأفضل حالا في المجتمعات المحلية والبالغ عددهم 229 ألف شخص. وتطرقت كازين إلى بعض الحلول التي يمكن اللجوء إليها لحل مشكلة التمويل التي يواجها البرنامج من خلال اللجوء إلى القطاع الخاص وحث بعض الدول المانحة، مشيدة بالتعاون والمساندة الأردنية للبرنامج في جميع جوانب عمله بالمملكة. كان برنامج الغذاء - الذي يقدم معونة غذائية لنحو 6 ملايين شخص من السوريين واللاجئين شهريا - قد هدد مؤخرا بأنه إذا لم يتلق تمويلا عاجلا قبل بدء شهر أغسطس، فإنه سيضطر لوقف كل المساعدات للاجئين السوريين في الأردن والذين يعيشون خارج المخيمات. ويستضيف الأردن على أراضيه منذ اندلاع الأزمة السورية في منتصف مارس 2011 وحتى الآن ما يزيد على 630 ألف لاجئ سوري، فيما يقدر المسئولون الأردنيون عدد السوريين بنحو مليون و400 ألف من بينهم 750 ألف سوري موجودون قبل الأحداث ويطلق عليهم لاجئون اقتصاديون. يذكر أن الولاياتالمتحدة كانت قد أعلنت نهاية يوليو الماضي عن تقديم منحة إضافية إلى برنامج الغذاء قدرها 65 مليون دولار لتفادي قطع المعونة الغذائية عن اللاجئين السوريين، وقال البرنامج، في بيان له مؤخرا، إنه تمكن من خلال هذه المساهمة من مواصلة تقديم المساعدة خلال أغسطس الحالي من خلال القسائم الغذائية أو البطاقات الإلكترونية إلى 440 ألف لاجئ يعيشون خارج المخيمات في الأردن.