أحيانًا ترتبط التغذية السليمة والشاملة لكافة العناصر الغذائية بالنمو السليم والمناعة القوية، ومن ضمن العناصر المهمة في تقوية مناعة الأطفال والتي أشادت بها الأبحاث: البروبيوتيك، الزنك، والحديد. وأحيانا يرتبط في أذهاننا بأن الأشخاص الذين يعيشون في الأماكن الفقيرة، والذين عادة ما يعانون من سوء التغذية هم أكثر عرضة للإصابة بالأمراض المعدية، وذلك لتاثير نقص بعض العناصر الغذائية على جهاز المناعة وعمله. ولقد أظهرت بعض الدراسات أن نقص بعض العناصر الغذائية له تاثير واضح على عمل خلايا جهاز المناعة المختلفة، مثل: خلايا T، والبلاعم (الخلايا الاكولة) macrophages في الجسم، والتقليل من إنتاج بعض الاجسام المضادة. ومن هنا تظهر أهمية تناول بعض العناصر للجسم، وللصغار قبل الكبار. وإذا كنت من المهتمين بصحة أطفالك، وتبحث عن الطرق الطبيعية والأمثل لتقوية مناعتهم، فلقد أثبتت الأبحاث أن البروبيوتيك، الحديد، والزنك، ثلاثية متكاملة من العناصر الغذائية التي ستشكل الدرع الواقي لطفلك ضد الأمراض المختلفة، وستعزز نموه وصحته، واليك التفاصيل حول كل منها على حدة: البروبيوتيك Probiotics في تقوية مناعة الأطفال: تم تعريف البروبيوتيك Probiotics من قبل منظمة الصحة العالمية "WHO" ومنظمة الأغذية والزراعة "FAO"، على أنها كائنات حية دقيقة، والتي عندما يتم تناولها بكميات كافية تقدم فائدة صحية للمضيف. وتتواجد البروبيوتيك في القناة الهضمية للإنسان وتحديدا في الامعاء الغليظة، ووجد بأنه إذا ما تواجدت بكميات كافية فانها ستساعد على تعزيز مناعة الجسم،وتقديم العديد من الفوائد الصحية له، كما وبحسب قانون التنافس على النمو فان البروبيوتيك يساعد على موازنة الميكروفلورا Microflora "البكتيريا النافعة" في الامعاء، التي ستحل مكان الميكروبات الضارة، وتعديل البيئة في الامعاء وجعلها أكثر صحية. وفوائد البروبيوتيك ظهرت منذ القرون الماضية، زتحديدا من خلال الفائدة التي كانت تقدمها الالبان المخمرة، واما العلم الحديث فقد دعم واظهر المزيد من فوائدها، عن طريق مختلف الدراسات والابحاث التي اجريت عليها، ولعل من أبرزها ما يخص مناعة الأطفال وصحتهم. وتظهر أهمية مادة البروبيوتيك وفوائدها للأطفال، من خلال ما يلي: 1-الوقاية وعلاج الاسهال عند الأطفال وتقليل شدته ومدته. 2-محاربة التهابات الجهاز التنفسي. 3-الوقاية من الالتهابات البولية التناسلية Urogenital Infections. ولقد أشارت بعض الدراسات لاهميه دور للبروبيوتيك في الوقاية من الالتهابات الجلدية التاتبية atopic dermatitis. 4-تعزيز استجابة الاجسام المضادة في الجسم للقاحات. في دراسة فنلندية وجدت دور للبروبيوتيك في تعزيز الاستجابة للقاح فيروس الروتا Rotavirus، وهو الفيروس الأكثر انتشارا بين الرضع والأطفال. يلعب دور في الوقاية والعلاج من الحساسية عند الأطفال. ومن مصادر البروبيوتيك الطبيعية: اللبن الزبادي "الحليب المخمر"، المخللات، حساء الميسو، الاجبان، الكافيرا "الفطر الهندي". أهمية الزنك في تقوية مناعة الأطفال: عنصر الزنك من العناصر المهمة والضرورية جدًا للنمو والتطور الطبيعي والانقسام السليم للخلايا، ولاتمام عمليات حيوية مختلفة في الجسم، اذ يدخل في عمل ما لايقل على 200 انزيم، ومهم لعمل الهرمونات ولتطور الأعضاء التناسلية، وعمل غدة البروستاتا، والتئام الجروح. كما ويعتبر الزنك عنصر أساسي لخلايا الجهاز المناعي، اذ يؤثر نقص الزنك على