كشفت أقوال الشهود من ضباط وأفراد الشرطة في تحقيقات النيابة العامة بالجزء التكميلي من قضية التنظيم الإرهابي المسمى (أجناد مصر)، والتي أحيل فيها 22 متهما إلى محكمة الجنايات قبل عدة أسابيع، بعد أن كان المستشار هشام بركات النائب العام قد استعرض نتائج التحقيقات معهم، أن قائد التنظيم المتهم المتوفى همام محمد أحمد عطيه كان يتولى استقطاب بقية عناصر التنظيم، وأنه أعد برامج فكرية وعسكرية للمنضمين إلى التنظيم بقصد تجهيزهم لارتكاب أعمال إرهابية وعدائية ضد الدولة ومنشآتها وقواتها المسلحة والشرطة والمواطنين الأقباط. وجاء بتحريات جهاز الأمن الوطني التي تضمنتها التحقيقات، التي باشرها عماد الشعراوي رئيس نيابة أمن الدولة العليا بإشراف المستشار الدكتور تامر فرجاني المحامي العام الأول للنيابة، أن جماعة (أجناد مصر) تعتنق الأفكار التكفيرية المتطرفة القائمة على تكفير الحاكم وشرعية الخروج عليه بدعوى عدم تطبيقه الشريعة الإسلامية، وأن تلك الجماعة باشرت تنفيذ أعمال عدائية ضد أفراد ومنشآت القوات المسلحة والشرطة واستباحة دماء المواطنين المسيحيين ودور عبادتهم واستحلال أموالهم وممتلكاتهم واستهداف المنشآت العامة. وأكدت تحريات الأمن الوطني أن تلك الأعمال الإرهابية التي اضطلعت بها عناصر الجماعة، كانت بغرض إسقاط الدولة والتأثير على مقوماتها الاقتصادية والاجتماعية، والإضرار بالوحدة الوطنية والسلام الاجتماعي، حيث تولى القيادي المتوفي همام عطيه، السابق إحالته بأمر الإحالة الأصلي، استقطاب عدد من العناصر من معتنقي ذات الأفكار التكفيرية، وقام بضمهم إلى هذه الجماعة في إطار إعادة هيكلتها. وذكرت التحريات أن القيادي همام عطيه اضطلع بإعداد برنامج قائم على محاور فكرية وعسكرية وحركية للمتهمين بالقضية، تمثلت في عقد لقاءات تنظيمية لهم عبر مواقع التواصل الاجتماعي تجنبا للرصد الأمني، يتم خلالها تدارس الأفكار الجهادية والتكفيرية وإمدادهم بمطبوعات وكتب تدعم تلك الأفكار، وإعدادهم عسكريا بتدريبهم على تصنيع المتفجرات واستخدام الأسلحة النارية، وأساليب كشف المراقبة الأمنية والتخفي ورفع المنشآت، واتخاذ أعضاء الجماعة لأسماء حركية والتسمي بها فيما بينهم وتغيير أرقام هواتفهم المحمولة باستمرار. وأشارت التحريات إلى أن هذه الجماعة اعتمدت في تحقيق أغراضها على ما أمدها به القيادي المتوفي همام عطيه، والمتهمون الأول إسلام شعبان شحاته، والثاني محمد عادل عبد الحميد حسن، والرابع محمد حسن عز الدين، والخامس حسين حسن عز الدين والثاني عشر أحمد عبد الرحمن على، والثالث عشر عبد الرحمن كمال عمر، والرابع عشر عبد الرحمن عبد الجواد عبد المجيد والسادس عشر مدني إبراهيم آدم، والسابع عشر سعيد سعد الدين يوسف، والتاسع عشر أسامة جبريل ثابت، من أسلحة وذخائر ومفرقعات وأموال ومهمات، ومعلومات وبيانات عن مواقع عدد من الارتكازات الأمنية وإعداد قواتها وعدتها. وأوضحت التحريات أنه في إطار تنفيذ مخطط الجماعة الهادف إلى إسقاط الدولة، اضطلع عناصرها بارتكاب العديد من العمليات الإرهابية، من بينها واقعة استهداف التمركز الأمني الكائن بمحيط دار القضاء العالي في 14 أكتوبر 2014، حيث تم رصد التمركز بمعرفة القيادي المتوفى همام عطيه والمتهم محمد أحمد عبد العليم، وعقب ذلك توجها إلى محيط دار القضاء العالي ووضعا عبوة ناسفة بالقرب منه، وقاما بتفجيرها باستخدام هاتف محمول، مما نجم عنه العديد من الإصابات وتلفيات بالممتلكات العامة والخاصة. كما نفذ المتهمون واقعة استهداف التمركز الأمني المكلف بتأمين محيط جامعة القاهرة في 22 أكتوبر 2014، والذي تم رصده بمعرفة المتهمين المذكورين أيضا ثم توجها إليه عقب ذلك ووضعا عبوة ناسفة بالقرب منه قاما بتفجيرها مما نجم عنه العديد من الإصابات والتلفيات.. وواقعة استهداف قوات الشرطة المكلفة بتأمين محيط كلية طب أسنان قصر العيني في 8 نوفمبر 2014، والذي تم رصده بمعرفة المتهمين المذكورين أيضا ومعهما المتهم جهاد ياسر السيد، وعقب ذلك توجهوا إليه