قالت مصادر سياحية بجنوب سيناء ان مبادرة وزارة السياحة الخاصة بتقديم رحلات سياحية مخفضة للمواطنين الى شرم الشيخ والبحر الاحمر ولمدة 3 ليالي واربع ايام وبمقابل لا يزيد عن 1500 جنيه، وان كانت حسنة النوايا، فهى قد حولت شرم الشيخ مدينة السحر والجمال والسياحة الاجنبية، الى مصيف شعبي يفتقد لأبسط المواصفات العالمية للمدن السياحية وقالت ادارات فنادق ان العرض حوّل فنادق الخمس نجوم الى بيوت شباب تسكنها القمامة وتسيطر عليها العشوائية عقب تغير نوعية النزيل وقلة العمالة التي تم تسريحها بسبب انهيار الإشغالات كما أنهى العرض أمال فنادق الاربع والثلاث نجوم في العمل واستضافة زبائن. ما بين هذا وذاك يرى حسين فوزى رئيس غرفة الفنادق بجنوب سيناء ان برنامج وزارة السياحة قد أعاد روح الحياة الى الفنادق التي كانت قد اغلقت ابوابها نظرا للظروف الاقتصادية السيئة التي يمر بها القطاع السياحي حتى وصلت نسبة الإشغالات بشرم الشيخ في افضل تقدير الى 20 %، مشيرا الى انه حتى لو عرضت مبادرة الوزارة بعض الفنادق للخسارة فهي في الوقت نفسه تحافظ على العمالة التي كانت مهددة بالتشرد، واوضح ان الفنادق التي لا يدخلها ضيوف سوف يقل مستوى خدمتها وتهلك أثاثها مثل السجاد العجمي الذى لا يسير عليه أحد على حد تعبيره . وقال فوزى ان شرم الشيخ تحتوى على 23 ألف غرفة على مستوى الاربع نجوم، بنسبة تمثل 70 % من كافة الغرف الفندقية بالمدينة، في حين توجد 7 آلاف غرفة فقط بمستوى الثلاث نجوم، متسائلا “,”هل نضحى بالثلاث نجوم ام بالأربع الذى يمثل 70 % من سياحة شرم“,”، وقال ان العرض قد يؤذى بعض فنادق الثلاث نجوم لكن الحكومة كانت مضطرة لذلك لإنقاذ مئات الفنادق الاخرى من المستوى الاول والثاني، مؤكدا ان برنامج وزارة السياحة لن يفيد الفنادق فقط بل قد يفيد المقاهي والبازارات والمطاعم التي بدت خاوية منذ ثورة 30 يونيو. وقالت غادة المهدي ، المنسق العام لائتلاف “,”سياحيون بلا حدود“,” أن برنامج “,”مصر في قلوبنا“,” يهدد أرزاق العديد من الشركات، حيث تم إلغاء نحو 90 % من الحجوزات الداخلية لدى شركات السياحة عقب الاعلان عن برنامج الوزارة، والذى تسميه المهدي ب“,”فى حب الكرنك“,” بدلا من “,”في حب مصر“,”، ويستهدف البرنامج من وجهة نظرها القضاء على الشركات الخاصة التي تعمل في السياحة الداخلية، وترى ان المبادرة قضت على الامل الوحيد لتلك الشركات لتعويض خسارتها. داخلياً قال احد اصحاب الفنادق- رفض ذكر اسمه - أن برنامج “,”مصر في قلوبنا“,”، حوّل فنادق الخمس نجوم الى “,”خرابة“,” حيث لم تعد دون المستوى، فقد فشلت ادارات الفنادق في الحفاظ على نفس درجة الخدمة المميزة والنظافة العامة والخدمات الاخرى المقدمة من صيانة وتطهير وخلافه، خاصة وان قلة ثمن الغرفة التي تصل بحسب العرض الى 150 جنيه في اليوم، تضعف من قدرة الفندق على توفير العمالة المميزة والامكانات التي تشترطها منظمة السياحة العالمية لخدمة الخمس والاربع نجوم، علاوة على ان الفنادق كانت مجبرة على الانضمام للمبادرة حتى تضمن دعم الحكومة لها في ازمتها وتقديم تسهيلات من جانب الدولة في رسوم المرافق والضرائب وأجور العاملين. من جانبه قال حامد منصور مدير أحد فنادق الثلاث نجوم بشرم الشيخ أن حالة السياحة كانت تزداد سوءا يوما بعد آخر منذ ثورة 25 يناير، حتى بلغ الانهيار ذروته هذه الايام، حتى وصلت نسبة الاشغالات بالفندق الذى يعمل به -على سبيل المثال- لأقل من 5 %، وأوضح انه تم تسريح اكثر من 70% من العمالة المدربة بفنادق الثلاث نجوم نظرا لسوء الحالة الاقتصادية التي فرضت على الفنادق الحفاظ على العمالة المدربة من المستوى الاول فقط، واضاف ان مبادرة وزارة السياحة انهت امال فنادق الثلاث نجوم في جذب السياحة الداخلية التي تعد مصدر الدخل الوحيد لهم، وذلك عقب بيع غرفة الخمس والاربع نجوم ب 150 جنيه في الليلة، أي أقل من سعر الليلة بفندق الثلاث نجوم. أما مجدى سليم رئيس قطاع السياحة الداخلية بوزارة السياحة، فقد أكد أن مبادرة “,”في حب مصر ، مصر في قلوبنا“,” تأتى انطلاقا من الدور الوطني لوزارة السياحة وأدراكها لأهمية مساندة ودعم القطاع الخاص والمواطن على حد سواء، مشددا على انها لا تهدف لغلق فندق او إلحاق ضرر بآخر، وأشار سليم ان المبادرة تأتى ايضا في اطار دعم وتنشيط السياحة الداخلية والحفاظ على العمالة في الفنادق والمنتجعات مع التقليل من حجم الخسائر الفادحة التي تتعرض لها السياحة هذه الأيام، وانها ليست المرة الاولى التي تنظم فيها الوزارة مثل تلك المبادرات والتي يستفيد منها الجميع وأولهم المواطن المصري، كما ان الوزارة نظمت المبادرة عن طريق الشركات الوطنية مثل مصر للطيران والكرنك للسياحة حتى تعود أموال المصريين اليهم وليس لغيرهم ويمكن للشركات الخاصة المشاركة بشراء العرض بفائدة بسيطة من الشركة الوطنية.