قالت إيرينا بوكوفا، مدير عام منظمة الأممالمتحدة للتربية والعلوم والثقافة "اليونسكو"، إنها تعتقد أن بعض التحف الأثرية المنهوبة من العراقوسوريا على أيدي مقاتلي تنظيم "داعش" الإرهابي، وصلت إلى أيدي جامعي تحف في بريطانيا بعد أن قاموا ببيعها إلى مهربي الآثار؛ مُضيفة أن عمليات النهب تتم على نطاق واسع، حيث يمول التنظيم أعماله الإرهابية من المتاجرة غير القانونية بالتحف الأثرية. وحذرت مدير عام اليونسكو، والتي تزور لندن هذه الأيام، في تقرير نشرته هيئة الإذاعة البريطانية "بي بي سي" على موقعها الإلكتروني،من مستوى الهجمات على التراث الثقافي، والحاجة إلى فعل دولي لمكافحة تهريب التحف الأثرية، وأشارت إلى أن 60% من مدينة حلب القديمة، والتي تُعد أحد مواقع التراث العالمي التي يجب الحفاظ عليها، قد دمر، وأن نحو 2000 موقع أثري من بين نحو 10 آلاف موقع في العراق باتت اليوم تحت سيطرة مسلحي تنظيم الدولة الإسلامية؛ وحذرت من أن التحف الأثرية القيمة في المنطقة تُباع عبر وسطاء ومهربين إلى جامعي التحف الفنية والأثرية، وتسهم التجارة بها في تمويل الإرهاب بشكل كبير. وكان مدير المتحف البريطاني نيل ماكجريجور قال لصحيفة التايمز اللندنية الشهر الماضي "إن المتحف يحاول توفير الحماية للقطع الأثرية المنهوبة من مناطق النزاعات"، مُشيرًا إلى أن المتحف يقوم بحماية قطعة أثرية ثمينة نهبت في سوريا بأمل إعادتها إلى موطنها الأصلي عند عودة الاستقرار اليه، وناشد الحكومة البريطانية الانضمام إلى الميثاق الدولي لحماية الآثار قائلًا "نحن نلعب دورًا مهما في الاحتفاظ بالقطع الأثرية التي يتم تصديرها بشكل غير قانوني، هذا ما فعلناه في أفغانستان، التي نُعيد آثارها إليها، ونحتفظ الآن بقطعة أثرية نعرف أنها نهبت في سوريا، وستعود هذه القطعة إلى سوريا في يوم ما". يُذكر أن تنظيم الدولة الإسلامية قد استولى على مدينة تدمر الأثرية بسوريا في الحادي والعشرين من مايو الماضي، مما أثار مخاوف بأنه قد يهدم آثارها المُدرجة على قائمة منظمة اليونسكو لمواقع الإرث الحضاري العالمية؛ كما دمر التنظيم العديد من المواقع الآثرية، آخرها مدينة نمرود القديمة، والتي تُعتبر أحد أعظم الكنوز المعمارية التاريخية في العراق؛ كما أحرق أيضا مكتبة الموصل التي كانت تضم أكثر من 8000 مخطوط قديم، واستخدم عناصر التنظيم المطارق لتحطيم التماثيل في متحف الموصل وفي موقع معروف باسم "بوابة نركال".