أكد جهاز المخابرات الأفغاني أن زعيم حركة طالبان، الملا محمد عمر، مات قبل سنتين، وقال الناطق باسم المخابرات الأفغانية حسيب صديقي الأربعاء إن «الملا عمر توفي فى مستشفى بكراتشى فى إبريل 2013 فى ظروف غامضة». طالبان تؤكد أكدت حركة طالبان وفاة «أمير المؤمنين الملا عمر». وقبل إعلان الحركة وفاة زعيمهم اتهم الجهاديون الذين يؤيدون «طالبان» داعش بمشاركة الاستخبارات الأمريكية والأفغانية فى الترويج لخبر كاذب، يهدف إلى إسقاط شخص «الملا عمر»، ومحاولة استهدافه. وعلق «أبوعمر الفلسطينى»، أحد عناصر تنظيم جبهة النصرة فى سوريا: «ماذا فعلت يا أمير المؤمنين حتى تغيظ أمم الكفر والخوارج هكذا، حتى فرحوا بإشاعة مصدرها الحكومة المرتدة؟». وقال الحساب الجهادي الشهير «على بصيرة»، إن «الحكومة الأفغانية لم تكن لتجرؤ على إعلان خبر وفاة الملا عمر لولا المقالات والتشكيكات التى أصدرها عدد من أنصار وأتباع الدولة الإسلامية». ونقل ناشطون جهاديون على لسان «الملا قلم الدين»، الوزير السابق فى حكومة «طالبان» قوله، إن «الملا عمر لا يزال على قيد الحياة، ولا صحة لأنباء وفاته». الموت المتكرر كان الملا محمد عمر قد قاد الحركة إلى النصر على الميليشيات الأفغانية المنافسة فى الحرب الأهلية التى تبعت انسحاب القوات السوفيتية من أفغانستان. وكان تحالفه مع زعيم تنظيم القاعدة أسامة بن لادن هو السبب الذى دفع بالولاياتالمتحدة إلى غزو أفغانستان على رأس تحالف دولى فى عام 2001 بعيد هجمات سبتمبر فى نيويوركوواشنطن. وهرب الملا عمر آنذاك، فيما أعلن الأمريكيون عن مكافأة تبلغ 10 ملايين دولار لمن يقبض عليه. ودأبت الحركة على نشر رسائل قالت إنها منه بين الفينة والأخرى. وصدر آخر بيان نسب للملا عمر فى منتصف يوليو الماضى عبر فيه عن دعمه لمحادثات السلام بين طالبان وحكومة أفغانستان. لكن البيان صدر مكتوبا ونشر على الموقع الإلكترونى للحركة دون أن يكون مصحوبا بتسجيل صوتى أو فيديو وهو ما أجج شائعات وفاته. ويقول ديفيد ليون مراسل بى بى سى السابق فى العاصمة الأفغانية إن عدم وجود أدلة على أن الملا عمر مازال على قيد الحياة دفع كثيرا من القادة البارزين إلى إعلان الانشقاق عن الحركة والانضمام لتنظيم الدولة. واشنطن تأمل وتستعد للأسوأ ومن جانبها فإن الولاياتالمتحدة تأمل أن يكون هذا الخبر صحيحا، حتى يتسنى لها التخلص من أحد أهم وأخطر أعدائها فى العالم، لكنها لم تستطع تأكيد أو نفى الخبر، واكتفت بدعم مصداقيته فقط. وقال نائب السكرتير الصحفى للبيت الأبيض، إريك شولتز، خلال إيجازه اليومى الأربعاء، إن الإدارة لديها اعتقاد قوى بأن التقارير عن وفاة زعيم الحركة الإسلامية المتشددة «تبدو ذات مصداقية»، وأضاف أن أجهزة الاستخبارات تعمل على التأكد من تلك التقارير. وذكر خبراء أمريكيون فى تصريحات لشبكة «سى إن إن» أن واشنطن يجب أن تستعد للأسوأ مستقبلا، خاصة أنه إذا ما تأكد نبا موت الملا عمر فإن الحركة ستحاول شن المزيد من العمليات الإرهابية فى أفغانستان للتأكيد على استمرار وجودها وقوتها، وتصدرها للمشهد وزعامتها للتنظيمات الإرهابية هناك، خاصة فى ظل وجود منافسة من تنظيم داعش مؤخرا. صراع النفوذ مع داعش ودخلت حركة طالبان فى صراع مع داعش مؤخرا، امتد من صراع فكرى إلى صراع مسلح خاصة بعد انشقاق بعض قيادات طالبان وانضمامها لداعش ومبايعة أبوبكر البغدادي. واشتعل الصراع بعد بث رسالة منسوبة لعمر العام الماضى يهنئ فيها المسلمين بالعيد وختمها بكلمة أمير المؤمنين، واعتبر البغدادى هذه الرسالة إهانة له، خاصة أنه أعلن نفسه أميرا للمؤمنين. وشهدت حسابات على صلة بالمتشددين أو التنظيمات المسلحة على مواقع التواصل الاجتماعى والمنتديات جدلا ساخنا على خلفية التهنئة التى وجهها زعيم حركة طالبان ووقعها باسم «خادم الإسلام أمير المؤمنين» بعد أن حدد أسس السياسة الداخلية والخارجية ل«الإمارة الإسلامية» ما دفع البعض إلى المقارنة بينه وبين زعيم تنظيم الدولة الإسلامية بالعراق والشام «داعش» أبوبكر البغدادى. صفات الملا عمر وصفت حركة طالبان الأفغانية، زعيمها، الملا عمر، بأنه ظريف يحب الدعابة ويكره التظاهر، وذلك فى تقرير عن سيرته الذاتية نشرته على مواقعها. وجاء فى التقرير: «يتحلي الملا محمد عمر المجاهد إلى جانب صمته بصفة الظرافة والدعابة أيضا، ولا يتعالي على أحدٍ مهما كان أصغر أو أقلّ منه، وتعامله مع أصحابه تعامل حبٍّ و شفقة و إخلاص مفعم بالاحترام المتقابل، ومعظم حديثه فى مجالسه يكون عن الجهاد». وتابع التقرير: «يتمتع الملا محمد عمر المجاهد كشخصية قيادية بمواصفات خاصة، هو على العكس من المسئولين والقادة الكبار فى العالم يكره التظاهر، ولا يشتاق إلى الحديث مع الناس إذا لم تكن هناك ضرورة للحديث، إلا أن حديثه فى أوقات الضرورة يكون رصينًا ومدروسًا ومعقولاً».