إعداد ياسر الغبيري إشراف سامح قاسم مسجد السلطان محمد بن قلاوون درّة معمار العهد المملوكي، وكأنك جزء من ملحمة تاريخية بطلها المعمار على النسق الإسلامي، تقابلك البوابة البديعة لمدرسة وقبة السلطان قلاوون وكأنها خازن لأسرار عصر ماض بسحره وامجاده، تذهلك دقة التصميم وإبداع العامل المصري في صنع منمنمات من النقوش الحجرية والرسومات الملونة على الجدران والأسقف التي ترتفع في علو مهيب، فميلاؤك الشعور بعظمة الأسلاف. تحمل لافتة معلقة على التحفة الفنية الكائنة في شارع المعز لدين الله الفاطمي، عبارة "مدرسة وقبة السلطان الناصر محمد بن قلاوون" ولحظة أن تطأ قدماك أرض الأثر ستشعر وكأنك في رحاب مدينة كاملة منسقة ومهندسة في براعة مدهشة. واجهة المجموعة من الخارج تتكون من قسمين، قسم يقع على يمين المدخل الرئيسي وهو واجهة المدفن والذي تعلوه قبة مميزة، تجاورها مئذنة ضخمة ذات ثلاث طبقات، أما القسم الثاني فيتكون من واجهة المدرسة التي تحتوي على عدة شبابيك مفرغة تتخذ أشكالا هندسية رائعة أسفل هذه الشبابيك طراز مكتوب عليه بخط النسخ المملوكي اسم المنشئ وألقابه، وعند دخولك من الباب الرئيسي يخطفك براح المساحة الشاسعة، وارتفاع البوائك- أو الأعمدة التي تحمل القباب- بينما تتدلى القناديل النحاسية كعناقيد منيرة تضيء أركان المكان، الذي يعتبر درة آثار العهد المملوكي والذي بني في عهد السلطان قلاوون وأستغرق بناءه أربعة عشر شهرًا فقط. وبينما يدعي التكفيريين والمجرمين المضللين من أعداء "مصر المؤمنة"، أنها بلد الوثنية والرجعية والجهل، تقف هذه التحف الفنية من مساجد مصر الضاربة بجذورها في عمق التاريخ تعانق أجراس الكنائس، لتثبت يومًا بعد يوم أنها مهدًا للأديان مما جعلها مقصدًا لطلبة العلم حول العالم. https://www.youtube.com/watch?v=Y0XiCowKQ74 https://www.youtube.com/watch?v=bH506FGmokg https://www.youtube.com/watch?v=OXKBkLnbEko