أمرت السلطات في جنوب شرق الصين اليوم الجمعة، بإجلاء المواطنين القاطنين بالقرب من السواحل حيث بدأت مقاطعة فوجيان بالفعل في عملية إجلاء نحو 5 آلاف شخص تحسبا من إعصار "سوديلور" الذي يسارع بالاقتراب من البلاد. كما أصدرت السلطات بفوجيان وبمقاطعة قوانغدونغ القريبة تحذيرات لجميع السفن والمراكب للعودة إلى الموانئ طلبا للحماية من الإعصار خاصة وقد بدأت الزوابع تظهر بالمنطقة منذرة بقرب وصوله. وفي ذات السياق أعلنت سلطات السكك الحديدية أن حركة القطارات بين شانغهاي والمدن الكبرى بكلا المقاطعتين ستتوقف خلال اليومين القادمين خاصة بعد أن زادت هيئة الارصاد الجوية الصينية من مستوى التحذيرات بالنسبة لدرجة خطورة الإعصار. هذا وكانت الحكومة المركزية الصينية حثت أمس السلطات بالمناطق الساحلية على أخذ جميع الاحتياطات اللازمة استعدادا لاستقبال اعصار" سوديلور" كما أعلنت المقاطعات الواقعة بشرق وجنوبالصين حالة التأهب القصوى. ومن المتوقع أن ينقض الإعصار على سواحل فوجيان ومقاطعة تشجيانغ المجاورة لها في وقت متأخر من الغد، حيث تقول هيئة الأرصاد أنه تم تسجيل مركزه على بعد نحو 910 كيلومترات إلى الجنوب الشرقي من منطقة هوالين بتايوان ظهر أمس بتوقيت بكين. ودعت اللجنة الصينية الوطنية للحد من الكوارث ووزارة الشئون المدنية الصينية حكومات المقاطعات بما في ذلك مقاطعات تشجيانغ وفوجيان وقوانغدونغ وكذا مدينة شانغهاى أن يتابعوا التطورات بالنسبة لحركة الإعصار عن كثب حتى يتمكنوا من وضع خططهم للطوارئ تبعا لذلك وأيضا أن ينبئوا المواطنين بأي معلومات أو تحذيرات في الوقت المناسب. وبحسب خبراء الأرصاد فإن التوقعات هي أن يتحرك الإعصار باتجاه الشمال الغربي بسرعة 20 إلى 25 كم في الساعة حيث سيزداد قوة قبل أن يحل على الساحل الشرقي لتايوان في فترة ما بين مساء اليوم وصباح الغد. ويحذر الخبراء من أن الإعصار سيكون مصحوبا بالأمطار الغزيرة والرياح الشديدة التي ستتأثر بها المناطق الساحلية والداخلية الممتدة من مقاطعة قوانغدونغ في جنوبالصين إلى مقاطعة تشجيانغ في الشرق في الايام القادمة. وقد عممت الهيئة الصينية للسيطرة على الفيضانات والاغاثة من الجفاف تحذيرا نبهت فيه على جميع السلطات المحلية المعنية باتخاذ كل الاحتياطات والتدابير اللازمة لمواجهة تلك الكارثة المتوقعة. كانت الصين تعرضت قبل منتصف شهر يوليو الماضى لإعصار "تشان-هوم"، والذي وصف بأنه الاضخم الذي شهدته البلاد منذ عام 1949 حيث ضرب سواحلها الشرقية متسببا في اضرار لنحو مليوني شخص منهم أكثر من مليون تم تهجيرهم، وفي خسائر مالية مباشرة تقدر بنحو 6 مليارات يوان (ما يقرب من مليار دولار أمريكي).