حيث قاموا بوضع عبوة ناسفة قام بتفجيرها المتهم (جهاد) ونجم عن الانفجار العديد من الإصابات والتلفيات، وواقعة استهداف قوات الشرطة المكلفة بتأمين محيط جامعة حلوان في 20 نوفمبر 2014 والذي تم رصده بمعرفة ذات المتهمين الثلاثة ثم توجهوا إلى محيط المكان لآنف البيان ووضعوا عبوة ناسفة بالقرب منه، قام بتفجيرها المتهم محمد أحمد عبد العليم ونجم عن الانفجار العديد من الإصابات والتلفيات. وأكدت التحريات قيام المتهمين بوضع عبوة ناسفة في شارع الخليفة الظافر وتفجيرها بتاريخ 26 ديسمبر 2013 مما نجم عنه إصابات عديدة بين مستقلي إحدى حافلات النقل العام، كما ارتكب عناصر التنظيم وقائع أخرى منها واقعة استهداف محيط دار القضاء العالي (للمرة الثانية) في 2 مارس 2015 ووضعهم عبوة ناسفة قام بتفجيرها المتهم الأول إسلام شعبان شحاته فنتج عن الانفجار العديد من الوفيات والإصابات، وواقعة استهداف محيط قسم شرطة الطالبية في 6 يناير 2015 حيث قاموا بوضع عبوة ناسفة معدة للانفجار تلقائيا حال محاولة إبطال مفعولها، وما أن حاول المقدم ضياء فتوح ضابط المفرقعات إبطال مفعولها، انفجرت ونتج عن الانفجار وفاته والعديد من الإصابات. وذكرت التحريات أن المتهمين استهدفوا أيضا طاقم الحراسة الشرطية المكلف بتأمين سفارة الكونغو في 25 مارس 2015، حيث قام المتهم الثاني محمد عادل عبد الحميد بإطلاق وابل من الأعيرة النارية صوبهم، ونتج عنه موت المجند أيمن سيد سالم وإصابة آخر.. وكذا واقعة استهداف قوات الشرطة المكلفة بتأمين محيط قسم شرطة عين شمس في 13 فبراير 2015، والذي تم رصده بمعرفة المتهم الأول وتوجه مجهولون من عناصر التنظيم وبحوزتهم عبوة ناسفة ووضعوها بمحيط القسم وقاموا بتفجيرها ونتج عن الانفجار وفاة المجنى عليه النقيب مصطفى أحمد شميس. وأفادت التحريات أن المتهمين قاموا بتنفيذ استهداف قوات الشرطة المكلفة بتأمين محيط جامعة عين شمس بتاريخ 4 ديسمبر 2014 وتوجهوا جميعا إلى محيط المكان آنف البيان ووضعوا عبوة ناسفة بالقرب منه وقاموا بتفجيرها فنتج عن الانفجار العديد من الإصابات والتلفيات.. وواقعة استهداف قوات الشرطة المكلفة بتأمين محيط قصر القبة الرئاسي في 22 يناير 2015 بعبوة ناسفة قاموا بوضعها بمحيط المكان وتفجيرها عن بعد على نحو تسبب في العديد من الإصابات. وأضافت التحريات أن المتهمين استهدفوا أيضا قوات الشرطة المكلفة بتأمين محيط ممر "بهلر" بمنطقة وسط البلد في 3 فبراير 2015، حيث قام المتهم الأول بوضعها وقام مجهول من بينهم بتفجيرها ونجم عن الانفجار العديد من التلفيات، وواقعة استهداف قوات الشرطة المكلفة بتأمين محيط سينما "رادوبيس" في 2 يناير 2015 وقيامهم بوضع عبوة ناسفة بمحيط المكان، غير أنه تم اكتشافها وإبطال مفعولها بمعرفة خبراء المفرقعات، وواقعة استهداف قوات الشرطة المكلفة بتأمين محيط مستشفى الهرم في 9 مارس 2015 باستخدام عبوة ناسفة قاموا بوضعها بمحيط المكان، وتم اكتشافها بمعرفة خبراء المفرقعات وإبطال مفعولها. كما أشارت التحريات إلى أن المتهمين قاموا باستهداف قوات الشرطة المكلفة بتأمين محيط مجلس الوزراء في 11 مارس 2015 باستخدام عبوة ناسفة، غير أنه تم ضبط المتهم الأول أثناء محاولة وضع تلك العبوة بمحيط المكان وفر آخر كان بصحبته هاربا. وأكدت التحريات أنه في إطار مخطط التنظيم القائم على استحلال دماء وأموال أبناء الديانة المسيحية واستخدام هذه الأموال في تمويل أغراض التنظيم الإرهابي.. قام المتهمون الثاني والرابع والخامس بالسطو المسلح وسرقة صيدلتي "بيتر صفوت" و"ماركو بركات"، وأن القيادي المتوفي همام عطيه كلف 3 من المتهمين بتصنيع الأسلحة النارية وإصلاحها وتصنيع كواتم الصوت المعدة للاستخدام على تلك الأسلحة لاستخدامها في أغراض التنظيم الإرهابية، كما توصلت تحرياته أنه نفاذا لتكليفات القيادي المتوفى قام المتهمون من الأول حتى الخامس برصد العديد من التمركزات الأمنية ومقار السفارات بمحافظتي القاهرة والجيزة تمهيدا لاستهدافها بعمليات عدائية.