من داخل قصر المهندس جول جيشار ثاني رئيس لهيئة قناة السويس بعد فردينالد ديليسيبس، نظمت هيئة قناة السويس معرضا تاريخيا يحكي 156 عاما من تاريخ القناة، حيث كان جيشار يستخدم هذا القصر وقتها مقرا لإدارة ترانزيت الملاحة البحرية من هذا المبنى المطل على القناة في عام 1869. ويضم المعرض ستة قاعات عرض تحتوى على 200 نسخة من الأفلام التسجيلية عن القناة، وصورا فوتوغرافية ولوحات فنية ترصد مراحل أعمال حفر القناة وحفل الافتتاح، وهي لوحات نسخ من لوحات وصور ومخطوطات وخرائط نادرة منذ الفكرة الأولى للمشروع ومرورًا بالحفر وافتتاح القناة للملاحة العالمية في 17 نوفمبر 1869، وصورا لتوسعات القناة التي تجرى حاليا بحفر ازدواج قناة السويس الجديدة، إضافة إلى فترة التأميم وإعادة الافتتاح عقب حرب أكتوبر بحضور الرئيس الراحل محمد أنور السادات والرئيس الأسبق محمد حسنى مبارك والذي كان نائبا لرئيس الجمهورية في ذلك الوقت، وأيضا جزءًا من تطوير متحف تاريخى لقناة السويس في مقر قيادة القناة القديم. وتتناول قاعات المعرض حكايات كل فترة من تاريخ قناة السويس، مقسمة إلى قاعات هي الحفر والافتتاح والتأميم والتطوير والمقتنيات، وتضم المقتنيات التي كان يستخدمها الفرنسيون قبل تأميم القناة من أدوات المائدة وأجهزة راديو قديمة وعملات قديمة وطوابع قديمة، وتحتوى قاعة الحفر على جدارية التي كانت موجودة في معبد الأقصر لسنوسرت الثالث الذي حفر أول قناة تربط بين البحرين عبر نهر النيل، ومرورا بإعادة حفر القناة عقب الفتح الإسلامى لمصر، إلى جانب لجنة سان سيمون التي كانت مهتمة بفكرة حفر قناة تربط البحرين، وحتى بدأت أعمال الحفر في 25 أبريل عام 1859 والذي استمر لنحو 10 سنوات كاملة تم خلالها حفر 160 كم وهو طول المجرى المائى للقناة، فضلا عن ظروف العمل السيئة التي اتسمت بالسخرة وكيف كانوا يعيشون في خيام وسط الصحراء المقفرة في غياب أبسط مقومات المعيشة، والجِمال والحمير والآلات البدائية التي استخدمها المصريون في الحفر، حتى بدأ دخول الكراكات بآخر 4 سنوات من الحفر بعد وفاة مئات المصريين حتى مرحلة مرور مرحلة المراكب الشراعية داخل القناة. ويضم المعرض مجموعة من اللوحات المطبوعة التي تحكى تاريخ قناة السويس بالصور والماكيتات، وبعض المقتنيات والألبومات والأفلام الوثائقية القديمة والأفلام التسجيلية التي تؤرخ للقناة منذ الحفر وحتى الآن، إضافة إلى بعض من المجسمات المعدنية وأجزاء من الوحدات البحرية الخاصة بالسفن والكراكات، كما يحكى المعرض تاريخ رؤساء قناة السويس منذ عهد فرديناند ديليسبس وصولا إلى الفريق مهاب مميش، ومراحل تطوير القطاع المائى للقناة من 1200 متر إلى 5200 متر، وتاريخ طوابع قناة السويس منذ نشأتها وحتى الآن. يتميز المعرض بطابع معمارى فرنسى، مكون من طابقين ومغطى بقوالب القرميد الأحمر يرجع تاريخه إلى ما بعد حفر قناة السويس، حيث اتخذه الفرنسى" جول جيشار " مقرا لإدارة ترانزيت الملاحة البحرية من هذا المبنى المطل على القناة وذلك في العام 1869. ومن المقرر أن يتم ربط هذا المعرض بالمتحف التاريخى لقناة السويس، كما سيتم عمل مكتبة وثائقية تضم جميع الصور والمعلومات عن حفر قناة السويس الجديدة.و مع افتتاح قناة السويس الجديدة سيكون أمام المعرض فرصة لإضافة جناح جديد لاستكمال المعرض ولكن يجرى حاليا استكمال المعلومات للافتتاح، حيث يمتلك المعرض تصور كامل عن معرض يوثق لمراحل حفر قناة السويس الجديدة منذ بدء الحفر الجاف وحتى انتهاء مرحلة التكريك وحركة السفن بها، ومن المنتظر اختيار مبنى مجاور للمعرض الحالى لبدء العمل به.