أيتن عامر.. أداء خالٍ من "الفذلكة"

فتحي هي الفتاة التي نذرتها والدتها من أجل خدمة نبوءة العهد التي ستتحقق على يد الفتاة التي ستقوم بإصلاح أحوال البلاد و«عدل المايل»، فتحى بنت بلد خفيفة لطيفة بلسان ونص، فتاة مخلصة لخدمة النبوءة بكل طاقتها ومشاعرها، فهى بمثابة الشباب المخدوع الذي يحلم بإصلاح أحوال البلاد ورحمة العباد على يد النبوءة المكذوبة.
هذا ما تقدمه أيتن عامر من خلال دورها في مسلسل «العهد.. الكلام المباح» ومنذ اللحظة الأولى التي تطالعنا فيها بطلتها الرقيقة تستطيع أن تتوقع الاستمتاع بأداء خفيف الظل وكوميديا الموقف التي ترسم البسمة على الوجوه دون ابتذال أو افتعال.
لم تتعامل أيتن عامر في دخولها إلى عالم الفن والتمثيل كون أنها شقيقة الفنانة وفاء عامر أو أن زوج أختها المنتج الكبير محمد فوزى، بل دخلت إليه من الأبواب الشرعية، فالتحقت بالمعهد العالى للفنون المسرحية كى تدرس فن التمثيل، وهو ما نجحت فيه بشكل كبير منذ دخولها المعهد، حيث قامت بأول أدوارها في مسلسل «حضرة المتهم أبي» أمام النجم الكبير نور الشريف أثناء دراستها بالمعهد، كما لم تعتمد على حسن طالعها وجمال وجهها مثل غيرها ممن يطلق عليهن ممثلات، بل عملت على أدواتها التمثيلية وعلى تنمية ما تعلمته وادخرته داخل ذاكرتها الانفعالية من أساتذة التمثيل فاستطاعت أن تلفت إليها الأنظار منذ العمل الأول لها.
أيتن، ابنة النصف الثانى من عشرينيات العمر، رغم صغر سنها أظهرت مدى التطور في أدائها التمثيلى مع كل خطوة من خطوات مشوارها الفنى القصير، والذي يتضح فيه خطى التقدم الفنى الثابتة من سيطرة على تعبيرات الوجه والتحكم في أدوات الجسد ولغته وإدراك لمكنون وهدف الشخصية الممثلة مع توافق المكياج الداخلى والخارجى لهذه الشخصية.
فمنذ أن بدأت بمسلسل حضرة المتهم أبى مرورا بسعد الدالى، حتى أصبحت الزوجة الثانية، في أولى بطولاتها في الدراما التليفزيونية، ثم الزوجة الرابعة حتى وصلت إلى هند صاحبة التركيبة القاتلة في السبع وصايا ومنها إلى فتحى فتاة العهد.
وطوال هذا المشوار تتضح الأرضية الفنية الصلبة، التي تقف عليها داخل ميدان الفن، والتي تنطلق منها لتصول وتجول وتحقق نجاحات وفتوحات فنية جديدة بين فتيات جيلها بكل سلاسة دون افتعال أو مزايدة في الأداء حيث تعى حدود قدرتها الفنية وتطوعها للشخصية دون أي مبالغة أو «فذلكة» فنية.
استطاعت أيتن أن توجد لفنها مقعدًا بين ممثلات الدراما السينمائية رغم مشاركتها في بعض أعمال «السبكى ستايل»، إلا أن موهبتها المتطورة استطاعت أن تضعها بين أحداث العديد من الأفلام الناجحة ذات الهدف والمضمون مثل «رامى الاعتصامي، على جثتي، ساعة ونصف، بتوقيت القاهرة».
موهبة أيتن عامر الفنية وتطورها تنبئ أنها ممن ستكون لهن تاريخ فنى ومشوار زاخر نرجو أن توفق فيه دون سقطات أو إسفاف فنى قد ينتقص من موهبتها ومحبتها لدى الجمهور.