مَن من الأجيال الحالية لا يردد أغنية "وحوي يا وحوي" عند حلول شهر رمضان من كل عام؟! ليس علي مستوي الاطفال فقط بل الكبار أيضا، فهي الأغنية الأشهر والأكثر تعلقاً بشهر رمضان، وخصوصاً مع الاطفال اثناء وارتباطها معهم بفوانيس رمضان طوال أكثر من سبعة عقود مضت، منذ أن سُجلت لأول مرة بصوت منشدها الشيخ المطرب أحمد عبدالقادر. ولد احمد عبد القادر في عام 1916 بمحافظة الشرقية، وظهرت موهبته في الغناء والطرب من خلال مشاركته في حلقات "الذكر الدينية" مع والده وهو في سن السادسة ربيعاً، ثم تطورت موهبته حتي استطاع ان ينشد الكثير من الحان كوكب الشرق ام كلثوم وموسيقار الأجيال محمد عبد الوهاب، ومع تطور موهبته وازدياد تعلقه بالغناء اتجه الي دراسة الغناء بشكل احترافي، التحق بالمعهد العالي للموسيقي وحصل على دبلوم الموسيقى منه عام 1939 ثم تم تعينه مدرساً للموسيقي عام 1945، بدا مشواره الغنائي من خلال الاذاعة حيث انطلق صوته للمرة الاولي من خلال الاذاعة الأهلية عام 1926 وعند افتتاح الاذاعة العامة عام 1934 كان من اول الاصوات التي انشدت بها عبر الاثير واستمر بها ممارساً للفن والغناء حتى خروجه الي المعاش بعد ان اعتمدته الاذاعة قارئاً للقران الكريم ومبتهلاً بالمسجد الحسين . قام احمد عبد القادر بتسجيل اغنية وحوى يا وحوى في مطلع الثلاثينات من القرن الماضي للإذاعات الاهلية وقد حققت نجاح وتعلق كبير لدى الجماهير التي اعتبرتها جزء من الفلكلور الفرعوني "وحوى يا وحوى ..ايا حا " الذي اصبح فلكلور مصري رمضاني، كما انشد لرمضان "انست يا رمضان ، المسحراتي" الي جانب الكثير من الاغاني التراثية التي لحنها له كبار ملحني عصره مثال الشيخ زكريا احمد الذي انشد من الحانه "نبين زين ، يا عرق سوس شفا وخمير" وكذلك رياض السنباطي الذي انشد له "يا حبيب الله.. قيام الحج ، علي عرفات " كما قام بالمشاركة في الملحمة الغنائية "الامام البوصيري" التي ظهر من خلالها للمرة الوحيدة علي الشاشة الفضية . رحل المطرب والمقرئ الشيخ احمد عبد القادر عن عالمنا في الحادي والعشرون من يوليو عام 1984 تاركاً لنا بصمة " وحوي يا وحوي " الرمضانية التي تذكرنا به دائما. من النسخة الورقية