كاطو: دول ة بلا قوات مسلحة .. دولة منتهية الصلاحية · المنظمات الحقوقية توّلت تنفيذ الثورة المضادة حفاظًا على مصالح أمريكا في المنطقة · انحياز المجلس العسكري للشعب كان يمكن أن يعرضهم لجزاءات قد تصل إلى الإعدام · أعمال العنف غير المبررة حوّلت الثورة المصرية النقية إلى وهم عبثي · الأجندات الخارجية دفعت البعض للتطاول على القوات المسلحة لكسر هيبتها · المجلس العسكري لم يمارس دورًا سياسيًّا لأنه كان يدير مرحلة انتقالية فقط أكد اللواء عبد المنعم كاطو، الخبير الاستراتيجي، أن الأجندات الخارجية هي المحرك الأساسي للثورة المضادة ، وأنها اليد الخفية وراء تطاول البعض على القوات المسلحة، وأن الجيش المصري يعي تمامًا حجم المؤامرت التي تحاك ضده، وأنه لن يتخلى عن دوره في حماية البلاد خارجيًا وداخليًا. مشددًا على خطورة الإعلام وأهمية تغيير الخطاب الموجه إلى المواطنين، ليتفهموا خطورة المرحلة، وجاءت سطور الحوار كالتالي: · كيف ترى نجاح البعض في إحداث وقيعة بين الجيش المصري والشعب؟ - التغييرات التي طرأت على الحياة السياسية مؤخرًا في مصر لم تسفر عن حدوث وقيعة؛ لأن الشعب المصري واعٍ تمام لأهمية أبناء القوات المسلحة، لأن فطرتهم الوطنية مؤمنة بأن قوات الجيش هم أبناء مصر، وبالتالي فلابد أن نحافظ على نتائج الثورة، لأنها تغيير جذري إلى الأحسن، للانطلاق إلى مجال أقرب إلى الدول المتقدمة، وعلينا أن نتساءل: ما نتائج الثورة بعد مرور عامين عقب قيامها؟ وعلى كل المسئولين في المناصب الكبيرة أن يضعوا أمامهم أجندات تلخص نتائج الثورة بعد عامين وتضع خططًا للتقدم. · هل هناك موقف معادٍ من قبل بعض المواطنين ضد الجيش؟ - من يقرأ التاريخ العسكري لمصر يعرف أن القوات المصرية المسلحة تعتبر من أقوى الجيوش وأنقاها وأكثرها حبًا لبلادها ولعقيدتها. · هل يمكن أن يختزل دور القوات المسلحة وأفعالها في مجرد قراءات يتداولها الشعب الذي يعاني من أمية ثقافية؟ - تاريخ القوات المسلحة يلمسه المصريون في كل شبر على أرض الوطن، إضافة إلى دور الإعلام المهم، الذي يوضح الإنجازات التي تقوم بها قطاعات القوات المسلحة، كذلك فإن مناهج التربية والتعليم يجب أن تحوي هذه الأعمال التي تعكس قدرة القوات المسلحة على حماية مصر وأمنها وحدودها وإحداث عملية التنمية المستمرة من خلال بناء المشروعات الاستراتيجية. · كيف ترى موقف الشعب تجاه القوات المسلحة؟ - أول يناير 2011 جاء معهد كارينجي، وقام بعمل استطلاع رأى لقياس علاقة الشعب المصري بقواته المسلحة، فتبين أن 89.2% من عينات المواطنين أظهروا ثقتهم المطلقة في القوات المسلحة المصرية، وفي توقيت متزامن معهد الدراسات الاستراتيجية التابع لمؤسسة الأهرام أجرى نفس الاستطلاع، مستخدمًا عينات إحصائية أكثر، فظهرت النتائج أن نحو 90% من الشعب المصري متحالف ومتضامن مع القوات المسلحة. · وماذا بعد مرور عامين من حدوث الثورة.. هل نفس الإحساس بالقوات المسلحة مستمر؟ - أعتقد أنه بعد ظهور الانفلات الأمني المنتشر في العاصمة والمحافظات، فإن غالبية المواطنين “,”البسطاء“,” غير المسيسين أو المنتمين لجماعات أو يتبنون أجندات معينة، طالبوا بضرورة تواجد القوات المسلحة ومقاتلينها، لاستتباب الأمن في المناطق، وما حدث في مدن القنال خير شاهد على رغبة المواطنين في تأمين مناطقهم. · يشاع أن القوات المسلحة عادت إلى ثكناتها دون رجعة.. فهل هذا صحيح؟ - بالفعل القوات المسلحة عادت إلى ثكناتها عقب تسليم السلطة لحكومة مدنية منتخبة، ولكنها لن تترك الشعب المصري، لأنها مسئولة عن تأمين البلاد وحدودها، وهذا الدور مكلف به منذ بداية تكوين هذه القوات النظامية، والتصدي لمحاولات تدخل الخصوم. · هل اتهامات التخوين مازالت توجه للقوات المسلحة؟ - لابد أن يعرف المصريون أن القوات المسلحة في أي دولة في العالم الأداة الرئيسية التي تمنح الأمن والأمان للشعب، فالدولة بلا قوات مسلحة منتهية الصلاحية، ولا يمكن أن تترك أمن مصر وتأمين شعبها، فمثلا أمريكا تحافظ دائمًا على تقوية قواتها المسلحة لتحافظ على قوتها دوليًا وعالميًا، كذلك فإن قدرتها الاقتصادية والسياسية لن تستمر إلا إذا كانت قدرتها العسكرية قوية، كذلك فإن الكويت ضاعت في لحظة لأن قواتها العسكرية لم تتناسب و حجمها الاقتصادي. · وما سبب صمت القوات المسلحة حيال الشائعات التي تُروج ضد المؤسسة العسكرية؟ - الجيش المصري لن يدخل في مهاترات للرد على ادعاءات البعض، ذلك لأن تاريخ القوات المسلحة وردود أفعالها للحفاظ على مصر واضح لكل من يعي ويفكر خطورة وضع مصر الاستراتيجي في المنطقة، وأهميتها بالنسبة لدول العالم، وأن سياسية التغاضي عن الإساءات انتهجتها القوات المسلحة منذ انتشار قواتها ومقاتليها بالعاصمة والمحافظات يوم 28 يناير “,”جمعة الغضب“,”، لأن وجود القوات النظامية في مصر يحمل معنى أكبر من الرد على بعض الإساءات التي توجه عمدًا لقادة القوات المسلحة والقيادات المسئولة. · ما تقييمك لفترة حكم المجلس العسكري؟ - القوات المسلحة انحازت تمامًا للشعب المصري خلال المرحلة الأولى ( شهور فبراير ومارس وأبريل ) من فترة الحكم الانتقالي، والبيان العسكري رقم 4 الصادر في 11 فبراير 2011 ، فالجيش المصري نزل الشارع لحماية الشعب وشرعيته، مما يعكس أن القوات المسلحة كانت ضد النظام، لكن بدأت عناصر الثورة المضادة التي ابتدعتها دول كبرى على رأسها الولاياتالمتحدةالأمريكية، التي رأت أن الجيش المصري استطاع استيعاب الوضع الذي يؤثر على تواجدها بالمنطقة. · وما هدف أمريكا من ذلك؟ - مصر تعتبر قلب العالم، ولهذا تحاول الولاياتالمتحدةالأمريكية الزامها بالسلام مع إسرائيل، وضمان فتح المجرى الملاحي “,” قناة السويس“,” لأنها قناة تربط 20% من تجارة العالم و40% من بترول العالم يمر عبر هذا المجرى الملاحي، مع ضمانهم أن التسليح الدائم لمصر مرهون بأمريكا، ولهذا تولت المنظمات الحقوقية مهمة الثورة المضادة لضمان تحقيق هذه الأهداف لصالح أمريكا. · هل القيادات العسكرية وقتها لم يمتثلوا للرئيس السابق محمد حسني مبارك؟ - انحياز القوات المسلحة للشعب كان يمكن أن يعرض كل قيادات الجيش المصري لجزاءات كبيرة قد تصل إلى الإعدام، بعد توجيه تهم خيانة عظمى، لكن قيادة المجلس العسكري تحملت المسئولية أمام الشعب وأصبحت ضد النظام. · وماذا عن الأجهزة التي اخترقت مصر وقت الثورة؟ - الراحل عمر سليمان قال إن هناك 36 جهازًا اخترقت مصر وقت الثورة، وبدأت القوات المسلحة تتعامل مع نوع جديد من الاحتجاجات، لأنه لا يمكن أبدًا تحمل الألفاظ النابية، التي صدرت لأبناء القوات المسلحة لدرجة أن محاولات كسر هيبة الدولة وصلت لدرجات مخيفة، وخير دليل على ذلك ما حدث يوم 4 مايو في ميدان العباسية. · وما هدفهم من ذلك؟ - تحويل الثورة المصرية إلى فوضى، لتتحكم الدول الأجنبية في البلاد، لأن الهدف المعلن هو الحصار الاقتصادي لإسقاط الدولة، ولأن الثورة المصرية لو نجحت ستدفع كل المنطقة العربية للتقدم، والأجندة الغربية ترفض ذلك، لأنهم يأبون تكرار سيناريو التنمية عندما طردت مصر الأجانب المعتدين على أرضها في حرب 73. · معنى ذلك أن القوات المسلحة تعلم ما يحاك لها من الخارج؟ - القوات المسلحة لديها سيناريوهات مختلفة للتعامل في كل المواقف، وتعلم ما يحاك ضدها من الداخل والخارج، ولكنها تحافظ على ثبات النفس، لأنه لا يمكن الاستخفاف بأرواح الأبرياء من المصريين، والدليل رعايتهم للتحول الديمقراطي، الذي بادر به المجلس العسكري، والذي اشترط موافقة كل الأحزاب قبل إصدار القرارات المختلفة، خاصة في قرارات اللجنة الخاصة بوضع الدستور، كذلك فإن المقاتلين قاموا بأعمال التأمين الداخلي لوزارة الداخلية وأقسام الشرطة وحماية المنشآت العامة والحيوية وهو دور لم يدرج ضمن تدريباتهم. · في ظنك.. أعمال العنف بددت حلم الثورة السلمية؟ - أعمال العنف غير المبررة التي ظهرت من بعض الخارجين عن القانون حولت الثورة المصرية النقية إلى وهم عبثي، فالعالم كله أعلن احترامه للثورة المصرية، ومظاهر التحضر فيها بسبب تجاوب القوات المسلحة مع أبناء الشعب والحفاظ عليهم، ولكن تحول الأوضاع وتراجعها نتج عنه خطورة حقيقية بسبب نيتهم في توسيع الفجوة بين المواطنين والقوات المسلحة، رغم أن المقاتلين حافظوا على مصر وعلى الوحدة المصرية والإنسان وكرامته، وتجاوبوا مع المطالب الفئوية، كذلك الحفاظ على هيبة القضاء. · في رأيك من المسئول عن الأزمة بين بعض أبناء الوطن والقوات المسلحة ؟ - الأجندات الخارجية التي دفعت البعض للتطاول على القوات المسلحة وكسر هيبتها، والطريقة الممنهجة في إسقاط وإحباط معنويات المقاتلين من أبناء الجيش، ولكن المجلس العسكري درأ بنفسه وبقوات مصر عن هذه التجاوزات البسيطة لضمان خروج مصر من هاوية الضياع. · هناك بعض المشاهد التي سُجلت ضد القوات المسلحة منها أحداث ماسبيرو وفتاة التحرير المسحولة المجردة من ملابسها؟ - كل هذه المشاهد تعكس محاولات الوقيعة التي حاول البعض الزج بأبناء الجيش المصري في عملها، ولكن كل هذه المشاهد سيناريوهات منفذة طبقًا لأجندات، وترتيبات محددة، ولم يحدث وقوع أي اعتداء على أبناء الشعب، والمتواجد في الميدان خلال هذه الفترة شاهد بنفسه ملابسات الاعتداء على الضباط والمجندين وحرق المدرعة بمن فيها من جنود ومقاتلين، كذلك فإن ترتيبات تصوير فتاة التحرير المسحولة تؤكد أن هناك من ينتظر حدوث ذلك الموقف. · كيف؟ - يوم 26 يناير2011 اجتمعت القيادة العامة للقوات المسلحة بعد وصول معلومات عن تصاعد الأحداث واستمرارها، وقد يُطلب تدخل القوات المسلحة في وقت محدد، وكان القرار هو استعداد المكلفين عن حماية الشرعية الدستورية، شريطة ألا تُطلق أي رصاصة واحدة في صدر مواطن مصري، وألا يحدث أي اعتداء على المواطنين أثناء التظاهرات، وذلك لعدم فقدان الثقة، هذه البنود تم تلقينها للقادة والتزموا بها، وبالفعل يوم 28 يناير انتشر 20 ألف مجند خلال ربع ساعة فقط في ربوع مصر، لحماية الثورة وأبناء مصر بالتزامن مع وجود هجمة شرسة من الخارجين عن القانون، لاستكمال مخططاتهم التدميرية، ولكن الجنود نجحوا في القبض على 12 ألف خارج عن القانون، و4400 هارب من السجون. · يُؤخذ على المجلس العسكري عدم نجاحه في تدعيم التحول الديمقراطي؟ - المجلس العسكري لم يمارس دورًا سياسيًا، لأنه كان يدير مرحلة انتقالية فقط، لحين وجود النظام الذي يعيد الحياة الديمقراطية لمصر، وأعتقد أن أصعب المهام التي خُولت للقوات المسلحة ه ي إدارة العملية الانتقالية، لأنها شهدت تحويل النظام المصري من سلطوي إلى ديمقراطي، من خلال التعامل المباشر مع الأحزاب أصحاب الرؤى المختلفة والمصالح المتضاربة. · وماذا عن تسليم المجلس العسكري الحكم في مصر لجماعة الإخوان المسلمين بضغوط أمريكية؟ - السجال الدائر حول تسليم المجلس العسكري للحكم في مصر بسبب الضغوط يحتاج لتأصيل ودليل واضح لا يحتمل اللبس، لأنه لا أحد يعلم ماذا كان يحاك لمصر في الغرف المغلقة بين الأحزاب وأمريكا، وموقف المجلس العسكري من ذلك، والتاريخ وحده كفيل بإظهار الحقيقة، وفي النهاية القضاء الذي أشرف على الانتخابات أعلن كلمة الشعب، والقوات المسلحة ساندت رغبته في اختيار الحاكم. · في رأيك هل يمكن أن تعيد القوات المسلحة النظر في خطابها الموجه للشعب المصري، خاصة أن هناك مطالب ملحة لتواجدها بسبب عدم استقرار الأمن؟ - القوات المسلحة خرجت من أزمة الثورة وتداعياتها السلبية قوية ومتكاملة ولم تخسر الكثير، لأن وعي المواطنين البسطاء بأهمية الحفاظ على مصر وجيشها ساهم في تخفيف العبء عن القوات المسلحة، أثناء تأدية دورها، خلاف كل الدول التي شهدت ذلك الربيع العربي، لأن القوات النظامية لهذه الدول خرجت مُدمرة كاملة. · وماذا عن الجانب النفسي لاستعادة ثقة بعض النشطاء السياسيين الذين انتهجوا مبدأ الإساءة إلى القوات المسلحة؟ - الواقع المصري يؤكد أن ثقة المقاتلين المصريين نابعة من إيمانهم بعملهم وتجاوب الشعب المصري، لأن الفطرة الوطنية للغالبية العظمى ساندت القوات النظامية، ومصر حاليًا مؤهلة لاستقبال التغيير الحقيقي، والقلة التي تقذف الجيش بالإساءات لن ينجح مخططها، لأن سمة المواطن المصري ترفض الانصياع لأجندات الغرب الهادمة وتقضي على أهداف المخربين. · هل تعتقد أن قاطرة التغيير ناجحة في تصحيح الأوضاع؟ - القواعد الخاصة بإرساء القواعد الديمقراطية في مصر لابد أن تتغير، لأنها حتى الآن غير موجودة والدليل الانقسام بين الشعب والأحزاب، وانقسام الأحزاب على نفسها، والهوية الاقتصادية والاجتماعية في مصر غير مسيطر عليها. · كيف ستخرج القوات المسلحة من مأزق الأزمات السياسية الدائرة بين الأحزاب والمواطنين، والذي يتطلب تواجدها بالشارع؟ - القوات المسلحة ملتزمة بتأمين حدود البلاد وليس لها دور سياسي، وتعمل على تأمين البلاد داخليًا في حالات الفوضى التي تعقب التظاهرات المختلفة، لكن الإدارة السياسية عليها أن توحد الأهداف وتسعى لتنفيذها واستيعاب المواطنين، والعقيدة الثابتة للجيش هي العمل لصالح الشعب فقط وليس لصالح أي نظام. · ما بين دقة القوات المسلحة في توصيل البيانات العسكرية وعصبية بعض أعضاء المجلس العسكري عند إلقائها فرق واضح.. كيف ترى ذلك؟ - الضغوط كانت أكبر من كل القيادات في المجلس العسكري، خاصة أن الفترة الانتقالية عُرفت بالتزاحم بين السياسيين على حصد نصيب الأسد من المكاسب، والقيادة العامة الممثلة في شخص المشير طنطاوي، لم يفضل الظهور كمتحدث لتوصيل رسالة “,”أن القيادة في المجلس العسكري جماعية وأن الثورة نابعة من الشعب“,”. · ما تقييمك لخطاب قادة المجلس العسكري خلال الفترة الانتقالية؟ - أداؤهم في توصيل الحقيقة للشعب خلال الفترة الانتقالية جيد، لكن الإعلاميين حاولوا توجيه انتقادات للقوات المسلحة التي تمت محاصرتها إعلاميًا، وعليه قامت الإدارة بالجيش بمعالجة هذه الأمور من خلال الإعلام العسكري والبيانات التي كانت تُتلى على المواطنين لتوضيح الملابسات السياسية، التي رُوجت بالخطأ للمواطنين، وبدأ الإعلام العسكري في توجيه رسائل غير مباشرة لتوضيح الصورة وحقيقة الأمور، ولكن الثورة المضادة وبعض الإعلاميين روجوا لأفكار، لإحداث الوقيعة بين الشعب وجيشه، وما بعد تسليم السلطة، بُعدت القوات النظامية عن الساحة السياسية، وعادت إلى ثكناتها لحماية الحدود، خاصة أن المناطق المجاورة لمصر ملتهبة بأحداث سياسية شبيهة بما حدثت في مصر. · هل أثر ذلك سلبًا على القوات المسلحة؟ - القوات النظامية، قوات دفاع، لا تقهر، لأن عقيدة القوات المسلحة تستمد قوتها من حماية تراب الوطن، وتأمين حدود البلاد خارجيًا مرتبط باستقرار الأوضاع الداخلية، لأن قوة الجبهة الداخلية تدعم الجبهات الخارجية، وبالتالي يتطلب اقتناع الشعب بأهمية الدور الذي تلعبه القوات النظامية، خاصة أن التهديدات الخارجية تحولت من حروب مباشرة إلى حروب تنهك القوى النفسية، للجيش وللشعب، وعلينا أن نتفهم هذه المكائد التي تحاك لمصر، للتصدي لها بتعقل حتى لا تتأثر السياسة المصرية في المنطقة وبين دول العالم. · هل تعتقد دخول القوات المسلحة في مشروعات تعمير وتنمية وسيلة لاستيعاب غضب الشارع؟ - القوات المسلحة دائمًا تشارك في تعمير البلاد، وهذا غير مرتبط بثورة أو أزمة سياسية، وقرار بناء الوحدات السكنية كان نتيجة حتمية لإحساس المجلس العسكري بأهمية التعمير بعد الثورة لاستعادة بث روح الثقة في نفوس المواطنين، ورسالة على نجاح ثورتهم السلمية، كذلك فإن قاطرة التعمير في سيناء لن يقودها غير القوات المسلحة. · هل يمكن أن تتخذ القوات المسلحة قرارًا بعمل مجموعة من المشروعات الاستثمارية ويتاح العمل فيها للعمال المدنيين والموظفين؟ - هناك مجموعة من المشروعات التي تدرسها القوات المسلحة في مناطق شرق العوينات وسيناء، وندرس اتجاهات استراتيجية، لأن سيناء لن تعمر إلا بالقوات المسلحة والتعاون مع أبناء القبائل، فالجيش دائمًا في خدمة الشعب المصري.