سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
في ليلة "الوقفة".. حملة نظافة غير تقليدية.. نساء مصر يعلن حالة الطوارئ ب "جردل ومقشة ومساحة" ويرفعن شعار اخلع جزمتك على الباب.. الفتيات: مهمتنا في التنظيف كمهمة الشباب في التجنيد
حالة من الاستنفار المنزلي والطوارئ تعلنها نساء مصر، حيث لا صوت يعلو فوق صوت المرأة في هذا اليوم،" ليلة الوقفة "معركة التنظيف السنوية التي تبدأ فقراتها من العشر الاواخر في رمضان وتتجلي مظاهر العنف فيها في الليلة الأخيرة قبل العيد،صراخ وعويل وخبط ورزع وتكسير، استغاثات لله من الزوجات وشكاوى من الازواج، زوجات يتحولن لوحوش برية يتوعدن ازواجهم، ممن انزلقت قدمهم سهوا في جريمة "تلبيخ" الارضيات بالأحذية واضاعة الجهد العملاق المبذول، اما عن الرجال وردات الفعل المقابلة،فيصاب معظمهم في مثل هذا اليوم بحالة من الانكماش الجسدي والضآلة والضعف والسكون وتنخفض اصواتهم قهرا وعدوانا تجنبا لغضبة "هولاكو"، المفترس، الذي يصل غضبه في بعض الاحيان للتهديد بالضرب أو الطرد ومن ثم يتقهقر الأقوياء وينسحب النحفاء ويبدو جميع الازواج في هذه الليلة على قلب رجل واحد وهو الرجل "الكيوت". ليلة الوقفة، ليلة مقدسة لدى سيدات العالم، فالبنانيات ينشغلن بشراء ملابس للبيت والنوم والسوريات ينشغلن بشراء ملابس الأطفال اما نساء الخليج فينشغلن بعمل اكلات مختلفة احتفالا بآخر يوم، في الوقت الذي تجد المصريات، ربطن احزمة الأمان ولبسن ملابس الفليبينيات أو ربما تردي الزوجة بيجامة زوجها وتستعد لنسف الشقة وقلبها رأسا على عقب من قبل يوم الوقفة بأسبوع كامل. فنظافة البيت والمسح والكنس وغسل السجاجيد والستائر في ليلة الوقفة أهم من الاحتفال بالعيد نفسه واهم من وجود رب البيت لذا يطرد الرجال في ليلة الوقفة شر طردة من منازلهم. الذكور لهم الحظ الأوفر في هذا اليوم حيث يفروا من البيت الذي تحول لسيرك قومي، ويبدؤا رحلة المباحثات مع اصدقائهم كيف سيقضون أول ايام العيد وما هي الطرق الحديثة لاستجلاب "المزز" وفيمن سيفجرون الصواريخ والالعاب النارية ومقالبهم البهلوانية، خطط ومؤامرات للتحايل على الوالدين لزيادة العيدية وانهماك في التفكير في إذا ما كانت ستزيد هذا العام ام ستصاب بالبتر "هم ما بعده هم". اما البنات فهن الاسوأ حظا مع الامهات في هذا اليوم الذي تبدأ فيه رحلة الشقاء مع التاسعة صباحا من نهار رمضان، أثناء الصيام والجوع والعطش، حيث تقع الفتيات في يد امهاتهن ك "اسري حرب" و"سبايا" ومن هنا تخرج الام للبنت طقم شحاته محترم اوز تكون أكثر لطفا وتقدم لها بنطلون وتي شيرت من ملابس اخوها الاصغر القديمة، وتطالبها بالتحول. بالفعل تبدأ رحلة التحول لتري البنت اللطيفة الجميلة الكيوت وقد تحولت لأشكيف أو صبي بلية، ووضعت التي شيرت داخل البنطلون وقلبت شعرها للأمام على شكل قنبلة تعلو رأسها، وفي يدها اليمني الجردل وفي يسارها المساحة وفي عينيها دموع الحصرة على انوثتها ولسان حالها يقول سرا "ربنا على المفتري". المهندس محمود شريف زوج ورب اسرة بها 3 أطفال، من سكان زهراء مدينة نصر،عن تجربته مع هذه الليلة يقول، بصراحة بتعامل في هذا اليوم اسوأ معاملة وكأننا مخطوفين والله انا وولادي، زعيق وشخط ونطر وصريخ، اخلع الجزمة،امشي فوق الحيط،علق هدومك، دا غير اننا بنفضل جعانين لمدة يومين وبناكل بطاطس محمرة وجبنة في الصيام، ونتجمع كلنا في غرفة واحدة زي الرهائن ممنوع دخول الرسيبشن والمطبخ لحين انتهاء فترة "الحداد" قصدي العيد. وتابع شريف ضاحكا:ابن ابوه بقا من يعترض على فرمانات ماما "المفترية" طبعا كلنا بنقول حاضر ونعم من سكات والا العيد يتحول لغضبة وشغلانة ما يعلم بيها الا الازواج الغلابة امثالي. لما ذا يعاملن ازواجهم بعنف سؤال اجابت عنه مدام تقي قائلة: عنف ايه دا هما العنف نفسه، تبقي الواحدة طلعان عينها 10 ايام تنظيف ومسح ويجي هو يروح داخل بالحذاء على السجادة وقميص على السفرة وبنطلون في المطبخ ومج الشاي تحت السرير، مطالبة الرجال بتحمل المسئولية أو المشاركة في حملة التنظيف فالتنظيف تأديب وتهذيب وإصلاح. اما هبة سعد الدين 16 سنة، عن تجربتها مع ليلة الوقفة تقول: انا اتدلعت في بيت أهلي تقريبا 3 سنين واعتقد من 4 سنين وانا اشتغلت لماما "خدامة فلبينية" بس من غير اجر، وطبعا كله بالحب ومن غير ما" تأبجني"،وانا للأسف مضطره انفذ كل اوامرها وكأني مطلوبة للتجنيد،ولازم احول الشقة لعروسة والا لا فيها عيدية ولا خروجات، معلقة بسخرية "مجبر اخاك لا بطل". اما سارة سليمان17 سنة، من سكان مدينة نصر،فتقول، فالحقيقة انا عتقت من التنظيف السنة دي،بسبب حالة التوتر التي كنت عليها بسبب انتظار نتيجة الثانوية العامة، ورأفة بحالي ماما حبيبتي قامت بالليلة لوحدها متابعة: بس انا طلعت اصلي وحصلت على 92% ادبي، يعنى احسن من ألف ترويقة. اما مدام ايمان ام عاملة بالجهاز المركزي للمحاسبات،تفضل الاستعانة ب "ام محمد" زوجة البواب، لتعاونها في غسيل المفروشات والسجاجيد اما ترتيب الشقة فيكون من نصيبها، كي يكون قلبها مطمئن للنظافة، حسب ما ذكرت. في حين تعقد مروة سليمان اتفاقية مصالحة مشتركة مع والدتها، بمقتضاها تقوم مروة بتنظيف البيت مقابل 100 جنيه، وكدا انا كرمت ماما وعاملت تخفيض محترم، ما الشغالة بتاخد 200 جنيه دلوقت.