قدرة وعمل خلايا T والخلايا المناعية الاخرى. ولهذا فمن المهم أن نضمن اخذ اطفالنا احتياجاتهم اليومية منه، ولكن بعض الدراسات اظهرت أن زيادة تناول الزنك قد يكون لها تاثير معاكس على وظيفة جهاز المناعة. والكمية الموصى بها من الزنك (RDI) للأطفال بحسب أعمارهم هي كما يلي: من عمر سنة - 3 سنوات: 3 ملجم / يوم من عمر 4-8 سنوات: 4 ملجم / يوم من عمر 9-13سنة: 6 ملجم / يوم وعادة ما يحدث نقص في عنصر الزنك في الجسم، الا في حالات سوء التغذية الشديدة أو وجود حالات طبية خاصة، اذ أن مصادره الغذائية عديدة، ويمكن أن يشملها النظام الغذائي اليومي، ومن امثلتها: اللحوم الحمراء، والدواجن، والكبد، والماكولات البحرية كالمحار، والالبان ومنتجاتها، والبذور والمكسرات، والحبوب الكاملة والبقوليات كالفول والعدس. وعادة ما يتم امتصاص الزنك من مصادره الحيوانية بشكل افضل من مصادره النباتية. ويترافق نقص عنصر الزنك في الجسم مع فقدان الشهية، وتاثر حاسة الذوق، ومشاكل تاخر في النمو لدى الأطفال، والتي قد تصل في حالات النقص الشديدة إلى الإصابة بالقزمة، ومشاكل في النضوج الجنسي، ونمو الأعضاء التناسلية. إضافة إلى تساقط الشعر والإصابة بالالتهبات الجلدية، والتهابات بالفم واللسان. أما عن الزيادة في تناول جرعات الزنك اليومية والتي قد تكون أيضا نادرة الحدوث، فهي قد تترافق باثار جانبية تشمل الغثيان، والتقيؤ، وترك طعم غير مرغوب في الفم، إضافة إلى تاثيره على مستويات المعادن الاخرى في الجسم كالحديد والنحاس، عن طريق إعاقة امتصاصها. وبهذا فان تناول جرعات زائدة من الزنك ولفترة الطويلة قد يترافق باعراض تشمل: فقر الدم، وضعف العظام، والحمى، والصداع، والاسهال والام البطن! أهمية الحديد في تقوية مناعة الأطفال: يحتاج الجسم عنصر الحديد لايصال الاكسجين إلى جميع خلايا الجسم. فهو مهم جدا لتكوين الهيموجلوبين في خلايا الدم الحمراء المسئولة عن هذه الوظيفة. ولتعزيز مناعة الجسم ظهرت أهمية الحديد التي دعمتها العديد من الابحاث، واتضحت العلاقة ما بين كون أطفال الدول النامية الذين يعانون من نقص الحديد بشكل أكبر من غيرهم، هم معرضون بشدة لخطر الإصابة بالأمراض المعدية! فالحديد يعتبرعنصر أساسي لأجل التطور الطبيعي لنظام المناعة في الجسم وتعزيز استجابته.وهو ضروري لتمايز الخلايا السليم ونموها. ويلعب دور مهم في تكوين العديد من الانزيمات واتمام مهامها، وتطوير خلايا المناعة المختلفة. ونقص الحديد في الجسم هو النقص الغذائي الأكثر شيوعا في انحاء العالم! فنجده يصيب الأطفال والفتيات في سن المراهقة. ويؤدي نقص الحديد في الجسم إلى انخفاض في عدد خلايا الدم الحمراء االتي ينتج عنها فقر الدم وما يرافقه من اعراض شحوب، ووهن، وضيق في التنفس، وضعف قدرة الجسم على مقاومة الأمراض والملوثات. والكمية اليومية الموصى بها للأطفال من الحديد (RDI) وبحسب اعمارهم، هي كما يلي: من عمر سنة - 3 سنوات: 9 ملجم / يوم من عمر 4-8 سنوات: 10 ملجم / يوم من عمر 9-13سنة: 8 ملجم / يوم واهم مصادر الحديد الغذائية: اللحوم الحمراء والكبد، والدواجن، والماكولات البحرية، والحبوب الكاملة والمكسرات، والخضراوات الورقية الخضار كالسبانخ والملوخية، والبقوليات كالعدس والحمص والفاصولياء، والفواكه المجففة كالمشمش والخوخ، والزبيب. أما عن الزيادة في كمية الحديد أو ما يعرف بالتسمم بالحديد فهي حالة نادرة في الجسم، وقد تحدث في حالة أخذ مكملات الحديد.