تهدد الفيضانات الناجمة عن انهيار محتمل لسد الفرات، الواقع قرب مدينة “,”الطبقة“,”، بمحافظة الرقة السورية، بغرق ثلاثة أقضية حدودية عراقية، تضم نحو مائة قرية بشكل تام، نتيجة كون سد “,”الحديثة“,” الذي سينقذ غرب العراق من الغرق يقع على بعد 200 كم من الحدود السورية - العراقية . وأفاد، مثنى إسماعيل، عضو مجلس البلدي لقضاء “,”راوه“,” الحدودي مع سوريا، للأناضول، بأن هذه الاقضية تشمل كل من “,”القائم“,” و“,”عانة“,” و“,”راوه“,”، التي تضم نحو 92 قرية ومجمعات سكنية على مختلف المساحات الأرضية المحيطة بهذه الاقضية، ويسكنها نحو 300 ألف نسمة، مشيرا إلى أن الكثير من هذه المناطق تقع على مرتفعات تصل إلى 20 متر عن مستوى البحر، وأن الدراسات التي أجرت على هذه المناطق، أثبتت أن ارتفاع منسوب المياه إلى 165 سنتمتر، سيوف يؤدي الى غرف قضاء راوه الذي يعتبر أعلى الأقضية الموجودة في المنطقة . أما، أياد الراوي، مدير الموارد المائية في الأنبار، فقد أكد للأناضول، بأنهم وضعوا خطة طارئة لمواجهة احتمال انهيار “,”سد الفرات“,” في سورية، الذي تدور بالقرب منه اشتباكات. واضاف بأن الخطة تضمنت تهيئة بحيرتي الحبانية في الفلوجة والقادسية في حديثة، والمسطحات المائية المنتشرة في الأنبار لاستيعاب السيول في حال انهيار السد . واضاف الراوي بأن مديرية الموارد المائية في الانبار، اتخذت التدابير اللازمة لإنقاذ السكان من الموجة المائية المقبلة من سورية، والحيلولة دون تضرر المنازل والأراضي الزراعية، وهذه التدابير للفيضانات المحسوبة، وإذا كانت هناك كميات غير محسوبة فمن الصعب السيطرة عليها. واعتبر أن “,”الموقع في مقدمة الحدود العراقية – السورية، وهناك معلومات بأنه بحدود 200 كم تقريبا، سيتضرر في حالة انهيار سد الفرات في دير الزور، لذا فأننا اتخذنا التدابير بشكل أن يستقبل سد الحديثة الموجة الكبيرة الآتية ويمتصها، ومن ثم يحولها إلى بحيرات المنطقة بحيث لا يؤثر على سكان المنطقة. وهنا الضرر سيكون على القرى الحدودية التي ما قبل السد “,”. وشدد الراوي بأن مديرية الموارد المائية في الأنبار جاهزة حاليا لأي طارئ محسوب، نتيجة الظروف في سوريا محذرا من شدة خطورة الأمر وقال: “,”لا نتمنى أن يحدث هذا الأمر، لأن الضرر سيكون كبيرا على سورياوالعراق، ولكن مع ذلك فاذا وقع أي خلل فإننا سنتصدى له من خلال سد الحديثة، حيث يمكن له ان يستوعب الموجة الاولية، ليتم تصريف المياه عن طريق هذا السد بكميات كبيرة، ومن ثم خزنها في بحيرتي الحبانية والرزازة ، وأن بحيرة الرزازة فارغة حاليا، ويمكنها استيعاب أية موجة تأتي من الطوارئ. وهي جاهزة لخزن كميات كبيرة من المياه تصل الى حدود 20 مليار متر مكعب، في هذه الحالة سيتم التصريف من سد الحديثة بحدود 2500 مكعب متر، بحيث لا يأثر كثيرا على نهر الفرات والساكنين على طول النهر في الجانب العراقي “,”. واضاف الراوي بأن التدابير المتخذة حاليا للفيضانات المحسوبة فقط، واذا كانت هناك كميات غير محسوبة وغير مقدرة، فمن الصعب عليهم انقاذ جميع سكان المنطقة. وقال: “,”هناك انباء بأن يرتفع منسوب المياه في حالة الانهيار الى 4 أمتار، فهذه الحالة تعتبر غير محسوبة بالنسبة لنا، لذا نحتاج الى تدابير اخرى لا نمتلكها حاليا “,”. إلى ذلك ، فأن هناك مصدر من دائرة مفتشية آثار الأنبار رفض ذكر أسمه اشار للأناضول إلى وجود مخاوف كبيرة في الدائرة على المواقع الأثرية في محافظة الانبار الغربية ويبلغ عددها 430 موقعا اثريا ومراقد دينية على عموم المحافظة وأن العشرات من هذه المواقع مهددة بالمحو في حالة انهيار سد الفرات بدير الزور . واشار المصدر بأن أهم المواقع الاثرية المهمة المهددة بالمحو هي مغارات أم الجماجم في حديثة، وتعود إلى الحقبة الهلنستية، التي تجمع النمطين الأشوري والهلنستي، حيث كان سكان القرى في هذا العصر يستخدمون المغارات في دفن موتاهم وحفظ نفائسهم، وقلعة عانة التاريخية، التي يعود تاريخها إلى العصر العباسي، وأعرب عن أمله أن تبذل السلطات العراقية المزيد من الجهود لحماية المواقع الأثرية من خطر الفيضان للحفاظ على الإرث الحضاري والتاريخي للبلاد . الأناضول